stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا يترأس قداسا احتفاليا يعلن خلاله خمسة قديسين جدد

682views

13 أكتوبر 2019

ترأس البابا فرنسيس صباح اليوم الأحد قداسا احتفاليا في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان أعلن خلاله خمسة قديسين جدد هم جون هنري نيومن، جوزيبينا فانيني، ماريا تيريزا كيماريل مانكيديان، دولسي لوبيس بونتيس ومارغريتا بايس والذي سبق أن أعلن عن تقديسهم خلال الكونسيستوار العادي العام الذي ترأسه في الأول من يوليو – تموز الفائت .

تخللت الاحتفال الديني عظة للبابا استهلها بآية من إنجيل هذا الأحد “إيمانك خلّصك”، وقال إن هذه العبارة تُظهر مسيرة إيمان البرص الذين شفاهم الرب. وأضاف أن هؤلاء كانوا يعيشون في حالة رهيبة لا بسبب مرض البرص، الذي ينبغي مكافحته اليوم بشتى الوسائل، إنما أيضا بدافع الإقصاء الاجتماعي. وكانوا يُعتبرون دنسين، ويُجبرون على العيش بمعزل عن المجتمع، وعندما شاهدوا الرب وقفوا على مسافة منه، وتوسلوا إليه بصوت عال. ولم يستلموا لإقصاء البشر لهم وصرخوا إلى الله، الذي لا يستثني أحدا. فقد قربوا المسافات إذ لم ينغلقوا على أنفسهم، وعلى وضعهم ولم يفكروا بأحكام الآخرين، فتضرعوا إلى الرب الذي يستمع إلى صراخ كل شخص متروك.

 

وأكد البابا فرنسيس أننا نحتاج اليوم إلى الشفاء على غرار هؤلاء البرص، وذلك إزاء انعدام الثقة بأنفسنا وبالحياة والمستقبل. نحتاج إلى الشفاء من العادات السيئة التي تستعبدنا، والانغلاق والإدمان على اللعب والمال والتلفزيون والهاتف الخلوي وأحكام الآخرين. وشدد فرنسيس على أن الله يحرر القلب ويشفيه إذا ما تضرعنا إليه، وطلبنا منه أن يشفينا ويحررنا من الشر والخوف. وذكّر البابا بأن البرص تضرعوا إلى الرب يسوع، وفعل ذلك أيضاً الأعمى واللص على الصليب. إنهم أشخاص محتاجون تضرعوا إلى يسوع، الذي يعني اسمه “الله يخلّص”. ولفت إلى أن الإيمان ينمو بهذه الطريقة، إذا ما حملنا إلى الرب ما لدينا، بقلب منفتح، دون أن نخفي بؤسنا. كما أن الصلاة هي باب الإيمان، والصلاة هي دواء القلب.

 

بعدها أشار البابا إلى أن المرحلة الثانية من هذه الحادثة تتعلق بالسير، وأوضح أن البرص لم يشفوا فيما كانوا واقفين أمام الرب، لكن عندما تابعوا سيرهم. فقد طُهّروا فيما كانوا ذاهبين صعوداً باتجاه أورشليم. وأكد فرنسيس أن طريق الحياة هي غالباً عبارة عن السير صعوداً، لأنها تقود إلى العلى. كما أن الإيمان يتطلب السير والخروج من قناعاتنا المريحة، يتطلب أن نترك وراءنا الأبواب المطمئنة. والإيمان ينمو من خلال العطاء والمخاطر. ويتم من خلال خطوات متواضعة وملموسة، كما كانت متواضعةً وملموسة مسيرةُ البرص، شأن استحمام نعمان في مياه نهر الأردن. ونحن أيضا نتقدّم في الإيمان من خلال المحبة المتواضعة والملموسة، والصبر اليومي متضرعين إلى يسوع وسائرين قدما.

