stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

إنه بنى مجمعنا – الأب وليم سيدهم

445views

إن هذا الرجل الوثني كما يقدمه الإنجيل جمع بين أكثر من صفة، أولًا هو قائد مئة صاحب منصب وسُلطة، ثانيًا إنه رجل يحب من يختلف معه، في سياقنا يحب اليهود رغم أن اليهود يعتبروه نجس لأنه وثني. ثالثًا أن حبه ليس بالكلام بل بالأفعال، لقد بنى المجمع لليهود ليمارسوا عبادتهم. رابعًا إنه متواضع الخُلق “لأَنِّي أَنَا أَيْضًا إِنْسَانٌ تَحْتَ سُلْطَانٍ. لِي جُنْدٌ تَحْتَ يَدِي. أَقُولُ لِهذَا: اذْهَبْ! فَيَذْهَبُ، وَلآخَرَ: ائْتِ! فَيَأْتِي، وَلِعَبْدِيَ: افْعَلْ هذَا! فَيَفْعَلُ».(متى 8: 9). خامسًا ايمانه عظيم : «يَا سَيِّدُ، لَسْتُ مُسْتَحِقًّا أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي، لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَقَطْ فَيَبْرَأَ غُلاَمِي“. (متى 8 :8) ، “اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ أَجِدْ وَلاَ فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَانًا بِمِقْدَارِ هذَا!” (متى 8: 10) قال المسيح عنه.

في كثير من الأمثال الذي ضربها المسيح نجد شخصيات مرفوضة شرعًا وقد سلكت سلوكًا لا يسلكه أهل الشريعة نفسها إنها المفارقات التي أراد يسوع أن يخرس بها حجج الفريسيين وأمثالهم في كل عصر.

في لغتنا الشعبية حينما نجد شخصًا من دي يختلف عنا يسلك سلوكًا طيبًا محمودًا غير متوقع في نظرتنا الضيقة نقول “ليس بالمسلم ولا بالمسيحي”، “كلنا أولاد 9 شهور” وأمثلة أخرى.

هكذا فإننا نرى في نص السامري الصالح ونص قائد المئة ونص المرأة الكنعانية، نجد في مثل هذه النصوص جوهر تعاليم السيد المسيح، فاللاوي الذي يتبوء عرش القداسة عند اليهود لأنه رجل دين وشريعة يُصبح لا شيء حينما “ينظر الجريح ويمضي” أما السامري المعتبر هرطوقي وغير يهودي فيصبح بأفعال المحبة التي عملها في الرجل الذي وقع بين اللصوص نموذجًا ليسوع ومن يحذو حذوه، حيث الرحمة أفضل من الذبيحة كما يقول الكتاب.

إنه يحبنا، بنى مجمعنا هكذا يعترف اليهود أنفسهم بفضائل هذا الوثنى ويطلبون من يسوع أن يلبي طلبه، بالطبع لم يكن يسوع ينتظر تزكيتهم ولكن يسوع بالتأكيد قد تهلل لموقفهم.

لا ندين بعضنا البعض ولا نغتاب بعضنا البعض ونقبل أن نكون قابلين للهشاشة والكسر “فمن ظن أنه قائم فليحذر لئلا يسقط”.

إن كثيرًا من الناس حولنا بنوا جزءًا في شخصيتنا وتعبوا ولو للحظات مهمة لمساندتنا ربما كانوا من ديننا أو من أديان أخرى والأولى من جيراننا الأقربين، نصلي لهم وندعو يسوع كي ينصفهم ويحميهم كما فعل اليهود مع قائد المئة عميق الايمان.