stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

عظات الأيام الطقسية

تأمل الأحد ١٨ يونيو عيد خروج القديس كريكور لوسافوريتش

2.1kviews

تأمل بمناسبة عيد خروج القديس كريكور لوسافوريتش – غريغوريوس المنوِّر – شفيع الكنيسة الأرمنية من البئر

” أنت هو الصخرة، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبوابُ الجحيم لن تقوى عليها “

على صخرة إيمان القديس بطرس بيسوع أنّه المسيح ابن الله الحيّ ، بنى الربّ يسوع كنيسته ، وشبّهها ببيتٍ مبنيٍّ على الصّخر ، فلا تنال منه الأمطار مهما كانت غزيرة ، ولا الرياح مهما عصفت واشتدّت . هكذا الكنيسة جماعة المؤمنين بالمسيح التي هي جسده ، وهو رأسها ، تُبنى على الإيمان الصامد بأنّه المسيح المُرسل من الله نبيّاً وكاهناً وملكاً بامتياز ، وبأنّه أشركنا في رسالته المثلّثة بالمعمودية والميرون . إنّنا نعلن اليوم إيمانَنا بالمسيح ، وهو إيمانُ بطرس ، وإيمانَنا بالكنيسة المبنيّة على صخرة هذا الإيمان ، وفينا رجاءٌ وطيد أنّ قوى الشرّ لن تنال من كيانها ورسالتها . فلنكنْ ثابتين في الإيمان مثل إيمان بطرس الصخرة الذي قال له الربّ : ” أنت هو الصخرة ، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي ، وأبوابُ الجحيم لن تقوى عليها “

” أنت هو المسيح ابن الله الحيّ ” . هذا هو إعلان إيمان بطرس الرسول ، هذا هو الإيمان الذي نعلنه على مثال آبائنا وأجدادنا . إنّه مختصرُ إيماننا المسيحي ، والمكوِّنُ لهوّيتنا التي نلناها بالمعمودية والميرون ، والدّافعُ لرسالتنا في بلادنا وبلاد الشرق الأوسط والعالم .

فالمسيح ابن الله وابن الإنسان ، هو إلهٌ كاملٌ وإنسانٌ كامل . وبالتّالي هو وحده وسيط الخلاص بين الله والبشر . وقد نال هذا الخلاص للجنس البشري كلّه بتجسّده وموته الفادي وقيامته من بين الأموات ، ويمنحنا نعمة الخلاص بفعل الروح القدس وحلوله . وأنشأ الكنيسة كأداةٍ للخلاص الشّامل ، ولا يمكن لقوى الشرّ تعطيلها أو تعطيل عمل الخلاص المؤتمنة عليه .

وهو المسيح ، أي المُرسل من الله ، نبياً وكاهناً وملكاً بامتياز . إنّه النبي بامتياز الذي يكلّم العالم بكلمة الله ويعلّمها ، وهو الكلمة نفسُها . والكاهن بامتياز الذي يؤدّي العبادة لله ويقدّم ذبيحة الشكر والإستغفار ، وهو نفسه ، في آن واحد ، الإله المعبود والذبيحة المقدَّمة على صليب الفداء. والملك بامتياز الذي دشّن ملكوت الله على أرضنا ، أي الشّركة العموديّة مع الله والأفقيّة مع البشريّة جمعاء ، وهو نفسه هذه الشركة بألوهيّته وإنسانيّته ، أو بكلام آخر هو الملكوت نفسه .

وكونه رأس جسدنا ، فقد أشركنا ، نحن أعضاء جسده، بواسطة المعمودية والميرون ، في هويّة النبوءة والكهنوت والملوكيّة ، ويأتمننا على رسالتها المثلّثة في الكنيسة والعائلة والمجتمع وشتّى الشؤون الزمنيّة .

في الوظيفة البنويّة ، نحن مدعوّون لتجسيد قيم الإنجيل في الحياة العائليّة والإجتماعيّة ، ونشهد للرّجاء بصمودنا بوجه المحن ، ونعمل على تحويل واقع الحياة الإجتماعيّة إلى ما هو أفضل . في الوظيفة الكهنوتيّة ، نجعل من أعمالنا وأتعابنا قرابين روحيّة ، تسبيحاً لله الخالق ، ونضمّها إلى ذبيحة الفادي الإلهي ، فتصبح فعل عبادة لله . في الوظيفة الملوكيّة ، نلتزم السعي إلى التغلّب على الخطيئة ، وإلى إحلال العدالة والأخوّة والسلام ونجتهد في خدمة المسيح وإنجيله ( الإرشاد الرسولي للبابا القديس يوحنا بولس الثاني رجاء جديد للبنان ، فقرة ١١٣) .

لا يمكن للمسيحيين أن ينسوا هويتهم التي نالوها بالمعموديّة، وأنّهم أصحاب رسالة في بلدان الشّرق الأوسط والعالم ، إنطلاقاً من هذه الوظيفة المثلّثة. إنّ الإرشاد الرسولي حول مسيحيّي الشّرق الأوسط، ” شركة وشهادة “، يؤكد على هويّتنا ورسالتنا، ويبيّن التحدّيات والمخاطر التي نواجهها اليوم ، وكيفية رفعها والتغلّب عليها .

نصلّي بحرارة لكي نسمع ما يقوله الروح القدس لنا ولكنائسنا في هذا الشّرق ، راجين الدّخول في عنصرة جديدة ، فيزرع الروح في جميع القلوب المحبّة والحقيقة .

المطران كريكور اوغسطينوس كوسا

اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك