stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

خذ ابنك حبيبك وقدمه لى محرقة ‏- الأب وليم سيدهم

676views

خذ ابنك حبيبك وقدمه لى محرقة

لم يكن ابراهيم متوقعًا أن يطلب الله منه التضحية بأعز مخلوق لديه، ابنه الوحيد، ولكن لم يكن ‏ابراهيم يشك لحظة واحدة في أنّ الله يمكن أن يؤذيه.‏

لقد إختبر ابراهيم في علاقته مع الله أن حياته أصبحت في يد هذا الاله الذى ترك كل شيء من أجله ‏هو، ويقول الكتاب المقدس أن الله أراد أن يجرب ابراهيم ويختبر محبته، عناصر الدراما مكتملة ‏الذي وعد بذُرية كنجوم السماء لابراهيم هو الذي طلب منه أن يضحي “بابن الوعد” فكيف إذن ‏سيتم الوعد؟؟ ولماذا هذا الاختيار العنيف؟؟ كما يبدو لنا لكن ابراهيم الذي وضع الله اختيارًا أوليًا ‏نصب عينيه لم يشك لحظة في طاعته.‏

إننا نؤمن بالله مخلصنا وأنه يحب لنا الخير دائمًا ولكننا ودون أن ندري نسعى لتأمين أنفسنا من ‏مغبات الزمن فنقتنى لأنفسنا أشياًء تريحنا حينما نراها إلى جوارنا خاصة وأن الله لا يمكن إخضاعه ‏لحواسنا ولا أن نضع أيدينا عليه، فنقتنى البيوت والأراضي والذهب والفضة والعبيد والاصدقاء ‏والكتب والأدوية وفي لحظة ما نجد أنفسنا مرغمون على إختيار شيء واحد فقط وعلينا أن نتنازل ‏عن أشياء كثيرة إرتبطنا بها حسيًا أو وجدانيًا أو عقلانيًا.‏

وهنا بيت القصيد، هل الله مازال هو الأول في حياتنا؟ وما معنى ذلك؟ هل أبي وأمي وأختى لهم ‏مكانة عندي؟ ابنى وارضي ونفسي هل أغلى عندى من الله؟ وما معنى أغلى عندى من الله؟ معناه ‏أن قلبي لم يعُد حرًّا ليختار الله الأول في حياته لأن هناك أوثان تمكنت منى وسكنتنى وسحبت ‏البساط من تحت أقدامي.‏

هكذا ابراهيم، هل إستعاض عن الله باسحق ابنه كسند وأساس لحياته ومستقبله أم مازال الله هو ‏الأول واسحق “عطية الله” له غير منفصل عن الله.‏

إن التمييز الروحى العميق هو الذي سينقذ ابراهيم من الاختيار الخطأ. نعم، ليكن يارب، فإن اسحق ‏أنت أعطيتنى أياه، ولن يصبح أغلى منك، لا أفهم ماذا تقصد يارب، أفهم شيئًا واحدًا أنك أمين ‏وصادق في وعودك. وأن مشيئتك اسمى من أن تحرمنى من أعز شيء عندي ولكن “لتكن مشيئتك ‏لا مشيئتى” هكذا قال يسوع المسيح وهو يصلي إلى الآب وهو في طريقه إلى الجلجثة، وهكذا قال ‏ابراهيم وهو يمد يده ليذبح اسحق، وبينما شرع ابراهيم في ذبح اسحق إذ بملاك يمسك يده ويدله ‏على ذبيحة أخرى: ” فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا، لأَنِّي الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ ‏اللهَ، فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي‎».‎فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكًا فِي الْغَابَةِ ‏بِقَرْنَيْهِ، فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضًا عَنِ ابْنِهِ‎.‎فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذلِكَ ‏الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى‎».‎وَنَادَى مَلاَكُ الرَّبِّ إِبْرَاهِيمَ ‏ثَانِيَةً مِنَ السَّمَاءِوَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ، أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تُمْسِكِ ‏ابْنَكَ وَحِيدَكَ،أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ ‏الْبَحْرِ، وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ،‎ ‎وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ ‏لِقَوْلِي‎ “‎‏(تكوين 22: 12 – 18).‏