stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

يا بطرس أتحبنى أكثر من هؤلاء – الأب وليم سيدهم

1.5kviews

يا بطرس أتحبنى أكثر من هؤلاء

كان القديس بطرس متهورًا ومندفعًا. ونتيجة لذلك فكانت مواقفه مع يسوع أحيانًا تصيب وأحيانًا ‏تخيب. فمثلًا تحدى يسوع في أنه “لو شكوا كلهم فيك فأنا لا أشك” ولكن الديك الذي صاح كذّب ‏بطرس. لأنه قبل أن يصيح الديك أنكر سيده ثلاث مرات. وحينما إقترب منه يسوع ليغسل رجله في ‏عشاء خميس العهد رفض بطرس رفضًا تامًا أن يغسل معلّمه رجله ولكن حينما سأل يسوع ‏تلاميذه: “مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟” (متى 16 : 13)، فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ ‏وَقَالَ: “أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ‎”‎‏(متى 16 :16) ، وهنا أثنى يسوع على بطرس ولكن ‏أضاف يسوع ‏‎”:‎طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي ‏السَّمَاوَاتِ‎)‎متى 16 : 17) وهنا يحدد يسوع لبطرس مكانه في هذا الإعلان. فالله الآب هو الذي ‏ألهم بطرس هذا الرد وليس شطارته وذكاؤه.‏

ولأن بطرس كان يحب يسوع حبًا جمًا فكان يعتقد أنه يستطيع أن يوجه حركة يسوع ولم يدرك إلا ‏مؤخرًا أن يسوع كان يعلم ما لا يعلم بطرس، بعد قيامة المسيح تشتت التلاميذ لأنهم لم يدركوا حقيقة ‏سر القيامة، لا بل اقترح بطرس على بقية التلاميذ أن يرجعوا إلى مهنتهم الأولى وهي الصيد ظنًا ‏منه فشل معلمه، إلا أن يسوع القائم من بين الأموات لم يترك عقد تلاميذه ينفرط فظل 40 يومًا ‏يظهر لهم في أماكن مختلفة يفسر لهم ما حدث ويثبتهم .‏

وبعد فترة قليلة من قيامته استوعب بطرس ما حدث وجمع شمل التلاميذ فأخذوا يجتمعون معًا ‏والأبواب مغلقة حتى لا يتعرضوا للحملات التى كان يقوم بها الفريسيون ليمنعوا التلاميذ من إذاعة ‏خبر قيامة المسيح.‏
وفي أحد المرات التي ظهر لهم فيها يسوع والأبواب مغلقة، كان يسوع يتحاور مع توما الشكاك لكي ‏يريه آثار جنبه المطعون بالحربة ويضع أصابع توما على أثر المسامير في ايدي ورجلي يسوع ‏وآمن توما بأن يسوع القائم من الأموات هو هو الذي صُلب ومات.‏

أتحبني يا بطرس أكثر من هؤلاء؟ ثلاث مرات يوجه يسوع لبطرس السؤال ولا شك أن هذه المرات ‏الثلاث تقابل المرات الثلاثة التي أنكر فيها يسوع معلمه. “فَحَزِنَ بُطْرُسُ”(يوحنا 21: 17) إن ‏يسوع إختاره ليرعى خرافه ليس إذن بسبب صلاحه ولكن بسبب توبته وتواضعه.‏
حزن بطرس لأنه تذكر أن في شبابه كان يُغالي في قوته وإعتدتده بنفسه، ولكن تصريحه بأنه يحب ‏المسيح أكثر من بعض التلاميذ تحول هذه المرة بعبارات أكثر تواضعًا فَقَالَ لَهُ: “يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ ‏كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ”(يو 21: 17‏‎(‎‏ ويعلمنا هذا الحوار بين المعلم والتلميذ مقدار ‏الثقة التي وضعها يسوع في بطرس ومقدار التحول الذي طرأ على بطرس الضعيف المتهور.‏

إن تكليف بطرس برعاية خراف المسيح رغم أخطائه العديدة تظهر لنا أن سلطة الراعي على ‏الرعية ليست مطلقة، وليست معصومة من الخطأ فالله هو الراعى الأول، وبالتالي ما يطلبه من ‏بطرس ليست العصمة من الخطأ في حياته اليومية فليس إنسان بلا خطيئة إلا المسيح فقط، بل أن ‏يتحمل ويحمل ضعفات قطيعه ويهتم به ويسمع له ويضمد جراحه ويمده بالثقة في نفسه ويغفر له ‏كما تقول الرسالة إلى العبرانيين ‏‎”‎فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، ‏فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِ.” (عب 4: 14)‏