stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

‏ “وأخذ يسوع بيدها فقامت تخدمهم”‏ – الأب وليم سيدهم

1.1kviews

إنها حماة القديس بطرس الرسول، إن لسان حالنا يقول حينما نقرأ هذا الحدث، يا يسوع تفضل ‏وامسك بايدى كل حمواتنا حتى يقمن من كبواتهن. إنهن يسيطرن على ابنائهن اين وجودوا ورغم ‏زواج ابنائهن إلا أنهن متعلقات بهم دون عيب واختشاء من زوجاتهن وابنائهن.‏
يا يسوع اشفِ هؤلاء النسوة الحموات من الغيرة والاحتكار والدمار الذي يحدثونهن في آلاف ‏العائلات بسبب رعونتهن وعدم قدرتهن على إحترام التطور الطبيعي لأبنائهن.‏
يقول جبران خليل جبران في هذا المجال “أولادكن ليسوا أولادكن إنهم أبناء الحياة” ولكن هيهات ‏أن تصغي الحموات لخليل جبران وأمثاله، ربما يصغين لصورة المسيح ويمكن ليده الممدودة لذا ‏نتضرع إلى يسوع شافي حماة بطرس أن يتدخل بنفسه ويلمسهن حتى يتعقلن ويصبحن خادمات ‏مثل حماة بطرس.‏
لم يفصح الانجيل أكثر من هذا المشهد بخصوص عائلة القديس بطرس، فلم يحدثنا عن ابناءه وبناته ‏وعن زوجته. حماته فقط المذكورة في الانجيل، إن هذا القبس من النور حول حماة بطرس يذكرنا ‏بكل النساء الفضليات الخادمات في الكنائس والملاجئ وهن يكرسن حياتهن لخدمة الآخرين، إنهن ‏استطعن مثل حماة بطرس أن يتغيرن ويصبحن ليس فقط أمهات ولكن خادمات أيضًا. لا تخلو منهم ‏كنيسة أو جمعية محترمة. لقد نذرن أنفسهن لخدمة الله من خلال إبناءه وبناته المحتاجين ‏والمحتاجات.‏
وعودًا إلى مشهد شفاء حماة بطرس، فإننا نتخيل ما كانت تتطلبه بشارة يسوع وتلاميذه للعائلات ‏اليهودية الفقيرة في القرى والمدن وما تتطلبه هذه الزيارات من لوجستيات هامة مثل إعداد مكان ‏اللقاء وتحضير المشروبات، وإعداد الطعام للإفطار أو للغذاء والاهتمام بالمرضى من الحاضرين ‏وإحضار الأعشاب الطبية وتضميد الجروح لمن يتعرضون للوقوع أو الندبات من التعب من السير ‏على الأقدام وكل تفاصيل ومقتضيات مثل هذه الزيارات.‏
إن حماة بطرس هى نموذج فريد للخادمات في صدر الكنيسة الأولى وفي كل عصور المسيحية. ‏ولابد أن صورة مريم العذراء وهى عند نسبيتها اليصابات أثناء حملها كما هى العادة منذ القدم حتى ‏الآن انتقلت غلى يسوع نفسه أثناء حياته الخفية لمدة ثلاثين عامًا مع أمه مريم ومع يوسف النجار ‏من خلال حواره مع أمه.‏
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن الحموات مادة جيدة للمسلسلات والدراما في أجهزة الإعلام من ‏حيث أنها ترسم صورة سيئة لهن. ولعل صورة حماة بطرس ويسوع يأخذ بيدها لتقوم تخدمهم ‏صورة ممتازة لما لها من علاقة مع يسوع الحنون الشافي الذى يلهمنا اليوم وكل يوم بكل ما هو ‏محبب ويزودنا بطاقة روحية تدفعنا دائمًا إلى الأمام.‏
كذلك صورة مريم الخادمة الشفيعة الحنونة تُلهم ونعضد كل حمواتنا وعائلاتهم. طوبى لمن يحبون ‏الرب لأنه يصنع لهم كل ماهو طيب وجميل . ‏