stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

كتابات القراء

أتوق إلى الحياة الأبدية/ أشرف ناجح إبراهيم

1.1kviews

vitaأتوق إلى الحياة الأبدية/ أشرف ناجح إبراهيم

أتوق إلى الحياة الأبدية… لأن هناك سوف أجد لوحاتي غير المرسومة، وأشعاري غير المكتوبة، وأحلامي غير المتحققة، ورغباتي المدفونة في أعماقي. أتوق إلى الحياة الأبدية…

لأن هناك سوف ألتقي بمَن رغبت في أن أقضي معه كل حياتي على هذه الأرض ولم أستطع، وبمَن أردت أن أره ولو مرة واحدة ولم أتمكن، وبمَن سعيت لأن أقضي معه يوماً واحداً ولم أصل. أتوق إلى الحياة الأبدية… لأن هناك ستتحقق العادلة الكاملة لمن لم ينصفه العدل البشري، والمحبة التامة لمن كره العالم لأنه ليس من أبناءه، والترحاب الكبير لمن عاش مرفوضاً ومهاناً، والاستقرار الدائم لمن قضى حياته سائحاً ورحالاً ومهاجراً على هذه الأرض. أتوق إلى الحياة الأبدية…

لأن هناك سوف تجد أتعاب الإنسان ومشقاته ومعاناته الثمار الناضجة، فلا يمكن أن يذهب في مهب الريح كفاح وجهاد الإنسان في تكوين وتثقيف ونمو نفسه في هذه الحياة. فما معنى سعي الإنسان في أن يصنع من نفسه إنساناً بما تحمل الكلمة من معنى، إذا كانت حياته تنتهي هنا؟أتوق إلى الحياة الأبدية… لأن هناك سوف تحصل كل تساؤلات البشرية العميقة على إجاباتها النهائية والكاملة؛ وكل “لماذا” خرجت من باطن وكيان كل إنسان سوف تجد “لأن” كإجابة تغلق الباب على أي تساؤل أخر يبدأ بـ “لماذا”.

أجل، في الحياة الأبدية ستنتهي كل أنواع التساؤلات، لأن الحياة الأبدية هي الإجابة النهائية والكاملة على كل التساؤلات.  أتوق إلى الحياة الأبدية… لأنني لأجل هذا خلقت، ولأجل هذا أعيش، ولأجل هذا أواصل مسيرتي. أنا إنسان معجون بالحياة الأبدية، إنني خلقت وأحيا وأسعى إلى الحياة الأبدية التي تجد في الله أصلها ومرجعها وغايتها.أتوق إلى الحياة الأبدية…

لأنني أتوق إلى الإله الذي أرادني كائناً حياً في الحياة، وإنساناً جديداً للحياة، وخالداً مجيداً في آفاق الحياة الأبدية.  أتوق إلى الحياة الأبدية… لأن كل ما فيَّ وكل ما حولي يصرخ طالباً تلك الحياة التي لا تعادلها حياة، والتي بدونها ما جدوى الحياة. أتوق إلى الحياة الأبدية… لأنني مخلوق خرج من الإله الحي الأبدي، وفيه يجد مرجعه، وإليه يعود بعد ترحال وحج على هذه الأرض.