stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

كتابات القراء

السامرية 2. السامرة

2.1kviews

023_0

للأب هاني باخوم

في المرة السابقة وجدنا نفسنا عند سيخار، بئر يعقوب، بين جبلين. في السامرة. فما هي السامرة؟

سفر الملوك الثاني يخبرنا بان ملك أشور سرجون الثاني بعد سبي إسرائيل, أرسل أناسا من خمس مدن وثنية وأسكنهم في مدن السامرة مكان بني إسرائيل. (2مل17: 24). مكان اليهود اسكن خمسة أمم غريبة في السامرة، لها آلهتها الخاصة.  وأرسل أيضا كاهن ليعلمهم كيف يتقوا الرب. فهناك في السامرة توجد خمسة ألهه وأيضا اله إسرائيل.

في هذه البلدة يلتقي يسوع مع المرأة السامرية, وهو أيضا لقاء معي ومعك. يقول: “اذهبي وادعي زوجك ثم عودي”. فتقول: ليس لي زوج.  فيرد: في الواقع كان لك خمسة أزواج (نفس رقم الالهه) والذي لك اليوم ليس بزوجك”.

نعم المسيح يسألها عن أزاوجها، ونفس الكلمة تعني بعل أي السيد، الرب. فكلمة زوج بالعبري توحي بالزوج الطبيعي ولكن أيضا بالسيد بمعنى اله. فالسؤال للسامرية لي ولك اليوم، من تعبد؟ على من ترتكز؟ على من وضعت ضماناتك، وأملت في استقرارك؟ ممن ترتوي، ولمن تمنح تضحياتك، وذبائحك، لاي بعل؟ لاي زوج؟ الأمر هنا يتخطى مشكلة زنى المرأة. يفوق الجنس، والأخلاقيات، الأمر هنا يمس الكيان والذي من بعده تنشا الخطيئة.

من السهل ان نجيب إننا نعبد الرب ولكن كم أرى انه من الصعب ان أقول أني اعبد الرب فقط. أيضا إيليا النبي يواجه نفس المشكلة مع الشعب. فيأمر إيليا ان يجتمع الشعب على جبل الكرمل ويقول: “الى متى انتم تعرجون بين الجانبين؟ ان كان الرب هو الإله فأتبعوه وان كان البعل اياه فأتبعوه” (امل 18: 21). خطيئة الشعب ليس إنهم تركوا الرب، لا.  خطيئة الشعب انه متأرجح، يقفز من طريق الى آخر: يعرج، بعض الوقت يسير مع الرب وفي وقت آخر يتبع بعل.

ما معنى هذا؟ ان الشعب لا يبحث في العمق عن اله يعبده، بل يبحث عن اله يحقق له مطالبه. يعبد الله لأنه يحتاج اليه. فمن يلبي مطالبه واحتياجاته يميل اليه. اذا طلب من الرب شيئاً ولم يستجيب له يبحث عن بعل اخر كي يحققه. الشعب ليس ببعيد عنا؛ فالإنسان يحتاج لإله. يحتاج لقوى اكبر منه تُساعده وقت الضيق وتُخرجه من حالته عندما لا يستطيع ان يخلص ذاته. وعندما لا يلبي الله الاحتياج يتبع بعل، زوج: السحر؛ المال؛ الإحساس بأنه محبوب او مقبول؛ ضمان المستقبل؛ العواطف؛ الراحة؛ إنسان آخر؛…. ويطلب من هذا البعل من هذا الزوج ما يحتاجه ولا يدرك انه لا يستطيع ان يقدم له شيئا، بل بالأحرى هذا البعل، الزوج، يأخذ منّا كل شيء. نعم أزواج السامرية اخذوا منها كل شي. تركوا لها الندم على ما فعلته، وخجل، وحرب مستمرة تحاول فيها ان تبرر ذاتها. السامرية هي أنا وأنت وكل إنسان، هي تلك الحبيبة، شعب الله، ولكن هل هناك من ينتظرنا؟ ….  

هذا ما سنراه في الكلمات القادمة

ايام مباركة….