stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” ٢٢ يناير – كانون الثاني ٢٠٢٠ “

845views

الأربعاء من الأسبوع الثاني بعد الدنح
مار طيموتاوس تلميذ بولس الرسول
اليوم الخامس من أسبوع الصلاة لأجل وحدة المسيحيّين

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 11-1:2

يا إخوَتِي، إِنِّي جَزَمْتُ بِهذَا في نَفْسِي أَلاَّ أَعُودَ إِلَيْكُم عَلى حُزْنٍ:
لأَنِّي إِنْ كُنْتُ أَنَا أُحْزِنُكُم، فَمَنْ يُفَرِّحُنِي غَيْرُ الَّذي أُحْزِنُهُ؟
وقَدْ كَتَبْتُ إِلَيْكُم بِهذَا، لِئَلاَّ أَلْقَى عِنْدَ قُدُومِي حُزْنًا مِنَ الَّذِينَ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ أَفْرَحَ بِهِم. وأَنَا عَلى يَقِينٍ مِنْ جِهَتِكُم أَجْمَعِينَ أَنَّ فَرَحِي هُوَ فَرَحُكُم جَمِيعًا.
فَمِنَ الضِّيقِ الشَّدِيد، وكآبَةِ القَلْب، كَتَبْتُ إِلَيْكُم بِدُمُوعٍ غَزِيرَة، لا لِتَحْزَنُوا، بَلْ لِتَعْرِفُوا مِقْدَارَ حُبِّي العَظِيمِ لَكُم.
وإِذَا كَانَ أَحَدٌ قَدْ أَحْزَنَنِي، فَما أَحْزَنَنِي أَنَا وَحْدِي، بَلْ أَحْزَنَكُم جَمِيعًا بَعْضَ الحُزْن، وأَقُولُ هذَا بِدُونِ مُبَالَغَة!
وَيَكْفِي مِثْلَ هذَا الرَّجُلِ ذَاكَ التَّوبِيخُ الَّذي نَالَهُ مِنَ الأَكْثَرِين.
أَمَّا الآنَ فَٱلأَحْرَى بِكُم أَنْ تُسَامِحُوهُ وتُشَجِّعُوه، لِئَلاَّ يَغْرَقَ في الحُزْنِ الشَّدِيد.
لِذَلِكَ أُنَاشِدُكُم أَنْ تُؤَكِّدُوا لَهُ مَحَبَّتَكُم.
وإِنَّمَا كَتَبْتُ إِلَيْكُم بِهذَا لأَخْتَبِرَكُم إِذَا كُنْتُم مُطِيعِينَ في كُلِّ شَيء.
فَمَنْ تُسَامِحُوهُ بِشَيءٍ أُسَامِحْهُ أَنَا أَيْضًا؛ لأَنِّي إِنْ كُنْتُ قَدْ سَامَحْتُ بِشَيء، فقَدْ سَامَحْتُ بِهِ مِنْ أَجْلِكُم في حَضْرَةِ المَسِيح،
لِئَلاَّ يَخْدَعَنَا الشَّيْطَان، ونَحْنُ لا نَجْهَلُ مَقَاصِدَهُ.

