stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

خلص آخرين ولم يستطع ان يخلص نفسه – الأب وليم سيدهم

1kviews

خلص آخرين ولم يستطع ان يخلص نفسه

 

إذا كان ثمن خلاص الآخرين هو هلاكى ما العمل؟ يسوع جاء ليخلص الهالكين الذين أولهم أنا ولكن لم يستطع أن يخلص نفسه، كيف نفهم ذلك؟

هل كان يمكن ليسوع أن يخلص الآخرين ويخلص نفسه أيضًا؟ الواقع على عكس ذلك. لماذا؟ لأنه الحجر الذي رذله البناؤون بحجة انه خاطئ ولكن صار رأسًا للزاوية، لقد رأى رجال الدين في عصره أنه يشفي ويفتح أعين العميان ويطهر البرص وهم ينظرون ولا يستطيعون عمل شيء، لقد أبطل يسوع مفعول هؤلاء الرؤساء لقد أثبت أنهم في المكان الخطأ. رؤساء الدين الفالصو. الذين يرددون الكلام ولكن عصى عليهم فهمه.

هل نستطيع أن نقول أن يسوع جاء خصيصًا لكي يخلص الفقراء والمقهورين من ظلمهم؟ نعم، ولكن ألم تكن توجد طريقة أخرى غير قبول الحكم بالموت عليه؟

نعم، في حكم أنه إنسان كامل لم يكن يستطيع أن يتهرب من كونه إنسان يخضع لقوانين وعادات وتقاليد مجتمعية، ولأنه قوَّض هذه العادات والتقاليد ولأنه بار وقديس بحكم إتحاده بالآب وبالروح القدس في وقت كان الشعب اليهودي في حالة “إغتراب” روحي وتشوه ديني وبالتالي لم يكونوا يعرفون الوجه الحقيقي لله الآب ولا الروح القدس بل كان على يسوع أن يفعل ذلك.

وبالتالي رفض كبار رجال الدين تفسيراته الجديدة للشريعة سواء فيما يخص “السبت” أو “الطهارة” أو “الشفاء” …إلخ. فلم يبقى أمامه إلا أن يقبل الموت بحريته وتطبق عليه الشريعة القديمة التي بموجب إستخدامها للحكم عليه بصفته “البار” أبطلت لأنها حكمت على “البار” في صورة “خاطئ” لذلك يصيح القديس بولس قائلًا: “لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ.” (2 كو 5: 21)

موت وقيامة يسوع:

لأن جسد وروح يسوع كانا موسومين بالبرارة فقد إنتفى فعل الفساد الذي ينهش أجسادنا نحن البشر حينما نموت. وظل في القبر ثلاثة أيام إعمالًا للنبؤات خاصة نبوءة هوشع: “يُحْيِينَا بَعْدَ يَوْمَيْنِ. فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يُقِيمُنَا فَنَحْيَا أَمَامَهُ.” (هو 6: 2) ولكي يعانق كل الذين ماتوا من الصديقين قبله. أما قيامته فهي منطقية جدًا وإن كانت معجزية فهذا معناه إنه إنتصر على الموت بالموت.

مفاعيل قيامته وجلوسه عن يمين الآب:

نحن نؤمن بوجود الله مبدع الكون بما فيه الإنسان ولكن لم نرى الآب قط. مثل الشمس التي لا يمكن أن نحدق فيها طويلًا حتى لا نفقد البصر ولكن بدونها لن نبصر العالم من حولنا.

هكذا الإبن يجلس الآن عن يمين الآب كيف لا ندري ولكن نشعر ونؤمن بحضوره الفعال في حياتنا وهو فتح لنا سر الخلود.

ولكن نسأل أين ملايين البشر الذين ماتوا وشبعوا موتًا؟ نحن نؤمن بالقيامة في الدهر الآتي، فقط الفراعنة آمنوا بالخلود وابتدعوا التحنيط وتوقعوا أن تأتي الروح من جديد وتلبس الجسد المائت إلى الأبد.

ورغم آلاف السنين لم نرى جثة فرعونية تقمصت روحها بعد حوالي خمسة آلاف سنة. إذن نحن نؤمن بشكل فيه مُقامرة. لقد حررنا المسيح من “الخوف من الموت” ولكن هل حررنا من الموت نفسه ؟ نعم ووعدنا بالقيامة، هذا هو سر الإيمان.

ما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر أعده الله لنا نحن ابناؤه.