stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

الأنجيل اليومى لكنيسة الروم الملكيين 3 ديسمبر/كانون الاول 2018

637views

الاثنين التاسع والعشرون بعد العنصرة (الإنجيل الثاني عشر بعد الصليب)
تذكار القدّيس النبي صفنيا

 

إنجيل القدّيس لوقا 44-27:20

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، دَنا إِلى يَسوعَ قَومٌ مِنَ ٱلصَّدّوقِيّينَ، ٱلَّذينَ يَقولونَ بِعَدَمِ ٱلقِيامَةِ، وَسَأَلوهُ قائِلين:
«يا مُعَلِّمُ، كَتَبَ لَنا موسى: إِن ماتَ لِأَحَدٍ أَخٌ لَهُ ٱمرَأَةٌ وَماتَ عَن غَيرِ وَلَدٍ، فَليَأخُذ أَخوهُ ٱلمَرأَةَ وَيُقِم نَسلاً لِأَخيه.
وَكانَ سَبعَةُ إِخوَةٍ، أَخَذَ أَوَّلُهُم ٱمرَأَةً وَماتَ عَن غَيرِ وَلَد.
فَأَخَذَ ٱلثّاني ٱلمَرأَةَ وَماتَ عَن غَيرِ وَلَد.
ثُمَّ أَخَذَها ٱلثّالِثُ، وَكَذَلِكَ ٱلسَّبعَةُ، وَلَم يُخَلِّفوا نَسلاً، وَماتوا.
وَفي آخِرِ ٱلجَميعِ ماتَتِ ٱلمَرأَة.
فَفي ٱلقِيامَةِ لِمَن مِنهُم تَكونُ ٱمرَأَةً، لِأَنَّ ٱلسَّبعَةَ ٱتَّخَذوها ٱمرَأَة؟»
فَأَجابَ يَسوعُ وَقالَ لَهُم: «إِنَّ أَبناءَ هَذا ٱلدَّهرِ يُزَوِّجونَ وَيَتَزَوَّجون.
أمَّا ٱلَّذينَ ٱستَحَقّوا ٱلفَوزَ بِذَلِكَ ٱلدَّهرِ وَبِالقِيامَةِ مِن بَينِ ٱلأَمواتِ، فَلا يُزَوِّجونَ وَلا يَتَزَوَّجونَ،
وَلا يُمكِنُ أَن يَموتوا بَعد، لِأَنَّهُم مُساوونَ لِلمَلائِكَةِ، وَهُم أَبناءُ ٱللهِ لِكَونِهِم أَبناءَ ٱلقِيامَة.
أَمّا أَنَّ ٱلمَوتى يَقومون، فَقَد بَيَّنَهُ موسى في كَلامِهِ عَلى ٱلعُلَّيقَةِ إِذ قال: إِنَّ ٱلرَّبَّ هُوَ إِلَهُ إِبرَهيمَ وَإِلَهُ إِسحَقَ وَإِلَهُ يَعقوبَ،
وَلَيسَ هُوَ إِلَهَ أَمواتٍ بَل إِلَهُ أِحياءٍ، فَإِنَّ ٱلجَميعَ يَحيَونَ لَهُ».
فَأَجابَ قَومٌ مِنَ ٱلكَتَبَةِ وَقالوا: «يا مُعَلِّمُ، حَسَنًا قُلت».
وَلَم يَتَجاسَروا مِن بَعدُ أَن يَسأَلوهُ شَيئًا.
ثُمَّ قالَ لَهُم: «كَيفَ يَقولونَ إِنَّ ٱلمَسيحَ هُوَ ٱبنُ داوُد؟
وَداوُدُ نَفسُهُ يَقولُ في سِفرِ ٱلمزامير: قالَ ٱلرَّبُّ لِرَبّي ٱجلِس عَن يَميني،
حَتّى أَجعَلَ أَعداءَكَ مَوطِئًا لِقَدَمَيك.
فَداوُدُ يَدعوهُ رَبًّا، فَكَيفَ يَكونُ هُوَ ٱبنَهُ؟».

شرح لإنجيل اليوم :
القدّيس إيريناوس اللِّيونيّ (نحو 130 – نحو 208)، أسقف ولاهوتيّ وشهيد
ضد الهرطقات، الجزء الرّابع، 5: 2

«فَما كانَ إِلَهَ أَموات، بَل إِلَهُ أَحياء. فَهُم جَميعًا عِندَهُ أَحياء»

في معرض جوابه للصدّوقيّين الّذي ينكرون القيامة، وبسبب هذا، يحتقرون الله، ويسخّفون الشريعة، برهن لهم ربّنا وسيّدنا القيامة ومعرفة الله في الوقت عينه. فيما خصّ قيامة الأموات، قال لهم، ألم تقرأوا كلام الله الّذي قال: “أَشارَ موسى نَفسُهُ إِلى ذَلِكَ في ٱلكَلامِ عَلى ٱلعُلَّيقَة، إِذ دَعا ٱلرَّبَّ إِلَهَ إبراهيمَ وَإِلَهَ إِسحَقَ وَإِلَهَ يَعقوب.” وزاد على ذلك قائلاً: ” فَما كانَ إِلَهَ أَموات، بَل إِلَهُ أَحياء. فَهُم جَميعًا عِندَهُ أَحياء”. بهذا أكّد لهم أنّ الّذي تكلّم مع موسى من وسط العلّيقة وأعلن أنّه إله الآباء، هو إله الأحياء. من سيكون إله الأحياء سوى الإله الحقيقيّ الّذي لا شيء أعلى منه. هو من أعلنه النبيّ دانيال، عندما أجاب قورش، ملك فارس…: ” أنا لا أَعبُدُ أَصْناماً صُنْعَ الأَيدي، بلِ الإِلهَ الحَيَّ، خالِقَ السَّمَواتِ والأَرْض، والَّذي لَه سُلْطانٌ على كُلِّ بَشَر” (دا 14: 5). وقال أيضًا: ” إِنِّي إِنَّما أَسجُدُ لِلرَّبِّ إِلهي، لِأَنَّه هو الإِلهُ الحَيّ” (دا 14: 25).

إن الإله الّذي سجد له الأنبياء، الإله الحيّ، هو إله الأحياء، كما وكَلِمَته، وصوته، الّذي تكلّم مع موسى من العلّيقة والّذي دحض أيضًا الصدّوقيين وأكّد القيامة. هو الّذي، بدءًا من الشريعة، أعطى هؤلاء العميان شيئَين: القيامة والإله الحقيقيّ. فحيث أنّه ليس إله الأموات بل إله الأحياء، وهو قد سمّى نفسه إله الآباء، الّذين ماتوا، وهم بلا شك أحياء بالربّ ولم ينلهم الفساد: “هم أبناء القيامة”. والحال هذه فإن ربّنا بذاته هو القيامة إذ قال: “أَنا القِيامةُ والحَياة” (يو 11: 25). والآباء هم أولاده لأنّه قال بالنبيّ: “يَكونُ بَنوكَ عِوَضًا مِن آبائِكَ تُقيمُهمُ رؤساءَ على الأَرضِ كُلِّها” (مزمور 45[44]: 17).