إنجيل القدّيس متّى 25-18:4

فيمَا كَانَ يَسُوعُ مَاشِيًا عَلى شَاطِئِ بَحْرِ الجَلِيل، رَأَى أَخَوَيْن، سِمْعَانَ الَّذي يُدْعَى بُطْرُس، وأَنْدرَاوُسَ أَخَاه، وهُمَا يُلْقِيَانِ الشَّبَكَةَ في البَحْر، لأَنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْن.
فقَالَ لَهُمَا: «إِتْبَعَانِي فَأَجْعَلَكُمَا صَيَّادَيْنِ لِلنَّاس».
فتَرَكَا الشِّبَاكَ حَالاً، وتَبِعَاه.
ولَمَّا جَازَ مِنْ هُنَاك، رَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْن، يَعْقُوبَ بْنَ زَبَدَى، ويُوحَنَّا أَخَاه، في السَّفِينَةِ مَعَ زَبَدَى أَبِيهِمَا، وهُمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا، فَدَعَاهُمَا.
فَتَرَكا حَالاً ٱلسَّفِينَةَ وأَبَاهُمَا، وتَبِعَاه.
وكانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الجَلِيل، يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهم، ويَكْرِزُ بإِنْجِيلِ المَلَكُوت، ويَشْفِي الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة.
وذَاعَ صِيتُهُ في سُورِيَّا كُلِّها، فَحَمَلُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ مَنْ كَانَ بِهِم سُوء، مُصَابِينَ بِأَمْرَاضٍ وأَوْجَاعٍ مُخْتَلِفَة، ومَمْسُوسِينَ ومَصْرُوعِينَ ومَفْلُوجِين، فَشَفَاهُم.
وتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيْرَةٌ مِنَ الجَلِيل، والمُدُنِ العَشْر، وأُورَشَليم، واليَهُودِيَّة، وعِبْرِ الأُرْدُنّ.

التعليق الكتابي :

الكردينال جوزف راتزنغر(بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013)
معنى المسيحيّة، Vom Sinn des Christseins

« وكانَ يَسيرُ في الجَليلِ كُلِّه، يُعَلِّمُ في مَجامِعِهم ويُعلِنُ بِشارَةَ المَلَكوت »

يجب أن نسأل أنفسنا عن الرّسالة الحقيقيّة للرّب يسوع المسيح: ما الذي أعلنه بالتحديد، ما الذي أتى به إلى الناس؟ نذكر أنّ القدّيس مرقس لخّص رسالة الرّب يسوع المسيح بهذه العبارة: “تَمَّ الزَّمانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكوتُ الله. فَتوبوا وآمِنوا بِالبِشارة”

“تَمَّ الزَّمانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكوتُ الله”. وراء هذه العبارة، يجب أن نرى كلّ تاريخ إسرائيل، هذا الشعب الصغير الّذي كان لعبة بأيدي قوى الأرض العظمى. فقد كابد ورزح على مرّ السنين تحت نير الإمبراطوريات التي تعاقبت في هذه المرحلة من التاريخ؛ كان يعي جيّدًا إلى أي مدى يعجز أيّ سلطان بشري، بما فيه سلطانه، عن جلب الخلاص؛ كان يعي جيّدًا أنّ كلّ حكم بشري يعمل من منطلق بشريّ، أي بشكل غالبًا ما يكون سيّئًا وقابلاً للنقاش. في خضمّ هذا التاريخ المحفوف بالخيبات والخضوع والظلم، كان إسرائيل توّاقًا إلى ملكوت حيث لا يكون المَلِك إنسانًا، بل الله بذاته، السيّد الحقيقي للعالم وللتاريخ. إنّ حكمه وحده، هو الحقّ والعدل، قادر على تأمين الخلاص والحقّ للناس. وها هو الرّب يسوع المسيح يُجيب على هذا الانتظار الدنيويّ، مُعلنًا: تمّ الزمان، حلّ ملكوت الله…

ملاحظًا بسرعة الهوّة بين هذا الانتظار وتحقيقه، انكبّ اللاهوت المسيحي، على مرّ السّنين، على تحويل ملكوت الله إلى ملكوتٍ سماوي متواجدٍ في الحياة الأخرى. فقد تحوّل خلاص البشر إلى خلاص النفوس الذي سيتحقّق أيضًا في الأبديّة، بعد الموت. لكن ليس هذا هو الجواب. لأنّ عظمة رسالة الرّب يسوع المسيح تكمن تحديدًا في أنّه لم يتكلّم عن الأرواح والحياة الأبديّة فحسب، بل توجّه إلى الإنسان بكلّيّته، بجسده وبانخراطه في التاريخ وفي المجتمع البشريّ، ووعد الإنسان البشري الذي يعيش بين أناس آخرين في هذا التاريخ نفسه بالملكوت.