stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

” إسألوا… أُطلُبوا… إقرَعوا “القدّيس توما الأكوينيّ

302views

القدّيس توما الأكوينيّ (1225 – 1274)، لاهوتيّ دومينكيّ وملفان الكنيسة
الملخّص اللاهوتي

” إسألوا… أُطلُبوا… إقرَعوا “

حين تتوجّه الصلاة لإنسان، يجب أن تعبّر أوّلاً عن رغبة ذاك الذي يصلّي وعن حاجته. كما تهدف أيضًا إلى تليين قلب ذاك الذي نصلّي له، حتّى جعله يستسلم. لكنّ هذين الأمرين يفقدان سبب وجودهما حين تكون الصلاة موجَّهة لله. خلال صلواتنا، لا نَقلقنَّ من أن نُعبِّرَ عن رغباتنا أو عن حاجاتنا لله: فهو يعلمُ بكلّ شيء (متى6: 8). إن كانت الصلاة ضروريّة لينالَ الإنسان النِّعَم من الله، هذا يعني أنّها تترك أثرها على ذاك الذي يصلّي، حتّى يعيد النظر بفقره ويحني نفسه ليرغب بحماسة وبروح البنوّة ما يطمح إلى الحصول عليه من خلال الصلاة. بهذه الطريقة، يجعل نفسه قادرًا على تلقّي ما يطلبه.

فالصلاة لله تُفرِّبُنا منه، بما أنّها ترفعُ روحَنا نحوه لتَتَحادثَ معه بمودّة وتَعبدَه بالروح والحقّ (يو4: 23). هذه المودّة مع الله التي تنتج عن الصلاة، تفتح الطريق إلى صلاة واثقة أكثر. لذا، قيل في المزمور: “صرَخْتُ”، أي صلّيت بثقة “لأنّك استَجَبْتَ لي، يا ربّي” (مز16: 1). فبعد أن دخل كاتب المزمور إلى حميميّة الله من خلال الصلاة الأولى، بدأ بعد ذلك يصلّي بثقة أكبر. وهكذا، لا تُعتَبر المُثابرة أو الإلحاح في الصلاة الموجّهة لله أمرًا مُزعجًا؛ بل على العكس، يُعتبر ذلك مُرضيًا في نظر الله. فقد قالَ الإنجيل: “صَلّوا ولا تَملّوا” (لو18: 1)؛ وفي مكان آخر، دعانا الربّ لأن نطلب: “أُطلُبوا تَجِدوا، اقرَعوا يُفتَحْ لكم”.