stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

إنه ليس هنا .. لقد قام – الأب وليم سيدهم

868views

إنه ليس هنا .. لقد قام

لقد ظل يوسف الرامي وفيًا ليسوع رغم عضويته في مجلس السنهدرين حتى النهاية، فبعد موت يسوع على ‏الصليب ذهب يوسف الرامي إلى بيلاطس وإستأذنه ليأخذ جسد يسوع. فأخذه ووضعه في قبر من الصخر لم ‏يدفن فيه أحد قبل ذلك وكانت النسوة اللاتي تتبعن يسوع هناك مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وباقي النساء، ‏وقمن بتطييب الجسد قبل دفنه وإختفى كل تلاميذه ماعدا يوحنا الحبيب.‏

وفي يوم الأحد ذهبت النسوة ليقمن بطقوس الموتى وكنّ يتساءلن عمن يدحرج لهن حجر القبر ولكن حينما ‏وصلن وجدن القبر مفتوحًا ووجدن شخصًا داخل القبر ويسوع لم يكن موجودًا. “فَقَالَ لَهُنَّ: «لاَ تَنْدَهِشْنَ! ‏أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ ههُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ. لكِنِ ‏اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ: إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ»” (مرقس 16: 6- 7) ‏إلا أن النسوة إرتعبن ولم يخبرن التلاميذ بحسب رواية القديس مرقس، إلا أن لوقا ومتى يذكران أنهن ‏أسرعن وأخبرن تلاميذه وفي رواية القديس مرقس يذكر أن التلاميذ لم يصدقوا أن يسوع قام لكن يذكر في ‏نهاية إنجيله أن يسوع ظهر لهم وهم يأكلون ووبخهم على قساوة قلوبهم وعدم تصديق النسوة. وبعدها أمرهم ‏بأن يذهبوا ويعلنوا البشارة إلى الخلق أجمعين.‏

نعم، لم يصدق التلاميذ في بداية الأمر، فلو أن لدينا أبنًا أو إبنة أخبرنا الطبيب أن حياته في خطر الموت ‏وانهرنا بالبكاء عليه وإعتباره في عداد الأموات فماذا يحدث لو نجحت العملية عكس توقعات الأطباء سنظل ‏فترة غير مصدقين لأننا نعلم أن سلطان الموت أقوى من توقعاتنا بالشفاء.‏

هكذا ظل التلاميذ أكثر من خمسين يومًا غير متأكدين من قيامة يسوع، ومرت عليهم أقسى لحظات الشك ‏وهو أسبوع الآلام حيث كانت تجرى محاكة يسوع وصلبه وموته على الصليب. كان السواد حالكًا لدى ‏التلاميذ وكل مُحبي يسوع إلى أن تواتر ظهور يسوع القائم من بين الأموات وبدأ التلاميذ يسترجعون ‏الذكريات التي عاشوها معه ويتذكروا الإنذارات التي وجهها إليهم في مناسبات كثيرة عن ضرورة موته ‏على أيدى الكتبة والفريسيين ثم قيامته في اليوم الثالث “قَائِلًا: «إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَتَأَلَّمُ كَثِيرًا، ‏وَيُرْفَضُ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ».” (لو 9: 22) ‏

وفي يوم الخمسين يتحول شك التلاميذ وخوفهم من النهاية الكابوسية ليسوع إلى يقين تام وشجاعة منقطعة ‏النظير ويقول بطرس: ” فَيَسُوعُ هذَا أَقَامَهُ اللهُ، وَنَحْنُ جَمِيعًا شُهُودٌ لِذلِكَ. وَإِذِ ارْتَفَعَ بِيَمِينِ اللهِ، وَأَخَذَ ‏مَوْعِدَ الرُّوحِ الْقُدُسِ مِنَ الآبِ، سَكَبَ هذَا الَّذِي أَنْتُمُ الآنَ تُبْصِرُونَهُ وَتَسْمَعُونَهُ. لأَنَّ دَاوُدَ لَمْ يَصْعَدْ إِلَى ‏السَّمَاوَاتِ. وَهُوَ نَفْسُهُ يَقُولُ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ. فَلْيَعْلَمْ ‏يَقِينًا جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ اللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هذَا، الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ، رَبًّا وَمَسِيحًا».( أعمال 2 : 32 – ‏‏36)‏