stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

وأنتم إن لم تتوبوا – الأب وليم سيدهم

805views

هبت الحرب الهلية في بيروت وسقط آلاف الضحايا منهم أحباء ورفقاء كنت أداوم على الصلاة في كنيسة ‏صغيرة تحت الأرض.‏
نصبت المدافع في قلب المكان الذى كنت أعيش فيه دفاعًا عما تبقى من سكان المنطقة ولم تكف القذائف عن ‏القوط في حينّا، واستولى الخوف علينا ولم يعد بإمكاننا شراء الغذاء والدواء، القناصة في مقابلنا على ‏الأسطح بعض الجنود النظاميين يحملون أسلحتهم، هذا شخص سقط برصاص القناصة على مسافة 10 ‏أمتار منا.‏
ما العمل؟ أين أنت يارب ؟ بدأت خطايايا وضعفاتى تظهر على سطح ضميرى وكأنني إرتكبتها بالأمس ‏وتسائلت هل تركنا الله؟ لماذا يرضى بما يحدث، وأين محبته التى وعدنى بها؟ تذكرت أهلي وأصدقائي ‏تمنيت أن يكونوا بجانبي في هذه المحنة ولكن هيهات.‏
أقبل الجنود طالبين الإعتراف على خطاياهم. فمن يدرى؟ الموت على الأبواب، كانوا يحملون السلاح على ‏ظهورهم “أنا أنفذ الأوامر ولن استطع أن أهرب من الميدان. وإن هربت فلن أجد عملًا يعنيني على المعيشة، ‏إني أطلب الصفح عن خطاياي”‏
أنا كاهن وليس عندى حلًا إن طلبت منه أن يترك خدمته في الجيش فلن أستطيع أن أأمن له عملًا مناسبًا، ‏ولكن العقيدة الإجتماعية للكنيسة وحقوق الإنسان تعترف بإمكانية أن يدافع الإنسان عن نفسه وإن استخدم ‏العنف.‏
وهاك جندي آخر يريد الإعتراف وسط آتون الحرب، لقد فهمت أن من يده في النار ليس كمن يده في الماء ‏فهؤلاء الجنود يدافعون عن آخر معاقل للمسيحيين في هذا البلد .. ما العمل؟
‏”كلنا ايدينا متسخة” هكذا قال جان بول سارتر ، نعم، كلنا خطأة ونستحق الموت والقتل ولكن أين الكنيسة ‏والمسيح في ىتون هذه الحرب؟ لا يوجد أمامنا إلا أن نعترف بأننا ضعاف وخطأة مهما فعلنا وأننا لكى ندافع ‏عن أنفسنا لابد من استخدام العنف ولكن ليس باسم المسيح بل باسمنا نحن.‏
لقد قدم المسيح نفسه للموت دون مقاومة، دون سلاح، فقد قال: “فكل من يأخذ بالسيف بالسيف يهلك” ‏‏(متى 26:52)، وهذا الكلام يتحقق الآن. أنا لست المسيح، وبالتالي ليس في مقدورى أقدم نفسي طعامًا ‏للأعداء.‏
ألم يولد المسيح من صلب داود الزانى ومن سلسلة من البشر منهم إمرأة داود بثشبع الزانية؟ نعم، لا أحاول ‏أن أبرر الخطأ والخطيئة ولكن أعترف إنى خاطئ. ‏
يارب لست مستحقًا أن تدخل تحت سقفي بل قل كلمة فتبرأ نفسي فإن لم تتوبوا تهلكون أنتم أيضًا، هدأت ‏الحرب ووضعفت أوزارها وفقدت ثمانية من رفقائي قتلوا بدم بارد كل في موقعه غرفة النوم، عند الحلاق، ‏أثناء سيره لإقامة القداس.. وهو يهم بسيارته لإقامة القداس.‏
جميعهم لم يحملوا سلاحًا ولكن حملهم إيمانهم إلا يخافوا ممن يقتل الجسد. ‏