Bible and cross --- Image by © VStock LLC/Tetra Images/Corbis
499views
الثلاثاء الثاني عشر من زمن السنة
سفر التكوين 18a-5.2:13
كانَ أَبرامُ غَنِيًّا جِدًّا بِٱلماشِيَةِ وَٱلفِضَّةِ وَٱلذَّهَب.
وَكانَ أَيضًا لِلوطَ ٱلسّائِرِ مَعَ أَبرامَ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَخِيام.
فَلَم يَحتَمِل ضيقَ ٱلأَرضِ أَن يُقيما فيها مَعًا، إِذ كانَ مالُهُما كَثيرًا، فَلَم يُمكِنهُما ٱلمُقامُ مَعًا.
فَكانَت خُصومَةٌ بَينَ رُعاةِ ماشِيَةِ أَبرامَ وَرُعاةِ ماشِيَةِ لوط، وَٱلكَنعانِيّونَ وَٱلفَرِزِّيونَ حينَئِذٍ مُقيمونَ في ٱلأَرض.
فَقالَ أَبرامُ لِلوط: «لا تَكُن خُصومَةٌ بَيني وَبَينَكَ، وَلا بَينَ رُعاتي وَرُعاتِكَ، إِنَّما نَحنُ رَجُلانِ ٱخَوان.
أَلَيسَتِ ٱلأَرضُ كُلُّها بَينَ يَدَيك؟ إِعتَزِل عَنّي، إِمّا إِلى ٱلشِّمالِ فَأَتَيامَنَ عَنكَ، وَإِمّا إِلى ٱليَمينِ فَأَتَياسَر».
فَرَفَعَ لوطٌ طَرَفَهُ، وَرَأى كُلَّ بُقعَةِ ٱلأُردُنّ، فَإِذا جَميعُها سِقيٌ، قَبلَ أَن دَمَّرَ ٱلرَّبُّ سَدومَ وَعَمورَة، كَجَنَّةِ ٱلرَّبّ، مِثلَ أَرضِ مِصرَ حَتّى تَنتَهي إِلى صوعَر.
فَٱختارَ لوطٌ لِنَفسِهِ كُلَّ بُقعَةِ ٱلأُردُنّ. وَٱرتَحَلَ إِلى ٱلمَشرِق، وَٱعتَزَلَ كُلُّ واحِدٍ صاحِبَهُ.
فَأَقامَ أَبرامُ في أَرضِ كَنعان، وَأَقامَ لوطٌ في مُدُنِ ٱلبُقعَة، وَخَيَّمَ إِلى سَدوم.
وَأَهلُ سَدومَ أَشرارٌ خاطِئونَ أَمامَ ٱلرَّبِّ جِدًّا.
وَقالَ ٱلرَّبُّ لِأَبرام، بَعدَما فارَقَهُ لوط: «إِرفَع طَرفَكَ وَٱنظُر مِنَ ٱلمَوضِعِ ٱلَّذي أَنتَ فيه، شَمالًا وَجَنوبًا وَشَرقًا وَغَربًا.
إِنَّ جَميعَ ٱلأَرضِ ٱلَّتي تَراها، لَكَ أُعطيها، وَلِنَسلِكَ إِلى ٱلأَبَد.
وَأُصَيِّرُ نَسلَكَ كَتُرابِ ٱلأَرض، حَتّى إِن أَمكَنَ أَن يُحصِيَ إِنسانٌ تُرابَ ٱلأَرض، فَنَسلُكَ أَيضًا يُحصى.
قُم فَٱمشِ في ٱلأَرض، طولِها وَعَرضِها، فَإِنّي لَكَ أُعطيها».
فَٱنتَقَلَ أَبرامُ بِخِيامِهِ، حَتّى جاءَ وَأَقامَ في بَلّوطِ مَمرا ٱلَّتي بِحَبرون، وَبَنى هُناكَ مَذبَحًا لِلرَّبّ.
