stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكتبالمكتبة الكاثوليكية

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة – الوحدة الرابعة ‏ ” اللقاء الثالث ‏”

709views

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة

الوحدة الرابعة
شخصيات كتابيّة وسيَر قدّيسين

اللقاء الثالث  

 

الأنبياء فى العهد القديم

  • إلى خادم الكلمة:

فى اللّغة العربيّة يعنى فعل أنبأ: أخبر، أعلم، أمّا فى اللّغة العاميّة فيعنى تتبّأ بالغيب وعرف مسبقاً خبراً لم يكن له علم به. أمّا بالمعنى الكتابى فالنبى هو الذى يتكلّم عن المستقبل بإلهام من الله، ومن جهة أخرى هو الذى يُخبرنا عن الله وعمّا يخصّ حضوره بين البشر. إذاً هو شخصٌ يتحدّث باسم الله أمام أهل عصره، وهو ليس فقط مَن يُخبرنا عن الغيب، بل هو قبل كلّ شئ إنسان يتكلّم باسم الله، هو صوت صارخ أمام الله يهئّ له الطريق، وهو يرى ما لا يراه الناس لأنه ينظر إلى الأمور بعين الله، هو إنسان حلّ عليه روح الربّ فاتّحد بالربّ وتكلّم باسمه.

والنبوءة دعوة، فالله هو الذى يختار نبيّه ويدعوه ويُرسله، ويطلب منه أن يُعطى ذاته للرسالة رغم الصعوبات والآلام.

ورسالة النبى لها وجهان: الأوّل يتعلّق بالحاضر (اى زمن النبى)، والثانى يتعلّق بالمستقبل فهو يندّد بالاخطاء التى يرتكبها الشعب والحكّام، ويشدّد على الأمانة للعهد مع الربّ، ويدافع عن المظلومين والمساكين ويدعو الشعب إلى التوبة الحقيقيّة، وينظر إلى المستقبل نظرة كلّها رجاء رغم كلّ الظروف الحاضرة، يتطلّع إلى الخلاص الآتى من عند الربّ، فيشجع الشعب ويطلب منه أن ينظر إلى المسيح المنتظر الذى يحقّق مواعيد الله لشعبه، ورسالته فيها تهديد بسبب خطايا التى يرتكبها الشعب والحكّام، ويشدّد على الأمانة للعهد مع الربّ، ويدافع عن المظلومين والمساكين ويدعو الشعب إلى التوبة الحقيقيّة، وينظر إلى المستقبل نظرة كلّها رجاء رغم كلّ الظروف الحاضرة، يتطلّع إلى الخلاص الآتى من عند الربّ، فيشجع الشعب ويطلب منه أن ينظر إلى الخلاص الآتى من عند الربّ، فيشجع الشعب وحكّامه، ولكنّه يفتح نافذة على المستقبل ليُنعش الرجاء فى قلوب مُعاصريه.
كيف كان ردّ فعل الناس تجاه الانبياء؟ بشكلٍ عامّ، عانىَ كلّ الأنبياء من سوء الفَهم، والمقاومة من جانب معاصريهم، وبعض الانبياء أُضطُهدوا ومات بعضهم ليشهد للكلمة، وفى وقتً لأحق، لمّا الناس صِدق كلامهم ونبوءاتهم، تعلّق الناس بتعاليمهم وأعادوا قراءة ما كتبوه، ليفهموا مخطّط الله وإرادته فيما قالوا، وخير مثالٍ على هذا حياة أرميا النبىّ.

وكان أكبر المقاومين للأنبياء هم الانبياء الكذبة، وهم أشخاص لا يقولون كلام الربّ، لأنه يبدو قاسياً، بل يُحرفون كلامه ويقولون ما يُرضى الحاكم، والجمهور أو الشعب الذى يسمع لكلامهم المعسول الذى يُعطى سلاماً وطمأنينةً كاذبة، لأنه كلام يتّفق مع رغباتهم، وبعد فوات الآوان يكتشف الشعب كذبهم، ونجد فى أسفار الملوك حادثة واضحة تشرح هذا الكلام: ذهب من يدعو ميخا النبىّ لمقابلة الملك قائلاً: “إن الأنبياء تكلّموا بفهمّ واحد بخير للملك. فليكن كلامك ككلام واحدٍ منهم وتكلّم بخير” (راجع 1 مل 22: 13- 28).

إذاً الأنبياء فى العهد القديم كلّموا الشعب باسم الله، وشدّدوا همّته عن طريق بعث الرجاء وانتظار مجئ المسيّا، وهكذا يمهّدون الطريق لاستقبال المسيح قمّة الأنبياء، والمسيح لم يتكلّم فقط باسم الله، بل كان هو كلمة الله التى أعلن بها للبشر، وبتجسُّده أشرك المؤمنين فى وظيفته النبويّة، ليكونوا شهادةً حيّةً له ويحملوا كلمة الله لإخوتهم البشر (راجع 1 بط 2: 9 – 10).