stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةكتابات القراء

أنت من تحبه نفسى . 3

2.8kviews

‏3.‏ ‏”أنت من تحبه نفسي”‏
نشيد الأناشيد

للأب هاني باخوم

الحب ليس مشاعر او قرار فقط ، كما ذكرنا من قبل، بل كياني الذي امنحه للأخر بدون ‏شروط، في كل وقت وكل الوقت، هذا الحب هو ثمرة الروح القدس.‏
نشيد الأناشيد، هو قصيدة حب بين حبيب وحبيبة. حوار، وفي نفس الوقت، حوار ذهني فردي. ‏على سبيل المثال: تبدأ القصيدة “لِيُقَبِّلْني بِقُبَلِ فَمِه، فإِنَّ حبَكَ أَطيَبُ مِنَ الخَمْر”. تقول الحبيبة: ‏فليقبلني بقبل فمه، مع انه أمامها. هي لم تقل له “قبلني”. لكن في ذهنها رددت هذه الجملة وبعدها ‏قالت ” فإن حبك أطيب من الخمر”. لماذا هل خجلت منه؟ خجلت منه وهو أمامها أن تصرح له بحبها ‏وتعترف له باشتياقها له؟ لا اعلم. لكن اعلم أنها تعبر له عما تشعر به والباقي تقوله بينها وبين ذاتها. ‏
فبماذا شعرت تلك الحبيبة؟ ‏
تقول: ” أَنا سوداءُ لَكِنَّني جَميلَةٌ يا بَنَاتِ أورَشَليم”‏
‏ ‏ الحبيبة بفضل هذا الحب تجد نفسها سوداء. ولكن تشعر في نفس الوقت بأنها جميلة. لقائها ‏بالحبيب جعلها ترى نفسها على حقيقتها بدون تزين، فهو يراها كما هي. بعيوبها وماضيها، وها هي ‏ترى سوادها، رمز الضعف والخطيئة والسقوط في الكتاب المقدس، وترى حب الحبيب والذي يجعلها ‏تشعر إنها جميلة. وبالفعل أصبحت جميلة. ‏
مثل بطرس عندما يختبر المسيح على السفينة، يقول اخرج من هنا يارب فانا رجل خاطئ. لقاء ‏الحبيب يجعلنا أولا ندرك واقعنا. انا سوداء (فلا تخافوا من هذا – لا تخافوا اذا ابتدأنا نرى خطايانا ‏أمامنا وضعفنا، لا تخف، لا تفقد الأمل، هذه أول خطوة في المسيرة). كثيرا مننا نتشكك من الخطايا ‏فنخبئها ولا نواجهها. الحبيبة تذكره ولا تخجل، تعلنه ولا تخشي، لأنها اغتسلت ووجدت من يطهرها.‏
ونحن أيضا مدعوين مثل هذه الحبيبة أن نرى أنفسنا بدون خوف، نرى أنفسنا ونرى ‏حب الله المجاني. حب الحبيب. نرى هذا السواد ونرى الجمال الذي يضيفه حبه لنا. فكل مواقف ‏حياتنا، كل الصعوبات، الآخرين ومشاكلهم، كل شي… كل شي… هو دعوة لي كي ارى كم انا اسود ‏وكم هو يحبني.. وفقط هذا الحب قادر ان يجعل منى شعر حب. ‏
غريب هذا الحب، لم أجد احد يحبني بهذا الطريقة، قال لي شخص بالأمس: “من يعرف ضعفي ‏وخطيئتي يعايرني بها، يرجمني” لذا انا اخبي ذاتي”. هذا صحيح، هذا واقع، ولكن هنا يوجد شخص ‏أخر، يوجد المسيح، هذا الحبيب الذي يجعلنا نرى أنفسنا كما هي ونرى حبه، فنعود ونرى أنفسنا على ‏ضوء حبه.‏
هنيئا لمن وجد شخص يستطيع ان يقول له” أنا سوداء ولكني جميلة” كتلك الحبيبة التى وجدت ‏حبيبها…نعم هنيئا لمن وجد الحبيب.‏
هذا هو الحب، ان يرى كل منا ذاته أمام الأخر ويرى من الأخر قبول وتفهم وبداية جديدة، كل ‏يوم….نعم أنا سوداء ولكني جميلة….‏
إلى مقالات أخرى…

أيام مباركة‏