stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكتبالمكتبة الكاثوليكية

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة ” اللّقاء الرابع البشارة “

705views

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة
الوحدة الاولى
بداية السنة القبطيّة وزمن الميلاد

اللّقاء الرابع
البشارة

 النصّ الكتابىّ:‏
‏ “وحينَ كانَت أليصاباتُ فى شَهرِها السّادسِ، أرسَلَ الله المَلاكَ جبِرائيلَ إلى بَلدَةٍ فى الجَليلِ ‏اَسمُها الناصِرَةُ، إلى عذراءَ اَسمُها مَريَمُ، كانَت مَخطوبَةً لِرَجُلٍ مِن بيتِ داودَ اَسمُهُ يوسُفُ.
‏ فدخَلَ إليها المَلاكُ وقالَ لها: السَّلامُ علَيكِ، يا مَن أنعمَ الله علّيها. الرَّبُّ مَعكِ. فاضطرَبت مَريَمُ ‏لِكلامِ المَلاكِ وقالَت فى نَفسهِا: ما مَعنى هذهِ التَّحية؟
فقالَ لها الملاك: لا تخافى يا مَريم، نلتِ حُظوةً عِندَ الله: فسَتَحبَلينَ وتَلدِينَ اَبنًا تُسمّينَهُ يَسوعَ. فيكونُ ‏عظيمًا واَبنَ الله العَلى يُدعى، ويُعطيه الرَّبُّ الإلهُ عرشَ أبيهِ داودَ، ويَملِكُ على بَيتِ يَعقوبَ إلى ‏الأبدِ، ولا يكونُ لُملكه نِهِاية!
‏ فقالَت مَريمُ للملاك: كيف يكونُ هذا وأنا عَذراءُ لا أعرِفُ رَجلاً؟ فأجابَها المَلاكُ: الرُّوحُ القُدُسُ ‏يَحِلُّ علَيكِ، وقُدرَةُ العلىّ تُظَلُّكِ، لذلِك فالقدُّوسُ الذى يولَدُ مِنك يُدعى اَبنَ الله. ها قَريبَتُك أليصاباتُ ‏حُبلى باَبنٍ فى شَيخوخَتها، وهذا هوَ شَهرُها السّادسُ، وهىَ التى دَعاها الناسُ عاقرِاً. فما مِن شئٍ ‏غيرَ مُمكنٍ عِندَ الله. فقالَت مَريَمُ: أنا خادِمَةُ الرَّبّ: فَليكُن لى كَما تَقولُ. ومَضى مِن عِندهِا المَلاكُ” ‏‏(لو 1: 26 -38).‏

 إلى خادم الكلمة:
‏ فى هذا النصّ وحى ينقل فيه الملاك كلمة الله إلى مريم، فهو يُعلن لها سرّ يسوع ويدعوها ‏إلى أن تكون فى خدمة هذا السرّ، سرّ الخلاص.
‏ فى التحيّة الافتتاحيّة دعوة مريم للفرح، حيث أن الفرح علامة أساسيّة لزمن مجئ المسيّا. ‏وهو الذى ينتظره اليهود، حيث يتوقّعون مجئ ملك من نسل داود، يملك على عرشه إلى الأبد.
‏ أمّا سؤال مريم، فهو سؤال المؤمن الذى يطلب الاستنارة، فإن يسوع ابن الله سيولد بتدخُّل ‏إلهى فريد.
‏ الروح القدس يحلّ على مريم وهو ينبوع الحياة، وقدرة العلىّ ستظللّها كما كان الغمام يدلّ ‏على حضور الله وسط شعبه فى البريّة. والطفل قدّوس حيث تدلّ هذه الصفة فى لغة الكتاب ‏المقدّس على أنه سيكون كلّه خاصًّا بالله، وتوجد علاقة لا مثيل لها بين يسوع الابن والله الأب، ‏وهنا نفهم معنى كلمة “ابن الله”. وهذا الكشف عن سرّ الابن لا يتّم بلسان بشر، بل هو وحىٌ. من ‏الله آتى به الملاك جبرائيل.
‏ عندما قبلت مريم كلام الملاك بقولها “ليكن لى بحسب قولك” فى يوم البشارة، قبلت سرّ ‏التجسّد وأسهمت فى اتمام عمل الله الخلاصى لجميع البشر.
‏ وفى الكنيسة نحتفل بعيد البشارة 29 برمهات، وهو عيد سيدىّ كبير، أى عيد يخصّ السيّد ‏المسيح، وفيه واجب حضور القدّاس.‏
 الفكرة الأساسيّة:
بقبول العذراء مريم البشارة، اشتركت فى عمل الله الخلاصى.‏
 الهدف:
‏- أن يتعرّف المخدومون على مسيرة تجسّد الابن الازلى، فالبشارة أولى الخطوات التنفيذيّة ‏لإتمام هذا العمل، أى فى ملء الزمان.
‏- أن يشعر المخدومون بفرح البُشرى لجميع الشعب، لأن الابن أخذ جسداً وحلّ بيننا.
‏- أن يتفاعل المخدوم باخذ دور فى حياته، وهذا يجعله مشتركاً فى عمل الله الخلاصى، ‏والنموذج هو دور مريم العذراء فى قبولها لسرّ التجسّد.‏
 الاحتياجات والصعوبات:
‏- يحتاج المخدومون فى هذا السنّ إلى معرفة كيف ولماذا وأين؟ وعلى الخادم أن يركّز على ما ‏جاء فى النصّ الإنجيلى دون اضافات، حتّى لا يُسبّب لهم المزيد من الارتباك.
‏- يجب على الخادم التركيز على استجابة مريم، وتوضيح أن الايمان لا يتعارض مع محاولة ‏الفهم والاستفسار.
‏- يحتاج المخدومون إلى التركيز على حقيقة دور الإنسان فى إتمام قصد الله، والله نفسه يدعو ‏الإنسان إلى هذا الدور على مثال مريم العذراء.
‏- من صعوبات هذا اللّقاء التساؤل حول الملاك وهيئة، وعلى الخادم أن يوضّح أن الملاك هو ‏مُرسل من الله ليبلّغ رسالة، وليس من الضرورى أن يكون بشكلٍ معيّن، وعلميّاً نحن لا نعرف، ‏ولا ضرورة لهذه المعرفة، المهمّ أن مريم جاءتها البشارة من الله وقبلتها.
‏- من المهمّ أن يذكر الخادم ضرورة الهدوء والصمت فى بعض الاحيان حتّى نستطيع أن نفهم ‏ماذا يُريد الله منّا، مثلما كانت مريم العذراء وهى تتلقّى البشارة.‏
ملحوظة طقسيّة:
تحتفل الكنيسة يوم 29 من كلّ شهر قبطى، بثلاثة أعياد سيديّة كُبرى وهى البشارة والميلاد ‏والقيامة، ما عدا شهرىّ طوبة وأمشير، لأنهما يقعان خارج المدّة من البشارة إلى الميلاد.‏