stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين 14 مايو – أيار 2019

725views

الثلاثاء الرابع بعد الفصح: وداع أحد المخلّع

تذكار القدّيس الشهيد إيسيذورس الذي كان في‎ ‎جزيرة خيو

سفر أعمال الرسل 33-21:10

في تِلكَ ٱلأيّامِ، نَزَلَ بُطرُسُ إِلى ٱلرِّجالِ ٱلمُرسَلينَ إِلَيهِ مِن قِبَلِ كُرنيليوسَ وَقال: «هاءَنَذا ٱلَّذي تَطلُبونَ، فَما ٱلسَّبَبُ ٱلَّذي قَدِمتُم لِأَجلِهِ؟»
فَقالوا: «إِنَّ كُرنيليوسَ قائِدَ مِئَةٍ، رَجُلاً صِدّيقًا مُتَّقيًا للهِ، وَمَشهودًا لَهُ مِن كُلِّ أُمَّةِ ٱليَهودِ، قَد أَوحى إِلَيهِ مَلاكٌ قِدّيسٌ أَن يَستَحضِرَكَ إِلى بَيتِهِ، فَيَسمَعَ مِنكَ كَلامًا».
فَدَعاهُم إِلى ٱلدُّخولِ وَأَضافَهُم. وَفي ٱلغَدِ خَرَجَ بُطرُسُ مَعَهُم، وَرافَقَهُ قَومٌ مِنَ ٱلإِخوَةِ ٱلَّذينَ مِن يافا.
وَفي ٱلغَدِ ٱلثّاني دَخَلوا قَيصَرِيَّةَ، وَكانَ كُرنيليوسُ يَنتَظِرُهُم وَقَد دَعا أَنسِباءَهُ وَأَخَصَّ أَصدِقائِهِ.
فَلَمّا دَخَلَ بُطرُسُ ٱستَقبَلَهُ كُرنيليوسُ، وَخَرَّ ساجِدًا عِندَ قَدَمَيه.
فَأَنهَضَهُ بُطرُسُ قائِلاً: «قُم، فَإِنّي أَنا أَيضًا إِنسان».
ثُمَّ دَخَلَ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ مَعَهُ، فَوَجَدَ قَومًا كَثيرينَ قَد ٱجتَمَعوا هُناك.
فَقالَ لَهُم: «أَنتُم تَعلَمونَ أنَّهُ حَرامٌ عَلى رَجُلٍ يَهودِيٍّ أَن يُخالِطَ أَجنَبِيًّا أَو يَدنُوَ إِلَيه. أَمّا أَنا فَقَد أَرانِيَ ٱللهُ أَلّا أَقولَ عَن أَحَدٍ إِنَّهُ نَجِسٌ أَو دَنِس.
فَلِذَلِكَ أَقبَلتُ بِلا مُخالَفَةٍ لَمّا ٱستَحضَرتُموني. فَأَستَخبِرُكُم لِأَيِّ أَمرٍ ٱستَحضَرتُموني؟»
فَقالَ كُرنيليوس: «إِنَّ لي في هَذِهِ ٱلسّاعَةِ أَربَعَةَ أَيّامٍ كُنتُ صائِمًا. وَكُنتُ أُصَلّي في بَيتي عِندَ ٱلسّاعَةِ ٱلتّاسِعَةِ، وَإِذا رَجُلٌ قَد وَقَفَ أَمامي بِحُلَّةٍ بَهِيَّةٍ
وَقال: يا كُرنيليوسُ، قَد سُمِعت صَلاتُكَ، وَذُكِرَت صَدَقاتُكَ أَمامَ ٱلله.
فَأَرسِل إِلى يافا وَٱستَدعِ سِمعانَ ٱلمُلَقَّبَ بُطرُسَ، وَهُوَ نازِلٌ في بَيتِ سِمعانَ ٱلدَّبّاغِ عَلى ٱلبَحرِ، وَهُوَ مَتى جاءَ يُكَلِّمُكَ.
فَمِن ساعَتي أَرسَلتُ إِلَيكَ، وَقَد صَنَعتَ حَسَنًا بِقُدومِكَ. فَٱلآنَ ها نَحنُ كُلُّنا حاضِرونَ أَمامَ ٱللهِ لِنَسمَعَ جَميعَ ما أُمِرتَ بِهِ مِن قِبَلِ ٱلله».

هلِّلويَّات الإنجيل 

أَلصِّدّيقُ كَٱلنَّخلَةِ يُزهِر، وَكَأَرزِ لُبنانَ يَنمو.
-أَلمَغروسُ في بَيتِ ٱلرَّبّ، يُزهِرُ في دِيارِ إِلَهِنا. (لحن 2)

