stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين 25 مارس/أذار 2019

663views

عيد بشارة سيدتنا والدة الإله الفائقة القداسة الدائمة البتوليّة مريم

 

الرسالة إلى العبرانيّين 18-11:2

يا إِخوَة، إِنَّ ٱلمُقَدِّسَ وَٱلمُقَدَّسينَ كُلُّهُم مِن واحِد. فَلِهَذا ٱلسَّبَبِ لا يَستَحيِي أَن يَدعُوَهُم إِخوَةً،
قائِلاً: «سَأُخبِرُ بِٱسمِكَ إِخوَتي، في وَسَطِ ٱلجَماعَةِ أُسَبِّحُكَ»
وَأَيضًا: «سَأَكونُ مُتَوَكِّلاً عَلَيهِ» وَأَيضًا: «هاءَنَذا وَٱلأَولادُ ٱلَّذينَ أَعطانيهِمِ ٱلله».
إِذَن إِذ قَدِ ٱشتَرَكَ ٱلأَولادُ في ٱللَّحمِ وَٱلدَّمِ، ٱشتَرَكَ هُوَ كَذَلِكَ فيهِما، لِكَي يُبطِلَ بِٱلمَوتِ مَن لَهُ سُلطانُ ٱلمَوتِ أَعني إِبليسَ،
وَيُعتِقَ جَميعَ ٱلَّذينَ كانوا مُدَّةَ حَياتِهِم خاضِعينَ لِلعُبودِيَّةِ مَخافَةً مِنَ ٱلمَوت.
فَإِنَّهُ وَلا شَكَّ لا يَتَّخِذُ ٱلمَلائِكَةَ، بَل إِنَّما يَتَّخِذُ نَسلَ إِبرَهيم.
فَمِن ثَمَّ كانَ يَجِبُ أَن يَكونَ شَبيهًا بِإِخوَتِهِ في كُلِّ شَيءٍ، لِيَصيرَ رَئيسَ كَهَنَةٍ رَحيمًا وَأَمينًا في ما للهِ، حَتّى يُكَفِّرَ خَطايا ٱلشَّعب.
لِأَنَّهُ إِذ قَد تَأَلَّمَ وَجُرِّبَ، فَهُوَ قادِرٌ عَلى أَن يُغيثَ ٱلمُجَرَّبين.

 

هلِّلويَّات الإنجيل

يَنزِلُ كَٱلمَطَرِ عَلى ٱلجِزَّة، كَٱلقَطرِ ٱلقاطِرِ عَلى ٱلأَرض.
-يَكونُ ٱسمُهُ مُبارَكًا إِلى ٱلدُّهور. ما دامَتِ ٱلشَّمسُ يَدومُ ٱسمُهُ. (لحن 2)

 

