stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تذكار القديسة تيريزيا الأفيليّة

992views

القديسة تيريزيا الأفيليّة/ 4 تشرين الأول – أكتوبر

ولدت القديسة تريزا الأفيلية (ليسوع). في أفيلا بإسبانيا سنة 1515 باسم تريزا دي أهومادا. في سيرتها الذاتية، تذكر بنفسها بعض تفاصيل طفولتها: الولادة من “أبوين فاضلين يتقيان الله” وسط عائلة كبيرة مؤلفة من تسعة إخوة وثلاث أخوات. في طفولتها، وفي سن التاسعة فقط، تمكنت من قراءة سير بعض القديسين التي توحي إليها بالرغبة في الشهادة، بحيث أنها حضرت فوراً هرباً وجيزاً من المنزل لتموت شهيدة وتصعد إلى السماء (راجع “حياة”، 1، 4). “أريد أن أرى الله”، قالت الفتاة الصغيرة لوالديها.
وبعد بضع سنوات، تتحدث تريزا عن قراءاتها في مرحلة الطفولة، وتؤكد أنها اكتشفت فيها الحقيقة التي تلخصها في مبدأين أساسيين: من جهة، فكرة أن “كل ما ينتمي إلى هذا العالم هو زائل”، ومن جهة أخرى، أن الله وحده يدوم “إلى أبد الآبدين”. هذا الموضوع يرد مرة أخرى في القصيدة الشهيرة “لا تقلق من شيء،لا تخف من شيء؛ كل شيء يزول. الله لا يتغير: الصبر يحصل على كل شيء؛ من يعرف الله لا يحتاج إلى شيء الله وحده يكفي!”. بعدما أصبحت يتيمة الأم في الثانية عشرة من عمرها، طلبت من العذراء الكلية القداسة أن تكون لها أماً (راجع، “حياة”، 1، 7).
إن كانت قراءة الكتب الدنيوية في سن المراهقة قد أدت بها إلى انحرافات حياة دنيوية، فإن التجربة كتلميذة الراهبات الأغسطينيات للقديسة مريم النعم الأفيلية، وقراءة الكتب الروحية، بخاصة الكتب التقليدية عن الروحانية الفرنسيسكانية علمتاها التأمل والصلاة. في سن العشرين، دخلت دير التجسد الكرملي في أفيلا؛ وفي حياتها الرهبانية، اتخذت اسم تريزا ليسوع. بعد ثلاث سنوات، مرضت بشدة لدرجة أنها بقيت لمدة أربعة أيام في غيبوبة، كالميتة ظاهراً (راجع “حياة”، 5، 9).
حتى في كفاحها ضد المرض، رأت القديسة كفاحاً ضد ضعفها ومقاومتها لنداء الله، وكتبت: “كنت أرغب في العيش لأنني فهمت جيداً أنني لم أكن أعيش، بل كنت أصارع ظل الموت؛ لم يكن لدي أحد ليعطيني الحياة، ولم أكن قادرة على إعطائها لنفسي. وحده القادر على منحها لي كان محقاً بعدم مساعدتي؛ لقد أرشدني إليه مرات عديدة، ولطالما تجاهلته” (“حياة”، 8، 2). سنة 1543، فقدت قرب عائلتها منها: مات والدها وهاجر إخوتها الواحد تلو الآخر إلى أميركا. خلال الصوم الكبير سنة 1554، وفي سن التاسعة والثلاثين، بلغت تريزا قمة مقاومة نقاط ضعفها. فالاكتشاف المفاجئ لتمثال “المسيح المثخن بالجراح” ترك أثراً عميقاً في حياتها (“حياة”، 9).
وهكذا، فإن القديسة التي تلاحظ في هذه الفترة انسجاماً عميقاً مع القديس أغسطينوس كاتب الاعترافات، وصفت اليوم الحاسم في تجربتها الصوفية: “إن الإحساس بحضور الله أسرني فجأة. كان من المستحيل أن أشك في أنه في داخلي، أو في أنني منغمسة فيه” (“حياة”، 10، 1).
بموازاة نضج روحها، بدأت القديسة بتنمية مثال إصلاح الرهبنة الكرملية. خلال سنة 1562، وبدعم من أسقف المدينة الأب ألفارو دي ميندوزا، أسست في أفيلا أول دير كرملي مصلَح. وبعد فترة، حظيت أيضاً بموافقة الرئيس العام للرهبنة، جوفاني باتيستا روسي. في السنوات التالية، استمرت في تأسيس أديرة كرملية أخرى بلغ عددها 17 ديراً.
وما يعتبر أساسياً هو اللقاء مع القديس يوحنا الصليب الذي أسست معه سنة 1568 في دورويلو القريبة من أفيلا، أول دير للكرمليات الحافيات. وخلال سنة 1580، نالت من روما تأسيس إقليم مستقل لأديرتها التي خضعت للإصلاح، نقطة انطلاق رهبنة الكرمليات الحافيات. انتهت حياة تريزا على الأرض عندما كانت ملتزمة بنشاط التأسيس.
ففي سنة 1582، بعد تأسيسها الدير الكرملي في بورغوس، وخلال رحلة العودة إلى أفيلا، ماتت ليل 15 أكتوبر في ألبا دي تورميس مكررة بتواضع هاتين الجملتين: “في النهاية، أموت كابنة الكنيسة”، “لقد آن الأوان الآن يا عريسي لنرى بعضنا”. إنها حياة عاشتها في إسبانيا، لكنها مكرسة للكنيسة جمعاء. بعد أن أعلنها البابا بولس الخامس طوباوية سنة 1614، والبابا غريغوريوس الخامس عشر قديسة سنة 1622، أعلنها خادم الله بولس السادس “ملفانة الكنيسة” سنة 1970.