stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

انت من تحبه نفسى 7

805views

بين ماضي ومستقبل
نشيد الأناشيد

للأب هاني باخوم

اليوم بدون مقدمات، أتى الوقت، فرغ الصبر، احتاج أن افهم لماذا تستغيث حبيبة النشيد ‏بصديقاتها؟ بين ذراع حبيبها وتتألم. مرضت بالحب ولا تطلب الشفاء. ماذا يحدث؟ والاهم، هل مرتبطة ‏بآلامي وآلامك، ام إنها قصة فيلم رومانسي ستنتهي بعناق، وكلمة “النهاية” ويسدل الستار؟
هذه الحبيبة لا تستطيع أن تخبئ ما بداخلها، عيناها تفضحها، كلماتها تكشفها، آهاتها تذيع ‏خبرها. ها هي تبيح لنا بآلامها (1: 6-7) وتقول:”لا تَلتَفِتْنَ إِلى كَوني سمراء”. ماذا يعني؟ البنت المحمية ‏ببيتها، المعززة حتى يأتيها عريسها، كانت تحافظ على لونها، كان لديها من الخدم من يخرج عنها كي ‏يرعى القطيع وهي سيدة بالبيت، ولكن اللواتي اجبرن على الخروج، والخدمة طوال النهار تحت الشمس، ‏نظرا لفقرهم او لأي سبب أخر، يصبحن سمر، علامة على إنهم تربوا بالحقول وليس بديارهم… ‏
نعود لحبيبتنا… تقول إنها تتألم لأنها ترى في عيون كل من حولها نظرة لوم وعتاب، سخرية ‏ومعايرة على شكلها وماضيها. هذا يؤلمها بل ويدمر كيانها، لأنه قادم من المقربين، تبقى في أنظارهم ‏نظرة تقول: لا تنسي انكِ سمراء.. فتبدأ الحبيبة في الدفاع عن نفسها: نعم إني سمراء، تعرف لماذا؟ ‏لان “غَضِبَ علَيَّ بنو أمي فجَعَلوني ناطورةً لِلكُروم” نعم لهذا أصبحت سمراء لان من حولي أجبرني أن ‏اخرج من البيت، واقع الحياة دفعني، لم ارغب! دفعوني لهذا الاتجاه، نعم أنا سرت فيه ولكن ‏‏…ولكن..لا اعلم! هناك من خرج من البيت لأنه اجبر على ذلك، وهناك من خرج لأنه أراد أن يهرب، ‏فقسوة الشمس كانت له أهون من راحة البيت. هناك من خرج لأنه خُدع. ادم وحواء خرجوا من البيت ‏لأنهم صدقوا الحية. الابن الأصغر خرج لأنه كان يرغب أن يتمتع بأموال أبيه. المهم ان هذه الحبيبة ‏خرجت من البيت وتدافع: جعلوني حارسة على كل الكروم، اخدم الجميع، علامة في الكتاب على ‏استعباد الآخرين واستغلالهم لها، ليس فقط المقصود بعلاقة جسدية، ولكن محاولة إرضاء الجميع، ‏لنوال عطفهم، حبهم. نعم أجبروني كي أحيا وأكون أن أكون لهم، في خدمتهم، ولكن: “الكَرْمُ الوحيد ‏الَّذي هو لي لم احرسه”. نعم كرمي، اي حبيبي الذي كان يجب ان أكون له فقط، لم أجده، لم أراه، لم ‏يأتي، أعطيت الجميع من ذاتي وكنت أتمنى أن أعطيه هو كل ذاتي ولكن لم يجعلوني احرس هذا ‏الكرم. ‏
كفى أيتها الحبيبة فهمنا لماذا تتألمي؟ لكن الآن أنتي بين ذراعي كرمك، انسي، احرسي كرمك. ‏فتقول: “أَخبِرْني يا مَن تُحِبّه نَفْسي: أَينَ تَرْعى وأَينَ تُربِض عِندَ الظَّهيرة؟ لِئَلاَّ أَكونَ تائِهةً عِندَ قُطْعانِ ‏أَصْحابِكَ.” تقول له انتبه!! اخبرني أين ترعى، لا أريد أن أضيع وراء أصدقائك، لا أريد أن امنح ذاتي ‏من بعد لغيرك، أنت كرمي الوحيد. والحبيب يرد ويقول لها: “أنتي الحب” (2/7، 7/7). الحبيب يرد على ‏ماضيها بكل مافيه، بكلمة أنتي الحب. لا يدافع عنها ولا يبررها، لا يهاجمها ولا يطبطب عليها، يقول ‏‏”أنتي الحب”. بداية جديدة، مستقبل وليس ماضي. ولادة جديدة. فقط كلمتين. ‏
أتكون هذه صورة لحياتنا وخبرتنا مع الله. نحن الذي خرجنا من بيت الأب مبكرا، وتلطخ لوننا ‏بسمار الخطيئة، خلعنا زى البر، وارتدينا العالم، أتكون هذه خبرتنا وألان نسمع صوت الحبيب يقول لنا ‏‏”أنت الحب”. نعم بالاعتراف اسمع هذا الصوت يقول لي “أنت الحب”. ‏
ألهذا فقط تتألمي يا حبيبة النشيد؟ …يبدو أن هناك شيء أخر أعمق.‏
للمقالة القادمة… خميس عهد مبارك.‏