سفر المزامير 5ab-4c.4ab-3c.3ab.2:(14)15
نَزيهُ ٱلمَسلَكِ وَفاعِلُ ٱلبِرّ
وَٱلمُتَكَلِّمُ بِٱلحَقِّ في قَلبِهِ
ٱلَّذي لا يَغتابُ لِسانُهُ
وَلا يَفعَلُ بِصاحِبِهِ شَرّا
ٱلَّذي لا يُنزِلُ بِقَريبِهِ عارا
يَرى مَن رَذَلَهُ ٱلرَّبُّ حَقيرا
وَمَن يَخافُ ٱللهَ مُكَرَّما
يَحلِفُ، وَإن أَضَرَّ بِنَفسِهِ، وَيَبَرُّ قَسَمَهُ
وَلا يُقرِضُ مالَهُ بِٱلرِّبا
وَرَشوَةً عَلى ٱلبَريءِ يَأبى
إنجيل القدّيس متّى 14-12.6:7
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، قالَ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «لا تُعطوا ٱلكِلابَ ما هُوَ مُقَدَّس، وَلا تُلقوا لُؤلُؤَكُم إِلى ٱلخَنازير، لِئَلّا تَدوسَهُ بِأَرجُلِها، ثُمَّ تَرتَدَّ إِلَيكُم فَتُمَزِّقُكُم.
فَكُلُّ ما أَرَدتُم أَن يَفعَلَ ٱلنّاسُ لَكُم، إِفعَلوهُ أَنتُم لَهُم. هَذِهِ هِيَ ٱلشَّريعَةُ وَٱلأَنبِياء.
أُدخُلوا مِنَ ٱلبابِ ٱلضَّيِّق. فَإِنَّ ٱلبابَ رَحبٌ، وَٱلطَّريقَ ٱلمُؤَدِّيَ إِلى ٱلهَلاكِ واسِع، وَٱلَّذينَ يَسلُكونَهُ كَثيرون.
ما أَضيَقَ ٱلبابَ وَأَحرَجَ ٱلطَّريقَ ٱلمُؤَدِّيَ إِلى ٱلحَياة! وَٱلَّذينَ يَهتَدونَ إِلَيهِ قَليلون».
شرح لإنجيل اليوم :
القدّيس منصور دي بول (1581 – 1660)، كاهن ومؤسِّس جماعات دينيّة
حديث بتاريخ 30/ 05 /1659
«فكُلُّ ما أَرَدْتُم أَن يَفْعَلَ النَّاسُ لكُم، اِفعَلوهُ أَنتُم لَهم»
ما هو أوّل عمل محبّة؟ ما الذي ينتج عن القلب الذي تحرّكه المحبّة؟ ما الذي يخرج منه، على عكس الإنسان الذي يفتقد إليه؟ هو فعل الخير مع كلّ الناس كما نبتغي أن يفعله الناس لنا؛ هنا يكمن أساس المحبّة. هل صحيح أنّني أتصرّف مع قريبي كما أتمنّى أن يتصرّف معي؟ هذا امتحان كبير يجب القيام به…
فلنتأمّل بابن الله: يا له من قلب محبّ، يا لها من شعلة محبّة! يا ربّي يسوع، قل لنا من فضلك، ما الذي جذبك من السماء لتأتي وتتحمّل لعنة الأرض، وتلك الاضطهادات والمعاناة كلّها التي تلقّيتها؟ أيّها المخلّص، يا نبع المحبّة، الذي اتّضع ليصبح مثلنا، وتحمّل الآلام المبرحة المهينة، وأحبّ القريب أكثر من نفسه… أتيت لتعيش كلّ شقائنا، وأخذت صورة الخاطئ، وعشت حياة مليئة بالآلام، وواجهت ميتة مهينة من أجلنا. هل من حبّ مماثل؟ ما من أحد سوى ربّنا الممتلئ بالمحبّة لخلائقه لدرجة أنّه ترك عرش أبيه ليأتي ويولد بجسد معرّض للعاهات.
لكن لماذا؟ إنّ ذلك لكي يقيم فيما بيننا مَثَلَه وكلامه، ومحبّته للقريب… آه يا أصدقائي، لو كان لنا قليلٌ من تلك المحبّة، فهل كنّا لنبقى مكتوفي الأيدي؟… كلاّ! إنّ المحبّة لا يمكنها أن تبقى خاملة؛ إنّها تربّينا على خلاص وتعزية الآخرين.
