stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

كتابات القراء

ادخـلْ إلـى العمـق- الإكليريكيّ/مايكل وليم

869views

14_07ادخـلْ إلـى العمـق- الإكليريكيّ/مايكل وليم

ادخلْ إلى العمق… فلن تجد الربح الأسمى إلا عندما تدخل في سر الله، وتجعله شريكًا لك في كل ظروف حياتك. لأنَّك بعيدًا عن الله لن تجد معنى لحياتك، فتشعر دائمًا بالعجز والعوز والجوع، وعندما تقترب منه تجد نهر فيّاض بالنعم والبركات السماويّة. ادخلْ إلى العمق… تحرّرْ من العبادة الشكليّة والروتينيّة الخالية من الروح والجوهر، فهذا الشعب يكرمني بشفتيه أما قلبه فبعيد عني. إنَّ صلواتنا إن لم تجد مقرّها في الروح القدس فسوف تكون صلوات جافة لا تقدّم ولا تؤخّر شيئًا، لأننا لا نعرف كيف نصلي، ولكن الروح يشفع فينا بأناتٍ لا توصف. فالصلاة لا بد أن تكون متجهة نحو السماء بارشاد وبمعونة الروح القدس مركز ومدبّر ومقوّي أرواحنا ونفوسنا وحياتنا. ادخلْ إلى العمق… ادخلْ إلى أعماق نفسك، فبداخلك كنوز عظيمة يجب أن تكتشفها، بداخلك بترول بحاجة أن تنقب عنه لكي يظهر في حياتك. لا تخفي وزناتك ومواهبك التي أعطاها لك الله، بل عشْ حياتك بأمانة نحو كل واجباتك ومسئولياتك تجاه الله والآخرين. ادخلْ إلى العمق… فأنت بحاجة قويّة إلى أن تكسر كل أحزّمة الأمان وتنطلق نحو الواقع الحقيقيّ، ونحو الأشخاص بشكل أشمل وأوسع. لا تقف خارجًا على مستوى أشخاص محددين وأماكن معينة، بل أجعلْ قلبك خبزًا مكسورًا بين الناس، فتكون مصدر إشعاع لهم معلنًا لهم الهدف من وجودهم. ادخلْ إلى العمق… اجعلْ من حياتك وخدمتك ودعوتك وعملك لحنًا جميلاً ونشيدًا رائعًا يعلن دومًا عن محبّة الله. كنْ إنجيلاً مقروءًا لكلِّ إنسانٍ تراه. احملْ البشارة في داخلك. حينئذ تشرق حياتك بنور الله، ويتجدد مثل النسر شبابك. ادخلْ إلى العمق… فلن تجد السمك بعيدًا عن العمق، لن تقدر أن تكون صيادًا ماهرًا إلاَّ إذا تعلمت كيف تدخل في العمق، كيف تسمو بغرائزك وحواسك فوق مستواها الحسيّ إلى مستوى روحيّ، فتمجّد الله في كل عمل تفعله، أو كل قول تقوله. وتذكر أنك لابد أن تختفي وتتعلّم التواضع الحقيقيّ غير المتصنع، لكي تُظهِرَ وجه السيد المسيح. وتذكّر دائمًا أنك أداة متواضعة في يد الله، يفعل بها ما يشاء. ادخلْ إلى العمق… وتحرّر من الأنانية القاتلة للنفس وللآخرين، فالإيمان المسيحيّ لا يعرف القلب المتكبر الذي لا ينشغل إلا بنفسه. ادخلْ إلى العمق واقتلْ أنانيتك وكبرياءك وعنادك، واجعلْ حياتك كل يوم فعل تواضع وحب وخدمة متجسدة بطريقة حيّة ملموسة. فالقلب المتواضع والمحبّ هو الحديقة التي يحبّ أن يسكن فيها الله دائمًا.   ادخلْ إلى العمق…بأن تحاول بكلِّ جهدك أن تقدّمَ حياة توبة حقيقيّة، إفخارستيا؛ أي توبة بلا رجوع مرة أخرى للخطيئة. أن تقتلع كل جذور الشرّ السامة في أفكارك وعلاقاتك وحواسك، فعليك أن تكون دائمًا غصنًا حيًّا يحمل دائمًا داخله حياة الله الثالوث. لا تجعل حبك منقسمًا، بل وجّه كل حبّك وحياتك نحو الله ومجد اسمه، حيئنذ ستجد الراحة والسرور والشبع الداخلي، والفرح الحقيقيّ. كنْ دائمًا غصنًا مثمرًا حيًّا واقتلع دائمًا حشائش الخطيئة التي قد يزرعها إبليس. اسعَ كلَّ لحظةٍ إلى تقديس حياتك بأكملها في ضوء اتحادك المستمر بسر المسيح الإفخارستيّ الّذي هو مصدر كل نعمة وعمق…  

           الإكليريكيّ/مايكل وليم