stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

أنت من تحبه نفسى 8 “حبيبي لي وأنا له ‏”

999views

‏‏ حبيبي لي وأنا له ‏
نشيد الأناشيد

للأب هاني باخوم
‏ ‏
حاولت أن أعطي للحبيبة اسم، منعني الكتاب وقال: ليس لها اسم. لأنها هي كل اسم. هي أنا، ‏أنت، هو وهي. كل إنسان مدعو أن يعرف الحبيب. وعاد وقال: ضع اسمك أنت. نعم، ممكن أن ‏نستبدل كلمة الحبيبة باسمي وباسمك واسم كل من يبحث عن الحبيب. وهذا أسعدني. ‏
الحبيبة تتألم بين ماضي ومستقبل، ترى ماضي يشدها، كرومها السابقة تناديها، تستدعيها ‏لخدمتها. ومن ناحية أخرى صوت حبيبها يقول لها: “أنتٍ الحب”. بين ناريين؟
‏ لا. غير صحيح، قد قررت اتجاها للحبيب ولكن شباك الماضي قوية. فيستمر الحبيب ‏ويساعدها، يبدأ في استخدام فنه: عرض قدراته الخاصة كحبيب. يستغويها، مثلما صنع الرب مع ارميا: ‏‏”استغويتني يا رب ..فتركت نفسي استغوى” (ار 20 : 7) . كيف؟‏
نعم يبدأ الحبيب في استعراض فنه الخاص: الكلمة الخلاقة الجذابة. يقول (2: 10 – 16 ): قومي يا ‏حبيبتي، قومي من شكك، قومي من ترددك، قومي من موتك. من موت العبودية التي سببتها لكي ‏الكروم الأخرى. “قومي” فعل قيامة المسيح من بين الأموات، قيامة لعاذر وابن أرملة نائيين. قومي، لا ‏تبقى في قبر أفكارك ومساوماتك السابقة وتحالفاتك. قومي يا جميلتي. نعم مازلت أراك جميلة قومي ‏وهَلُمِّي. انظري من حولك: الشتاء، رمز الصعوبات وعدم الضمان، مضى، المطر قد توقف. نعم المطر ‏الذي كان يمنعنا من أن نزرع للمستقبل توقف. نستطيع أن نتقابل، ونبدأ في زرع موسم جديد. نزرع فيه ‏ما نرغب من حب.‏
انظري ها الزهور بدأت تزهر، أتشعرين بعطرها؟ قومي. يرجوها، قومي يا حبيبتي. نعم الحبيب ‏يستخدم كل طاقته كي يجعل الحبيبة تأخذ القرار. يقول لها: لماذا أنتي صامته؟ اسمعيني صوتك، ماذا ‏تقولين، معي أم…..؟ وهي لا ترد. الصمت يخترق ويمزق قلب الحبيب يجعله يقرر شيء أخر… فيقول ‏لمن حوله: صيدوا لَنا الثَّعالِب التي تُتلِفُ الكُروم. صيدوها لنا كي أتمتع معها. ‏
وعندما تسمع الحبيبة ذلك، تفهم أن الحبيب أدرك أن المشكلة لا تكمن فيها، بل في الثعالب والتي ‏لا تستطيع هي أن تقاومها. تشعر أن الحبيب بالفعل يحبها ويبررها. فلا تستطيع ان تقاوم هذا الحب، ‏تتساقط وتقول: “حَبيبي لي وأَنا لَه”. قررت.‏
نعم الحبيب مدرك ان مشكلة حبيبتها في الثعالب أكثر مما فيها هي. وكيف لها بعد ذلك أن تقاوم ‏هذا الحب الذي فهمها أكثر مما تفهم هي ذاتها. فتقرر. ‏
أتكون هذه صورة لحب الله الذي أرسل ابنه الوحيد كي يحرر الإنسان من شباك الثعلب الزائر: ‏إبليس، كما يقول بطرس. أتكون هي صورة فهم الله للإنسان: انه مستعبد لإبليس فأرسل من يحرره، كي ‏يأخذ الإنسان قراره وهو حر، فيقول: ” حبيبي لي وأنا له” أي “الهي لي وأنا لألهي” ‏
أمام هذا الحب، لا أجد كلمات كي اختم، على رجاء أن أجدها كي ابدأ المرة القادمة.‏
‏ بالفعل: “استغويتني…..” ‏
جمعة عظيمة مباركة …‏