stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

أخبار الكنيسةروحية ورعوية

تأمل الاب وليم سيدهم – أنا الكرمة و أنتم الأغصان

4.6kviews

تأمل الاب وليم سيدهم

10 يوليو 2018

أنا الكرمة و أنتم الأغصان

إن ثبتم فىّ تأتون بثمر، كانت الكروم منتشرة فى فلسطين فى زمن المسيح، كما وردت نصوص كثيرة فى العهد القديم تتحدث عن الكروم، وشبه أنبياء العهد القديم “الشعب المختار” بالكرمة التى يعتنى بها الله نفسه و لقد عاتب الله شعب اسرائيل على إنصرافه عنه و قلة ثمره “الكرم الأجدب” فقال على لسان النبى أشعياء “عرف الحمار قانيه ولم يعرف اسرائيل الرب” و شبه الكتاب المقدس الله بإنه “الكرام و صاحب الكرم”.

ولا شك أن يسوع اقتدى بأنبياء العهد القديم فاستعار منهم هذا التشبيه و استخدمه بطريقة جديدة: “أنا الكرمة و أنتم الأغصان” لقد كانت صورة الكرم حاضرة في مخيلة و أذهان معاصريه لجمال طلعتها و لإرتباط الناس بها و الجلوس طويلاً تحت ظلها و قطف لأعقاد العنب من على أغصانها إنها شئ أثير على أهل فلسطين. ومن يملك اليوم كرماً فى مصر أو فلسطين و بلاد الشرق يفهم جيداً ما قصده المسيح.

و إذا كان يسوع هو جذور الكرمة و ساقها فلاشك أن المصغى إليه يفهم علاقة الفروع المحملة بالعناقيد الطيبة المنظر و الشهية المأكل: فنحن “أغصان خضراء مثمرة ” طالما أن علاقة عضوية بهذه الجذور و بجزع الكرمة الذى هو “المسيح” ، وإذا كانت الأغصان يابسة فهذه إشارة على عدم وصول الغذاء الضرورى لتزدهر و تثمر هذه الأغصان.

كذلك نحن لن نجد صعوبة فى أن نفحص أنفسنا لنرى هل سلوكنا اليومى يؤتى ثماره أم هو مجرد أفعال آلية خالية من الحياة و من الروح، فكما الكرمة يمكن أن تصاب أعضائها بالعطب يفعل المؤثرات الطبيعية من حشرات و فيروسات تفصلها عن الجذور و تمنع عنها الماء و الهواء، كذلك نحن إن انفصلت أفعالنا و أقوالنا عن ينبوع الحياة ، عن كلمة الله المحيية سنجد أنفسنا فى ضيق و شدة و عدم ارتياح فيما نقول و ما نعمل لأن روح المسيح تركنا.

لذلك يحثنا يسوع فى هذا المثل على “الثبات” إن ثبتم فىّ و أنا فيكم ستأتون بثمار كثير، و الثمار المقصودة فى هذا المثل هى ثمار الروح، الوداعة والسلام ، الملء، التعزية، الصبر، القوة. و في مثل آخر عن “الكرم” يتحدث الانجيل عن “الكرامين” الذين سلم الرب “الكرم”  ليفلحوه و يستثمروه حتى يأتى بثمر، ويختلف معنى الكرمة هنا عن المثل الذى بدأنا به ، فالمقصود بالكرم هو “شعب اسرائيل” أو فى يومنا “شعب الكنيسة” و الكرامين هم “خدام الشعب” من كهنة و علمانيين و مهمتهم أن يمكنوا المؤمنين من الاتحاد بالمسيح و الاصغاء الى كلمته و البلوغ الى ثمار المحبة و السلام و الصلاح.

إلا أن مثل الكرامين القتلة كان المقصود به رؤساء الكهنة و الكثير الذين إغتصبوا شعب اسرائيل من الله ذاته و جعلوه ملكية خاصة لهم بدلاً من “ربطهم” بالله صاحب الكرم و الذى باسمه يتكلم الفريسيون.

و إذ كان المسيح هنا يضع النقاط فوق الحروف فإنه يحثنا على التوجه الجديد الذى رفضه الفريسيون ألا وهو التحول من ناموس موسي إلى ناموس العهد الجديد، عهد يسوع المسيح، الكلمة المتجسد “الحجر الذى رزله البناؤون فصار حجراً للزتوية”، و بينما يعلن يسوع صراحة انتقال “الرعاية” و مسئولية رجال الله من الفريسين الى تلاميذ و رسل العهد الجديد فى هذا المثل فإن مثل “الكرمة و الأغصان” إمتداد لمسيرة ملكوت الله التى انتقلت بفعل رفض الفريسين للعهد الجديد الى رسُل و خدام متحدين اتحادا و ثيقاً بالمسيح “الكرمة” و آدم الجديد كما يتحد الغصن بالجذور و جذع الكرمة.

و نحن جميعاً مدعوون للثبات فى شخص المسيح سواء كنا علمانيين أم كهنة حتى نثمر فى عالم فارقه روح الله و سيطرت عليه روح المادة و سيادة الاستهلاك و يقيم الحقارة و الانانية و المبادئ اللاأخلاقية .

كن معنا يارب ، سر بيننا انتشلنا من روح الاستقلالية عنك حتى لا نيبس كالغصون و نصبح طعاماً للنار.