 

هذا ثم لفت فرنسيس إلى بعد آخر من حادثة البرص في الإنجيل ألا وهو سيرهم معاً، فطهروا فيما كانوا ذاهبين. الإيمان هو مسيرة نقوم بها معا، لا بمفردنا. وبعد شفائهم تابع تسعة منهم مسيرتهم وواحد عاد ليشكر الرب. فسأله يسوع بمرارة عن التسعة الباقين. وشدد البابا على أنه من واجب المؤمن أن يشكر الرب ويعتني أيضا بالآخرين الذين كفوا عن السير، ومن ضلوا طريقهم، مؤكدا أن النمو في الإيمان يقتضي أن نعتني بالأخوة والأخوات البعيدين. وأشار البابا إلى أن الرب قال للأبرص الذي عاد ليشكره إن إيمانه خلّصه، فصار مشفياً ومخلصاً في الآن معا. وهذا ما يُظهر لنا أن الشفاء الجسدي ليس نقطة الوصول إنما اللقاء مع يسوع. الخلاص يعني التوجه إلى الينبوع الذي هو يسوع، لأنه وحده يخلّص من الشر ويشفي القلب، واللقاء معه يخلّص. وهنا تأتي كلمة الشكر بطريقة تلقائية عندما نكتشف أجمل ما في الحياة، أي معانقة رب الحياة.

 

وذكر البابا المؤمنين بأن الأبرص الذي عاد ليشكر الرب كان سامرياً وقد عبّر عن الفرح بقوة وسبّح الله بأعلى صوته وسجد للرب وشكره. ولفت فرنسيس إلى أن ذروة مسيرة الإيمان تكمن في العيش بطريقة ممتنة، ودعا المؤمنين ليسألوا أنفسهم ما إذا كانوا يسبحون الله على ما نالوه أم أن اهتمامهم يبقى مركزا على ذواتهم منتظرين الحصول على المزيد من النعم؟ وهذا الشكر هو مسألة إيمانية لا تتعلق بحسن السلوك. والتعبير عن امتناننا لله صباحاً ومساء وفي كل لحظة لهو ترياق ضد شيخوخة القلب.

 

بعدها حثّ البابا الجميع على رفع الشكر للرب على القديسين الخمسة الجدد، الذين ساروا في درب الإيمان. وقال إن ثلاث قديسات من بين هؤلاء كنّ راهبات وهن يعلّمن أن الحياة الرهبانية هي عبارة عن مسيرة محبة في الضواحي الوجودية في العالم. أما القديسة مارغريت بايس فكانت خياطة، وتُظهر لنا أهمية الصلاة البسيطة والصبر وتكريس الذات بصمت. أما الكاردينال نيومن فتحدّث عن القداسة في الحياة اليومية إذ كان يقول: “إن المسيحي يحمل في ذاته سلاماً عميقاً، صامتاً، مخفياً، لا يراه العالم. المسيحي هو فرح، هادئ، طيب، مُحب، لطيف، بريء ومتواضع. تصرفاته بعيدة كل البعد عن حب الظهور”. وفي ختام عظته طلب البابا فرنسيس إلى الله القدير أن نصير “نوراً لطيفاً” وسط ظلمات هذا العالم ودعا الرب أن يمكث بداخلنا وينيرنا كي نضيء نحن أيضا بطريقة نكون فيها نوراً بالنسبة للآخرين.

 

في ختام احتفاله بالقداس تلا البابا فرنسيس مع المؤمنين، كما جرت العادة ظهر كل أحد، صلاة التبشير الملائكي، وألقى كلمة حيا فيها جميع المؤمنين وشكرهم على حضورهم خاصاً بالذكر الكرادلة والأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات الذين قدموا من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في احتفال التقديس لاسيما المنتمين منهم إلى العائلات الروحية للقديسين الجدد. بعدها حيا البابا الوفود الرسمية، وخصّ بالتحية رئيس الجمهورية الإيطالية وأمير ويلز، وذكّر بأن القديسين الجدد وبفضل شهادتهم الإنجيلية ساهموا في النمو الروحي والاجتماعي لبلدانهم. ووجه كلمة شكر أيضا إلى الممثلين عن الكنيسة الأنغليكانية لاسيما الأسقف الأنغليكاني الجديد في روما. وحيا البابا أيضا الحجاج، وجميع من تابعوا القداس الاحتفالي عبر الإذاعة والتلفزيون. ووجه تحية خاصة إلى المؤمنين في بولندا، الذين يحتفلون هذا الأحد بـ”يوم البابا” وقال إنه يشكرهم على صلواتهم وعطفهم المستمر.

نقلا عن الفاتيكان نيوز