إنجيل القدّيس يوحنّا .13-1:7

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، كانَ يَسوعُ يَجولُ في ٱلجَليلِ، لِأَنَّهُ لَم يُحِبَّ ٱلجَوَلانَ في ٱليَهودِيَّةِ، لِأَنَّ ٱليَهودَ كانوا يَطلُبونَ قَتلَهُ.
وَكانَ عيدُ ٱلمَظالِّ عِندَ ٱليَهودِ قَد قَرُبَ،
فَقالَ لَهُ إِخوَتُهُ: «تَحَوَّل مِن هَهُنا وَٱذهَب إِلى ٱليَهودِيَّةِ لِيَرى تَلاميذُكَ أَيضًا أَعمالَكَ ٱلَّتي تَعمَلُها.
فَإِنَّهُ لَيسَ أَحَدٌ يَعمَلُ شَيئًا في ٱلخُفيَةِ، وَهُوَ يَطلُبُ أَن يَكونَ عَلانِيَة. إِن كُنتَ تَعمَلُ هَذِهِ، فَأَظهِر نَفسَكَ لِلعالَم».
وَلَم يَكُن إِخوَتُهُ يُؤمِنونَ بِهِ.
فَقالَ لَهُم يَسوع: «إِنَّ وَقتي لَم يَبلُغ بَعدُ، وَأَمّا وَقتُكُم فَإِنَّهُ حاضِرٌ في كُلِّ حين.
لا يَقدِرُ ٱلعالَمُ أَن يُبغِضَكُم. أَمّا أَنا فَيُبغِضُني، لِأَنّي أَشهَدُ عَلَيهِ أَنَّ أَعمالَهُ شِرّيرَة.
إِصعَدوا أَنتُم إِلى هَذا ٱلعيد. وَأَمّا أَنا فَلا أَصعَدُ ٱلآنَ إِلى هَذا ٱلعيدِ، لِأَنَّ وَقتي لَم يَكمُل بَعد».
وَإِذ قالَ لَهُم هَذا، أَقامَ في ٱلجَليل.
وَبَعدَ أَن صَعِدَ إِخوَتُهُ صَعِدَ هُوَ أَيضًا إِلى ٱلعيدِ، لا صُعودًا ظاهِرًا بَل كَمُستَتِر.
فَأَمّا ٱليَهودُ، فَكانوا يَطلُبونَهُ في ٱلعيدِ وَيَقولون: «أَينَ ذاك؟»
وَكانَت في ٱلجُموعِ مُهامَسَةٌ كَثيرَةٌ في شَأنِهِ. فَبَعضُهُم يَقولون: «إِنَّهُ صالِح» وَآخَرونَ يَقولون: «كَلاَّ، وَلَكِنَّهُ يُضِلُّ ٱلشَّعب».
وَلَم يَكُن أَحَدٌ يَتَكلَّمُ فيهِ عَلانِيَةً خَوفًا مِنَ ٱليَهود.

شرح لإنجيل اليوم :

القدّيس يوحنّا الصليب (1542 – 1591)، راهب كرمليّ وملفان الكنيسة

النشيد الروحيّ، المقطع الأول

«ولَمَّا صَعِدَ إِخوَتُه إِلى العيد، صَعِدَ هو أَيضًا خُفيَةً لا عَلانِيَةً»

أين تختبئ، يا خليلي، تاركًا إيّاي منتحبة؟ كما الأيلِّ هَرَبتَ، بعد أن جرحتَني؛ لكنّني خرجتُ لأقتفي أثرك وأنا أصرخ. عبثًا حاولت اللحاق بك! “أين تختبئ؟” كما لو أنّ النفس كانت تقول: “أيّها الكلمة، يا عريسي، أرِني المكان الذي ترتاح فيه”. هذا يعني الطلب منه إظهار جوهره الإلهيّ، لأنّ “المكان الذي يرتاح فيه ابن الله” كما قال لنا القدّيس يوحنا هو “حضن الآب” (راجع يو 1: 18)، أو بتعبير آخر، إنّه الجوهر الإلهيّ الذي لا تراه العين البشريّة، والذي يعجز العقل البشري على سبر أغواره. قال إشعيا متوجّهًا إلى الله: “إِنَّكَ لَإِلهٌ مُحتَجب يا إِلهَ إِسرائيلَ الَمُخَلِّص” (إش 45: 15). لهذا السبب، ولنلاحظ جيّدًا، مهما كان التواصل حميمًا، ومهما كانت المعرفة التي تنالها النفس من الله في هذه الحياة سامية، فإنّ ما تراه هذه النفس ليس جوهر الله ولا شيء مشترك معه. في الواقع، يبقى الله محتجبًا دائمًا عن نفسنا. مهما كانت الروائع التي تُكشف لها، يجب أن تنظر النفس إليه دائمًا على أنّه محتجب وأن تبحث عنه في عزلته قائلة: “أين تختبئ؟” في الواقع، لا التواصل السامي ولا الحضور الحسيّ هما علامة أكيدة على حضور الله المفيد في النفس، كما أنّ الجفاف والحرمان من كلّ هبة من هذا النوع ليسا دليلاً على غيابه. هذا ما قاله لنا النبي أيّوب: “يَمُرُّ بي فلا أُبصِرُه ويَجْتاز فلا أَشعُرُ بِه” (أي 9: 11). يمكننا أن نتعلّم التالي ممّا سبق: إن كانت النفس تنعم بتواصل كبير وبمعرفة وبمشاعر روحيّة، يجب ألا تظنّ أنّها تملك الله أو أنّها تملك رؤية واضحة وجوهريّة عنه، أو أنّها بفضل هذه المواهب تملك الله أكثر أو تعمّقت أكثر فيه. كذلك، إن غاب عنها كلّ هذا التواصل الحسّي والروحيّ وتُركت في أرض قاحلة وسط الظلام والتخلي، يجب ألاّ تظنّ أبدًا أنّ الله غائب عنها في هذه الحالة… إنّ الهدف الأساسي للنفس في هذا البيت من الشعر ليس إذًا طلب التفاني العاطفي والحسّي، الذي لا يعطي يقينًا ولا دليلاً على امتلاك العريس في هذه الحياة: هذه النفس تطلب حضور جوهره ورؤيته بشكل واضح وتريد أن تتمتّع به بشكل أكيد في الحياة الأخرى.