stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

أحب قريبك كنفسك – الأب وليم سيدهم

291views

هذه قصة حب عشتها بيني وبين أحد الأصدقاء، لقد كان اكبر مني سنًا وكنت معجب به بسبب شجاعته وباطنه وعمقه الروحي. لقد سلمت نفسي له واتخذته قدوة ومثالًا في حياتي، فهو متمرد على الروتين وعلى الطقوس الجامدة، وعلى القوانين الجائرة كان ثورجيًا بمعنى الكلمة كلامه وحركاته ومخارج ألفاظه كانت تملأ ذهني وقلبي،

كان لا يهاب شيئًا ولا يخاف من السلطة الكنسية القاهرة ولا من الاوضاع السياسية المخيفة، كان عطاؤه بلا حدود، وروحانيته عميقة ورقيقة تتسلل إلى القلوب فتأثرها، مع الوقت بدأ قريبي في الإنسانية يتقدم في السن وبدأت تظهر عليه علامات تأثير الزمن وبدأت أشعر أن شيئًا غريبًا طرأ عليه، لقد احتفظ بجاذبيته في الكلام ولكن فقد واقعيته وبدأ يتحدث بما لا يفعل وإن كان يدعوا الآخر إلى عمله.

تساءلت في نفسي، كيف لأنسان بلغ ذروة التجرد، وبلغ حبه لآفاق الإنسانية أن ينكمش كل ذلك بسبب التقدم في السن والعجز؟ بدأت في أخذ مسافة منه وأجد عذرًا لتقدمه في العمر، ولكن حاولت مرارًا أن أبحث عن بقية باقية في خطابه تحتفل بما كان دائما ينادي به من تقديس للحرية ودعوة للحياة وكثيرًا من الشفافية إلا أن ذلك ذهب سُدى.

في يوم من الأيام ضاقت بي الدنيا وبحثت عنه ربما مازال يحتفظ بنضارته رغم كبر سنه، إلا أن رده كان لا أستطيع أن اساعدك، فأنا محتاج لمساعدة الآخر، بعدها ذهبت للكنيسة واشتكيت ليسوع منه، وقولت ليسوع أهكذا تترك صديقي الوحيد، قريبي الوحيد يتركني ويهتم بنفسه، ان كل ما نادى به وكل ما بشر به من حب وحرية ذهب.

وأنا أتصفح الكتاب المقدس بحثت عن جواب وقعت عيني على هذه الاية: “مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الإِنْسَانِ، وَيَجْعَلُ الْبَشَرَ ذِرَاعَهُ، وَعَنِ الرَّبِّ يَحِيدُ قَلْبُهُ.” (إر 17: 5). هنا وهنا فقط حصلت على الراحة ووجدت ما كنت أبحث عنه، رفيقي الحقيقي الذي لا يتغير ابدًا في حبه لي، لا يشيخ ولا يفقد رونق شبابه، إنه “عمانوئيل” الله معي.

شكرًا يارب واجعلني لا أطلب من أقربائي أكثر من طاقتهم فأنت مصدر الطاقة كلها