stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم

877views

الصليب في حياتنا ‏

المسيحية و الصليب

‏ ٢- الصليب والإيمان المسيحي ‏
‏ بعد أن كشف السيّد المسيح عن هويته لتلاميذه، أراد أن ‏يُطلعهم على رسالته، فأنبأهم عن آلامه وصلبه وقيامته: “وبدأ يسوع من ‏ذلك الحين يظهر لتلاميذه أنّه يجب أن يذهب إلى أورشليم ويعاني آلاماً ‏شديدة من الشيوخ وعظماء الكهنة والكتبة ويُقتل ويقوم في اليوم الثالث”. ‏وهدف هذا الكشف هو تحضير التلاميذ لهذه المرحلة المهمّة في حياته ‏التي تشكِّل الهدف والقمة والغاية التي من أجلها تجسّد وجاء إلى الأرض، ‏فهدف “سر التجسد” هو “سر الفداء”. ونفهم أيضاً بأنه كان يعرف ‏مسبقاً ما سيحدث له لأنّه لهذا أتي إلى العالم. ‏
‏ من هنا يمكننا أن نفهم موقف السيّد المسيح، فهو يعلم ويعمل، ‏أي أنّه لا يكتفي بالتعليم والكلام الجميل بل يطبق كل ذلك في حياته ‏ويعطي من ذاته قدوة حسنة لتلاميذه ” فإذا كنت أنا المعلّم والرب ‏صنعت ذلك فافعلوا أنتم أيضاً كذلك”. فعندما علَّم عن محبة الأعداء غفر ‏لهم وهو على الصليب: “يا أبتي، أغفر لهم لأنهّم لا يعلمون ماذا يفعلون”، ‏وعندما علَّم عن الألم والصلب والموت، تألم وصلب ومات هو أيضاً بأيدي ‏البشرـ أي أنّه ضحى بنفسه في سبيل أحبائه، تماماً مثل الأم المستعدة ‏للموت لإنقاذ حياة أبنائها. ‏