إنجيل القدّيس لوقا .38-24:1

في تِلكَ ٱلأَيّامِ، حَبِلَت أَليصاباتُ ٱمرَأَتُهُ، فَٱختَبَأَت خَمسَةَ أَشهُرٍ قائِلةً:
«هَكذا صَنَعَ بِيَ ٱلرَّبُّ في ٱلأَيّامِ ٱلَّتي نَظَرَ إِلَيَّ فيها، لِيَصرِفَ عَنّي ٱلعارَ بَينَ ٱلنّاس».
وَفي ٱلشَّهرِ ٱلسّادِسِ، أُرسِلَ ٱلمَلاكُ جِبرائيلُ مِن قِبَلِ ٱللهِ إِلى مَدينَةٍ في ٱلجَليلِ تُسَمّى ٱلنّاصِرَةُ،
إِلى عَذراءَ مَخطوبَةٍ لِرَجُلٍ ٱسمُهُ يوسُفُ مِن بَيتِ داوُد. وَٱسمُ ٱلعَذراءِ مَريَم.
فَلَمّا دَخَلَ إِلَيها ٱلمَلاكُ قال: «أَلسَّلامُ عَلَيكِ يا مُمتَلِئَةً نِعمَةً! ٱلرَّبُّ مَعَكِ. مُبارَكَةٌ أَنتِ في ٱلنِّساء».
فَلَمّا رَأَتهُ ٱضطَرَبَت مِن كَلامِهِ، وَفَكَّرَت «ما عَسى أَن يَكونَ هَذا ٱلسَّلام!»
فَقالَ لَها ٱلمَلاك: «لا تَخافي يا مَريَمُ، فَقَد نِلتِ نِعمَةً عِندَ ٱلله.
وَها أَنتِ تَحبَلينَ وَتَلِدينَ ٱبنًا وَتُسَمّينَهُ يَسوع.
هَذا سَيَكونُ عَظيمًا، وَٱبنَ ٱلعَلِيِّ يُدعى، وَسَيُعطيهِ ٱلرَّبُّ ٱلإِلَهُ عَرشَ داوُدَ أَبيهِ،
وَيَملِكُ عَلى آلِ يَعقوبَ إِلى ٱلدُّهورِ، وَلا يَكونُ لِمُلكِهِ ٱنقِضاء».
فَقالَت مَريَمُ لِلمَلاك: «كيفَ يَكونُ هَذا وَأَنا لا أَعرِفُ رَجُلاً؟»
فَأَجابَ ٱلمَلاكُ وَقالَ لَها: «إِنَّ ٱلرّوحَ ٱلقُدُسَ يَحِلُّ عَلَيكِ، وَقُدرَةَ ٱلعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، وَلِذَلِكَ فَٱلقُدّوسُ ٱلمَولودُ مِنكِ يُدعى ٱبنَ ٱلله.
وَها إِنَّ أَليصاباتَ نَسيبَتَكِ قَد حَبِلَت هِيَ أَيضًا بِٱبنٍ في شَيخوخَتِها، وَهَذا ٱلشّهرُ هُوَ ٱلسّادِسُ لِتلكَ ٱلمَدعُوَّةِ عاقِرًا،
لِأَنَّهُ لَيسَ أَمرٌ غَيرَ مُمكِنٍ لَدى ٱلله».
فَقالَت مَريَم: «ها أَنا أَمَةُ ٱلرَّبّ. فَليَكُن لي بِحَسَبِ قَولِكَ». وَٱنصرَفَ ٱلمَلاكُ مِن عِندِها.

شرح لإنجيل اليوم :

