stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

وقلبَ موائد الصيارفة – الأب وليم سيدهم

1.8kviews

الغضب المقدس، هكذا يمكن أن نطلق على ما فعله يسوع بباعة الحمام والفراخ والعجول والخراف ‏في قلب الهيكل، مسكن القدوس. “لقد قلب موائد الصيارفة وطرد باعة الحمام، وفتل كرباجًا ‏وضربهم، الغضب المقدس.‏
نحن لسنا بعيدين عن الحقيقة حينما نرى ونسمع اليوم أن أديرتنا التي هى قدس الأقداس وموطيء ‏الروحانية التي انتشرت في العالم كله أصبحت وكرًا للقتلة والمخربين وغطاءًا للمال الحرام.‏
إن ما حدث في عصر يسوع المسيح مازال يتكرر اليوم على مسمع ومرأى مننا جميعًا إنها ليست ‏قصص خيالية أو وهمية، إنها حقيقة حينما تفسد الرأس فقل على الدنيا السلام. وعلى الرغم من ‏ذلك، بالأمس كما اليوم هناك ممن يدّعون أنهم مؤمنين ويصرون على المحافظة على الوضع القائم ‏أى إهانة الأماكن المقدسة وإهانة الله في بيته وفي مكان موطئ قدميه على الأرض. إنهم يرفضون ‏إستخدام عقولهم ويفكرون بشعورهم السطحى ولا يصغون إلى صوت الروح القدس في داخلهم بل ‏إلى روح الأنا المريض والمتورم الذي يتجاوز حدوده ليجلس على عرش القدير. بئس ما يصنعون .‏
فمعاصرى يسوع من أمثال هؤلاء النرجسيين يطلبون آية لا ليتراجعوا عن نجاستهم للأماكن ‏المقدسة لكن لكي يستمروا في ممارستهم المشينة فنرى اليوم من يدافعون عن القتلة والمجرمين على ‏إنهم فعلوا ذلك لكي يتوبوا إلى الله الرحيم، وكأن التوبة وسيلة تجارية يهرب معها القاتل ليصل إلى ‏السموات.‏
لكن يسوع يرد على تجارالدين في الهيكل الأورشليمي بقوله إن الهيكل الحقيقي والحي هو جسده ‏الذي سيصرون على قتله وأن هناك صلة بين الهيكل الأورشليمي رمز العبادة القديمة، العبادة ‏المرتكزة على شريعة موسى وبين جسده – الهيكل الجديد- بصفته ابن الله وأساس العهد الجديد. عهد ‏القيامة والإنتصار على ظلمة قلوب هؤلاء التجار.‏
نحن نغار على رموز ديننا ونغار على إيماننا ولكن غيرتنا فترت منذ فترة طويلة، لقد سكن فينا ‏العالم وحولنا مساكن الله القدوس إلى منابر للسلطة والتبشير بالرضوخ للأمر الواقع أصبح ‏المسيحيون مرتبطين بسلطة الملوك والرؤساء حتى يضمنوا نجاح تجارتهم سواء في قلب الكنيسة ‏أو يضمنوا حياتهم في زمن تُجتث فيه رقاب المؤمنين الحقيقيين الذين يرفضون السجود لتجار ‏السلاح والدعارة وأمراء الإعلام المزيف.‏
ولكن الكتاب المقدس لا يُقيد ففيه ينابيع الحياة الحقيقية فلا يمكن للإنسان أن يعبد ربين فإما المال أو ‏الله.‏