stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

كتابات القراء

لماذا نتحدث عن “الراحة الدائمة”؟

950views

topic (5)

لا ننتظر نحن المسيحيين الراحة الدائمة بل أن يتحقق الوعد بالحياة الأبدية

عندما نشارك في صلاة على راحة نفس الموتى، هناك عبارة نستعملها دوماً (في الترانيم والعظات وفي الصلوات) وهي الراحة الدائمة.

لا زلنا، حتى اليوم، نعتبر الحياة متعبة وشاقة أو مليئة بفترات المشاكل والقلق والخوف والألم والمرض، ولا تزال الصلوات التقليدية تتحدث عن وادي الدموع الذي يجب أن نعبره حتى نتمكن من الوصول لاستحقاق الراحة. ولكن الراحة الدائمة متصلة بصور لا ترتبط كثيراً بالمسيحية. إن الإنسان الحديث يعبر عن نفسه ويفهم ذاته عبر الأفعال والنشاط والإنتاج، وبدون القيام بعمل ما لا يستطيع فهم نفسه ولا فهم الخبرات الاجتماعية والثقافية الغير متعلقة بما ينتج أو يستخدم. حتى استعمال وقت الفراغ يمكننا أن نشرحه عبر وجهة النظر هذه.

وفي هذا الإطار تُعتبر الراحة الدائمة نهاية لهذا النشاط المتواصل، يمكن إعتبارها مستحقة، ولكنها مرتبطة بالإنتاج وكأنها اكتمال أو توقف حياة نشيطة. نميل أيضاً إلى استعادة راحة الله في اليوم السابع للخلق. ولكن هذا الرباط مضلل لأن سفر التكوين يرسِّخ فكرة الراحة بالنسبة للإنسان خلال نشاطه الحالي. وهكذا تصبح راحة يوم السبت دعوة للإنسان كي لا يجعل النشاط هدف الحياة الوحيد.

ولكن الراحة الدائمة متعلقة أيضاً بمفهوم وثني لما بعد الموت، ولسنا هنا بعيدين كثيراً عن صورة السكينة و فراغ النوم الأبدي والجمود. صور تحملنا إلى جنة الخالدين في الميثولوجيا اليونانية أو الجحيم لدى الرومان.

أما نحن كمسيحيين فلا ننتظر الراحة الدائمة، بل أن يكتمل وعد الحياة.

روما / أليتيا (aleteia.org/ar)