من مقدّمات الكتب الطقسيّة لكنيسة الروم الملكيّين الكاثوليك
http://www.pgc-lb.org

بشارة سيدتنا والدة الأله الفائقة القداسة الدائمة البتوليّة مريم

تعيد الكنيسة اليوم لبشارة الفاثقة القداسة سيّدتنا والدة الإله مريم الدامثة البتولية. وهو المعروف بعيد بشارة العذراء أو عيد البشارة.
عنوان هذا العيد يشرح معناه: فهو عيد موضوع بشارتها: الكلمة المتجسّد سيّدنا يسوع المسيح. وهوعيد مريم الممتلئة نعمة. التي قبلت بشارة السماء، وقالت “نعم فليكن لي حسب قولك”.
ولذا فإن الكنيسة تعتبر هذا العيد السيّد والسيّدة. وهذا ما يقوله
رومانوس المرنّم الملهم في مطلع بيوت المدائح المشهورة: “إن الملاك المتقدم أُرسل من السماء ليقرأ السلام على والد ة الإله. فلما شاهدك يا رب متجسدًا مع صوته المجرد عن الجسد هتف إليها صارخًا. . .”.
ومع صوته يبدأ الخلاص: “اليوم بدء خلاصنا وظهور السر الذي منذ الأزل. لأن ابن الله يصير ابن البتول وجبرائيل بالنعمة يبشر”.
ولهذا السبب تنشد الكنيسة في أسابيع الصوم المبارك، قانون المدائح، استعدادًا لعيد التجسد في يوم البشارة. إن هذا القانون هو نشيد كوني مسيحاني (أو مسيحي) وهو نشيد مريمي في آن . إنه خير تعبير عن سرّ يسوع وسرّ مريم.
من الكلمة المتجسد أتت نعمةُ مريم. فأصبحت “الممتلئة نعمة”. مجمع أفسس (431) كان مجمع الكلمة المتجسد. ولأن يسوع تجسد وتأنس وصار إنسانا عل كونه إلهًا، أصبحت مريم أمّ يسوع، أمّ المسيح الإله ووالدة الإله.
مجمع أفسس هومجمع إعلان الأمومة الإلهية، التي هي مجد مريم، وينبوع أمجادها بأسرها. لا بل منطق الأعياد التي تحتفل بها الكنيسة على مدار السنة بسّر مريم. لأنها دخلت في سرّ يسوع. في سرّ التدبير الخلاصي
ولهذا فلا يمكن للمسيحي الشرقي أن يصلي إلاّ “ويذكر سيّدتنا الكاملة القداسة. الطاهرة. الفائقة البركات. المجيدة. والدة الإله. الدائمة البتولية مريم . وجميع القديسين”. هذه الألقاب هي مختصرالعقيدة “المسيحيّة المريميّة”. ولذا يكمل الكاهن صلاته على الفور: “ولنودع المسيح الإله ذواتنا وبعضنا بعضًا
وحياتنا كلها”. نرى في هذه الصلاة حلقة أو دورة الخلاص المتكاملة : يسوع المخلص، مريم الممتلئة من نعمة ابنها وإلهها، ونحن البشرالقديسون والمدعوون إلى القداسة، وإلى الدخول في سرّ المسيح على مثال مريم.
لا بل نكتشف من خلال هذه الصلاة التي نرددها يوميًا عشرات المرّات، معنى ما يسمى “بالعبادة أو التقوى المريمية”: مريم هي في قلب صلاة المؤمن. وهي في قلب بُنية الصلاة الطقسية. إلى مريم وصل الخلاص. ومن ابنها يسوع وبواسطتها، يصل إلينا. فنشترك نحن بدورنا بنعمة المتجسد منها. وندخل نحن
أيضًا مثلها في سّر التدبير الخلاصي. ولذا تنتهي الصلوات كلها بذكر مريم. بنشيد “والدة الإله” (أو الثيوطوكيون). ولهذا فإن عقيدة الأمومة الإلهية هي العقيدة المريميّة الوحيدة المحددة مجمعيًّا في الكنيسة جمعاء شرقًا وغربًا. وما حُدد لاحقًا في
الغرب في الكنيسة الرومانية، هو تفرّعات من العقيدة المريميّة الوحيدة والأساسية. وكل عقيدة مريميّة لا تنطلق من هذه الأمومة وتتأسس عليها، تكون معرضة لعدم التوازن العقائدي، وتعرض المؤمنين لأخطار جمة. منها ما نشاهده اليوم من تهافت على الظهورات، والغلوّ في التعبير عن التقوى تجاه مريم. وتصوير مريم بدون يسوع، وبدون الإشارة إلى عنوان كرامتها، وهو “والدة الإله” (بالعربية واليونانية)، والنجوم الثلاث على رأسها وعلى كتفيها، كما نرى في الإيقونات الشرقية، التي هي التعبير الصحيح، ونكاد نقول، الوحيد، عن التقوى المريميّة
المسيحيّة الأصيلة.
عيد البشارة هو عيد لقاء الله مع الإنسان. هو عيد التجسد. هو عيد مريم أم الكلمة المتجسد. إنه عيد الحقيقة التي هي في قلب بشارة السيّد المسيح المتجسد في إنجيله: عيد التأله! وهذا ما نقرأه مرارًا وتكرارًا في خدمة عيد البشارة وعيد الميلاد، لا بل في كل صلاة من صلواتنا بدون استثناء: “لقد أصبح الله إنسانًا لكي تصبح أنت الإنسان إلهًا”. “آدم اشتهى أن يصير إلهًا فخاب قصده ولم يصر. فصار الإله إنسانًا لكي يصير آدم إلهًا” 0(خدمة عيد البشارة)
الألقاب الكثيرة التي تطلقها الكنيسة على سيدتنا مريم العذراء في هذا العيد وفي كل الأعياد المريميّة، تستقيها من رموز وإشارات العهد القديم في تاريخ الخلاص، في الكتاب المقدس. وكلها إنما هي تعبير عن سرّ التجسد أو التأله، الذي يمتاز به الشرق المسيحي.
وهكذا فإن بشارة الملاك لمريم : الرب معك، عمانوئيل معك، أعني يسوع معك، تصبح بشارة عمانوئيل معنا جميعًا! إنه نعمة مريم ويصبح نعمتنا. وخلاص مريم يصبح خلاصنا
ينقلنا هذا العيد إلى الناصرة مدينة مريم ومدينة يسوع وبيت يوممف. كما تذكر صلواتنا. وهذا ما نراه في المعابد المقد سة القائمة في الناصرة منذ القرون الأولى للمسيحية. منها خاصة “عين العذراء” وبيت يوسف. والكنيسة الكبرى التي تكرم
سرّ البشارة المقدسة (بنيت عام1961)
الآب يرضى أن يُخلّص شعبه فإذا بجبريل البشارة يحمل
ويؤُمُّ أرضًا نحو عذراء اسمها مريم وفي خفرٍ وهمس يسأل
روح يغمرها ليولد من حشاها ابن العليّ مخلّصًا. هل تقبل؟
فقبولها أضحى ابتداء خلاصنا وإذ بمريم بابن ربّ تحبل
له المجد والقدرة إلى الدهور. آمين