stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 10 ديسمبر – كانون الأول 2019 “

892views

الثلاثاء من أسبوع مولد يوحنّا

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 13-6:9

يا إِخوَتِي، هذَا لا يَعْني أَنَّ كَلِمَةَ اللهِ قَدْ سَقَطَت! فَلَيْسَ جَميعُ الَّذِينَ مِنْ إِسْرائيلَ هُم إِسْرائِيل!
ولا لأَنَّهُم نَسْلُ إِبْرَاهيمَ هُم جَميعًا أَولادُ إِبرَاهيم، بَل «بِإِسْحقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ».
وذلِكَ يَعْني أَنَّ أَوْلادَ الجَسَدِ لَيْسُوا هُم أَوْلادَ الله، بَلْ إِنَّ أَوْلادَ الوَعْدِ هُم يُحْسَبُونَ نَسْلاً لإِبْرَاهيم؛
لأَنَّ كَلِمَةَ الوَعْدِ هِيَ هذِهِ: «سَأَرْجِعُ في مِثْلِ هذَا الوَقْت، ويَكُونُ لِسَارةَ ٱبْنٌ!».
ومَا ذلِكَ فَحَسْب، بَلْ إِنَّ رِفْقَةَ أَيْضًا قَدْ حَمَلَتْ مِنْ رَجُلٍ وَاحِد، أَيْ مِنْ أَبينَا إِسْحق.
وقَبْلَ أَنْ يُولَدَ عِيسُو ويَعْقُوب، ويَفْعَلا خَيْرًا أَو شَرًّا، فَلِكَي يَظَلَّ قَصْدُ اللهِ في ٱخْتِيَارِهِ قَائِمًا
لا على الأَعْمَال، بَلْ عَلى اللهِ الَّذي يَدْعُو، قِيلَ لِرِفْقَة: «أَلأَكْبَرُ يَكُونُ عَبْدًا لِلأَصْغَر»،
كَمَا هوَ مَكْتُوب: «أَحْبَبْتُ يَعْقُوب، وأَبْغَضْتُ عيسُو».

إنجيل القدّيس متّى 15-11:11

قالَ الربُّ يَسوعُ (للجموع):«أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَمْ يَقُمْ في مَواليدِ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا المَعْمَدَان، ولكِنَّ الأَصْغَرَ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ.
ومِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا المَعْمَدَانِ إِلى الآن، مَلَكُوتُ السَّمَاواتِ يُغْصَب، والغَاصِبُونَ يَخْطَفُونَهُ.
فَالتَّوْرَاةُ والأَنْبِيَاءُ كُلُّهُم تَنَبَّأُوا إِلى أَنْ أَتَى يُوحَنَّا.
وإِنْ شِئْتُم أَنْ تُصَدِّقُوا، فهُوَ إِيلِيَّا المُزْمِعُ أَنْ يَأْتي.
مَنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَعْ!

التعليق الكتابي :

عظة منسوبة للقدّيس مقاريوس (؟ – 405)، راهب مصريّ
عظات روحيّة، العظة رقم 19

« فمُنذُ أَيَّامِ يُوحنَّا إِلى اليَومِ مَلَكوتُ السَّمواتِ يُؤخَذُ بِالجِهاد، والمُجاهِدونَ يَختَطِفونَه »

مَن يريد أن يتقرّب من الربّ، وأن يكون جديرًا بالحياة الأبديّة، وأن يصبح مسكنًا للرّب يسوع المسيح، وأن يمتلئ من الرُّوح القدس كي يحمل ثمار هذا الرُّوح… يجب أن يؤمن أوّلاً بالربّ ثمّ أن يستسلم بدون تحفّظ لوصاياه… يجب أن يلجأ إلى الجهاد ليكون متواضعًا أمام كلّ إنسان… كما قال الربّ: “اِحمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب، تَجِدوا الرَّاحَةَ لِنُفوسِكم” (مت 11: 29). كما يجب أن يتمرّن ليكون رحيمًا ولطيفًا ومواسيًا وطيّبًا، كما قال الربّ: “كونوا رُحَماءَ كما أَنَّ أَباكُم رَحيم” (لو 6: 36). وأيضًا: “إِذا كُنتُم تُحِبُّوني، حَفِظتُم وَصاياي” (يو 14: 15)، ويضيف الرّب قائلاً: “مَلَكوتُ السَّمواتِ يُؤخَذُ بِالجِهاد، والمُجاهِدونَ يَختَطِفونَه”… “ِاجتَهِدوا أَن تدخُلوا مِنَ البابِ الضَّيِّق” (لو 13: 24). بشكل عام، يجب أن يأخذ كنموذج تواضع الربّ وسلوكه وطيبته ونمط عيشه…

فليثابر على الصلاة، وليطلب بدون ملل أن يأتي الربّ ويسكن فيه، ويجدّده ويمنحه القوّة للتقيّد بجميع وصاياه، وليتحوّل المخلّص ذاته إلى مسكن لنفسه. حينها، ما سينجزه من خلال الجهاد سيكون بكامل رضاه لأنّه سيعتاد على ممارسة الخير، وسيذكر الربّ باستمرار وسينتظره بحبّ كبير. حين سيرى الربّ هكذا تصميم، سيشفق عليه، وسيحرّره من أعدائه ومن الخطيئة التي تسكن فيه، وسيملأه من الرُّوح القدس. وبالتالي، سيلتزم بجميع وصايا الربّ بكلّ حقّ، بدون عنف أو تعب؛ أو بالأحرى، الربّ ذاته هو الذي سيحقّق فيه مبادئه الخاصّة وسينتج بكلّ نقاوة ثمار الرُّوح (راجع غل 5: 22).