stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

أليس هذا هو ابن يوسف؟ الأب وليم سيدهم

274views

لقد تميز يسوع ابن قرية الناصرة بين أقرانه. فعلى الرغم من أننا نعرف صنعة والده النجار، إلا أن ابن هذا النجار حينما بلغ سن الرشد أصبح له شئن في أمور الدنيا والدين، ولذا نجد نثنائيل يداعبه قائلًا: «أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ صَالِحٌ؟» (يو 1: 46). كان هذا في بداية رسالة يسوع وهو يختار تلاميذ يتبعوه ويعهد إليهم بتكملة بشارته بعد موته وقيامته.

لفت يسوع الأنظار منذ كان عنده 12 عامًا. ذهب مع والديه وبقية أهل الناصرة إلى الحج إلى أورشليم كما كانت العادة. إلا أنه تخلف عن الرجوع لمدة ثلاثة أيام. لقد بقى في الهيكل يتناقش مع علماء الدين في عصره، إلا أن أمه مريم عاشت خبرة مؤلمة لفقدانه مدة ثلاثة أيام ، ولما سألته مريم لماذا فعل ذلك، أجابها: «لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟».” (لو 2: 49).  إن يسوع لم يكن يثير علامات الاستفهام عند بلدياته فقط ولكن عند أمه مريم ويوسف ابوه بالجسد.

وعلى غرار كل الأنبياء بدأ يسوع في سن الثلاثين رسالته التبشيرية بأربعين يومًا صام فيها في البرية إستعدادًا لهذه الرسالة وفيها قهر الشيطان وجهًا لوجه من خلال تجارب ثلاث اساسية يمر بها كل إنسان، التجربة الأولى هو تحويل الحجر إلى خبز والثانية القفز من أعلى جناح الهيكل والثالثة السلطة على العالم، ثلاث تجارب تحدى فيها الشيطان يسوع بقوله لو كنت ابن الله إفعل كذا وكذا، تجربة اللذات الحية ثم المجد الباطل ثم الكبرياء.

وعودًا إلى الناصرة، فنحن ندرك أن الناصرة لا تختلف عن أكثر من اربعة آلاف وخمسمائة قرية في مصر، يعيش الناس فيها في ظروف أقل ما يقال عنها أنها مهملة تمامًا من السلطات السياسية.

في الحياة في القرى يعرف السكان بعضهم البعض، ويتناقلون الأخبار عما يحدث من قيل وقال في ثنايا الحياة اليومية، ولا شك أن يسوع على الأقل منذ كان سنه اثني عشر عامًا حين زار العاصمة أورشليم بدأت تتكون له علاقات هامة خارج الناصرة.

هذه العلاقات قامت خاصة فيما يخص هيكل أورشليم، وطقوس العبادة وصناديق النذور وحرس الهيكل ورجال الكهنة الذين كانوا يؤموا الصلوات في الهيكل وتفاسير التوراة والكتب المقدسة. ولذا حينما بدأ بشارته بالملكوت كان من الطبيعي أن ينتقل من قرية إلى أخرى ليشفي المرضى ويتحنن على الجوعى، ويشفي البُرص والعميان والكسحان والعرجان فينتشر سيطه ويصل إلى أهل قريته في الناصرة.

وما لم يدركه القرويون في الناصرة هو أن يوسف النجار ومريم العذراء أم يسوع اللذين كانوا يعيشون معهم كانا يحملان سر الخلاص  في أعمق أعماقهما. وبالتالي كانا يعيشان في هدوء وبساطة هذه المسئولية دون طنين ورنين لأهل قريتهما، وما لم يدركه أهل الناصرة أن أحد مواطنيهم وهو يسوع مكلف من أبيه السماوي بتجسيد المحبة العظيمة ليس في الناصرة فقط وإنما على إمتداد العالم، وبدلًا من تحقيره وتصغيره بسبب رسالته كان يجب عليهم توقيره والتعلم منه كيف يمونوا محبين ومرحبين برسالته.