stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

إن أبرزت نفسك للجائع يُشرق نورك في الظلمة – الأب وليم سيدهم

245views

يوجد في مصر أكثر من 30 مليون شخص تحت حد الفقر، بمعنى أن هؤلاء البشر لا يستطيعون أن يؤمنّوا قوت يومهم، وبالتالي يكونوا مُعرضين لجميع الأمراض لأن مناعتهم مُعطلة، ولا يحصلون على الطعام الكافي لسد عوزهم، لماذا يحدث ذلك في بلد فيها عشرات المليونيرات وبعض المليارديرات، لأن قيمة العدالة الإجتماعية معطلة، ولماذا مُعطلة؟ لأن السمك الكبير يأكل السمك الصغير على رأي المثل.

إن الله يأمرنا بممارسة العدالة ويعتبر ايماننا ناقص إذا سمحنا لأنفسنا أن نسمى مسيحيون ونحن نرضى بظلم الفقير. لقد كان المجتمع المصري في الستينات والسبعينات من القرن الماضي يتميز بالتعاضد والتراحُم وكانت القرى المكتظة بالبشر تتشارك وتتعاون على صعوبة الحياة بحيث لم يكن يبيت جائعًا في مصر.

ماذا حدث لنا اليوم؟ لقد زادت أعباء المعيشة ودخلت الكنائس في سباق إمتلاك الأراضي وبناء الكنائس وبدلًا من أن تعيد توزيع موارد صناديق النذور، واصبحت تحتكر هذه الصناديق بحجة أن الله أولى من الناس ولوكانوا جوعى بالصرف على القباب والكنائس وعلى تكييفها وتدفئتها وكسوتها بالرخام وصرف ما ندر وقل لتزيين مذابحها وحوائطها.

هذه هي آفتنا الايمانية، نؤمن بالمظهر ونسيء الجوهر، تعددت طوابير الأرامل والأيتام أمام الكنائس واحيانا نتعامل مع الفقراء وكأنهم غنم، ماتت الحمية في المؤمنين.

في هذا الصيام المبارك يدعون الله من خلال اشعياء النبي أن نتوب، ونتغير ونغير طريقة حياتنا وأن يكون للجائع نصيب، والوعد بأن يحول الله ظلمتنا الى نور، حزننا الى فرح، إحتضان الجائع مطلب إلهي لينصف البشر بعضهم بعضًا ليصيروا فعلا ابناء الله اخوة واخوات وليسوا اعداء بعضهم لبعض.

هل يمكن أن نفعل مثل اهل نينوى الذين تابوا على يد يونان؟ أو نكون كالجموع التي يرعاها يسوع ويكسر لها الخبز لأنهم خاروا وتعبوا؟ هل نستطيع أن نربي أبناءنا وبناتنا على العطاء بلا مقابل إن الدينونة حسب القديس متى تجعل من الذين رفضوا أن يسدوا جوع الفقراء وقودًا للنار نظير ما اقترفوا مع اخوتهم على الأرض.

إن نموذج الجماعة المسيحية الأولى قد يلهمنا حيث كانوا يجعلوا كل شيء مشتركًا بينهم، هيا لتحويل صيامنا بركة وصدقتنا بردًا على الفقراء فنصير كجنة ريا ويشرق نورنا في الديجور.