stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

كتابات القراء

أهمية الكرازة في حياتنا-إكليريكي وائل أنور حبيب

1.3kviews

أهمية الكرازة في حياتنا-إكليريكي وائل أنور حبيبseminatore_01

–        من خلال مثل الزارع، نري أن الزرع هو كلام الله والذين على الطريق يسمعون ثم يأتي
إبليس وينزع الكلمة من قلوبهم. والذين على الأرض الحجرية هم الذين يسمعوا الكلمة
ويقبلوها بفرح، وهؤلاء ليس لهم أصل فيومنون إلى حين وفي وقت التجربة يرتدون، والذي سقط
بين الشوك هم الذين يسمعون ثم يذهبون فيختنقون من هموم الحياة وغناها ولا يعطون ثمر،
والذي في الأرض الجيدة هم الذين يسمعون الكلمة فيحفظوها في قلب جيد صالح ويثمرون.
هذا التفسير كما قاله يسوع في إنجيل القديس مت. 
ولكن دعونا أن نتأمل معاً في أهمية الكرازة أو واجب الكرازة
–        
هذا الزارع هو يسوع المسيح، نزل من السماء ليكشف لنا عن إرادة أبيه، ويعلمنا طريق
السماء، وقد عهد إلى الرسل الأطهار، والى خلفائهم من بعدهم بمهمة مواصلة عمله الرسولي
نشر بذرة كلمة الله في كل الأرض ولذلك أوصاهم قائلاً:- ” اذهبوا وتلمذوا كل الأمم
وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به ، وها أنا معكم كل الأيام الى منتهى الدهر” مت
28/19.
معنى ذلك أنه هناك إلزام حتمي على الرعاة والمكرسين بالكرازة بكلمة الله
–        واجب الرعاة الكرازة بكلمة الله، ويمكن استنتاج ذلك من تعاليم المسيح عندما قال ” كما
أرسلني الأب كذلك أنا أرسلكم” يو 20/21،،،” اذهبوا الى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل
للخليقة كلها” مر16/15.
–        
بماذا نُكرز ؟ كان يسوع يبشر قائلاً ” قد تم الزمان وأقترب ملكوت الله، فتوبوا وأمنوا
بالإنجيل ” مر 1/15. ” لنذهب ألي القرى المجاورة ، لنكرز هناك أيضاً لأني لهذا أنا
خرجت” مر1/8. من خلال الآيات والشواهد السابقة التي ذكرتها ننطلق للكرازة ننطلق لزرع
كلمة الله.
–        لذلك من هنا الكاهن هو شاهد للمسيح أمام جميع الناس، ومسئول عن البشارة بالإنجيل، ليس
فقط أن نحافظ على القطيع كما يؤكد المجمع الفاتيكاني الثاني بل علينا ـن نُنمي القطيع،
يعني بعد تجسد وفداء ربنا يسوع المسيح الناس لها حق عند المكرس، عند الكاهن وهو حق ينبع
من قول المسيح ” اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم ” لذلك علينا كرعاة اليوم ورعاة المستقبل أن
نخوض في معركة التعليم، أن نعظ ونرشد حتى الجميع يعرف ما هي مسئوليته الدينية، وعلينا
أن نواكب العصر في رسالتنا.
–        
يجد الكاهن في الإنجيل المقدس مراه لقداسته الشخصية وتقديس شعبه، لأنه شارك المسيح في
كهنوته الأعظم، الكاهن هو ما بين المنبر والمذبح يغذي شعبه ويقوده نحو الكمال والخلاص
ويزرع فيه كلمة الله. لذلك يجب أن تكون أول خطوة في تقديس الآخرين هي تقديس ذواتنا حتى
نبني شعبنا.
–        يجب أن تتجلى فينا المحبة والتواضع والبساطة حتى نحيا بالقرب من شعبنا، ولا سيما
الفقراء والمهملين والمهمشين، ويؤكد المجمع الفاتيكاني الثاني على أن واجب الكهنة الأول
بوصفهم معاونين للأساقفة  أن يبشروا الجميع بكلمة الله عاملين بوصية الرب ” اذهبوا إلى
العالم واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها”، لان كلمة الخلاص هي التي تثير الإيمان في قلوب
غير المؤمنين وتغذي قلوب المؤمنين، طبقاً لقول القديس بولس ” الإيمان من السماع والسماع
بكلمة الله ” رو 10/ 17.
–        
فالكهنة إذن مدينون للجميع، لكي يشركوهم معهم في الحقيقة الإنجيلية، التي ينعمون بها
في الرب، لذلك عليهم التصرف الحسن، عليهم أن يسعون إلى معالجة معضلات عصرهم على نور
المسيح. في الأوضاع الراهنة الرسالة الكهنوتية ليس سهلة، لأنها رسالة بين الناس، لذلك
يجب آلا تقتصر الرسالة على عرض كلمة الله بصورة عامة ونظرية، بل يجب أن تُطبق أيضاً
حقيقة الإنجيل على ظروف الحياة الواقعية.
–        على المبشر الإنجيلي، على الكاهن، أن يزرع كلمة الله دون غش حتى تصل للسامعين الكلمة
نقية وكاملة، ويؤكد القديس بولس على ذلك في رسالته إلى أهل كونتورس ويقول ” فإننا لسنا
مثل كثيرين الذين يغشون كلمة الله، ولكننا من قِبلَ الله وفي حضرة الله في المسيح نتكلم
” وارميا النبي يؤكد ويقول ” واجب على النبي أن يتكلم بالحق”.
–        –        على خادم الكلمة
على خادم الكلمة أن يكون خالياً من الرذائل ومتحلياً بالفضائل حتى يكون سراجاً في
كنيسة الله مشتعلاً ومنيراً ” لو كنت أنطق بألسنة الناس والملائكة ولم تكن في المحبة،
فأنا نحاس يطن وصنج يرن “.
 آلا يطلب بالكرازة مجده الباطل بل مجد الله وخلاص النفوس، والسعي
وراء المجد الباطل ( مش بنطلبه ) ولكن حاجات كثيرة ممكن نعملها لأجل مجدنا الباطل “
إنني لا أطلب مجدي بل مجد الذي أرسلني ” 
–       
 في النهاية علينا كمكرسين كرعاة اليوم ورعاة المستقبل أن نرفع دائماً شأن كلمة الله
وانتشارها في كل مكان، ولتكن رسالتنا رسالة تبشير وتقديس معاً لمجد الله الأعظم وخلاص
النفوس وخلاصنا ،، ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد أمين .