stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

الانجيل اليومى بحسب الطقس اللاتينى – 17 أيلول / سبتمبر 20158

981views

الاثنين الرابع والعشرون من زمن السنة

في الكنيسة الرومانيّة اليوم : تذكار إختياريّ للقدّيس روبرتو بلَّرمينو، الأسقف ومعلّم ‏الكنيسة

أنجيل القدّيس لوقا .10-1:7‏‎ ‎

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، لَمّا أَتَمَّ يَسوعُ جَميعَ كَلامِهِ بِمَسمَعٍ مِنَ ٱلشَّعب، دَخَلَ كَفَرناحوم‎.‎
وَكانَ لِقائِدِ مائَةٍ عَبدٌ مَريضٌ قَد أَشرَفَ عَلى ٱلمَوت، وَكانَ عَزيزًا عَلَيه‎.‎
فَلَمّا سَمِعَ بِيَسوع، أَوفَدَ إِلَيهِ بَعضَ أَعيانِ ٱليَهود، يَسأَلُهُ أَن يَأَتِيَ فَيُنقِذَ عَبدَهُ‎.‎
وَلَمّا وَصَلوا إِلى يَسوع، سَأَلوهُ بِإِلحاح، قائِلين: «إِنَّهُ يَستَحِقُّ أَن تَمنَحَهُ ذَلِكَ،
لِأَنَّهُ يُحِبُّ أُمَّتَنا، وَهُوَ ٱلَّذي بَنى لَنا ٱلمَجمَع‎».‎
فَمَضى يَسوعُ مَعَهُم. وَما إِن صارَ غَيرَ بَعيدٍ مِنَ ٱلبَيت، حَتّى أَرسَلَ إِلَيهِ قائِدُ ٱلمائَةِ بَعضَ ‏أَصدِقائِهِ يَقولُ لَهُ: «يا رَبّ، لا تُزعِج نَفسَكَ، فَإِنّي لَستُ أَهلًا لِأَن تَدخُلَ تَحتَ سَقفي‎.‎
وَلِذَلِك، لَم أَرَني أَهلًا لِأَن أَجيءَ إِلَيك، وَلَكِن قُل كَلِمَةً يُشفَ خادِمي‎.‎
فَأَنا مَرؤوسٌ وَلي جُندٌ بِإِمرَتي، أَقولُ لِهَذا: إِذهَب! فَيَذهَب، وَلِلآخَر: تَعالَ! فَيَأتي، وَلِعَبدي: ‏إِفعَل هَذا! فَيَفعَلُهُ‎».‎
فَلَمّا سَمِعَ يَسوعُ ذَلِك، أُعجِبَ بِهِ وَٱلتَفَتَ إِلى ٱلجَمعِ ٱلَّذي يَتبَعُهُ، فَقال: «أَقولُ لَكُم، لَم أَجِد مِثلَ ‏هَذا ٱلإيمانِ حَتّى في إِسرائيل‎».‎
وَرَجَعَ ٱلمُرسَلونَ إِلى ٱلبَيت، فَوَجَدوا ٱلعَبدَ قَد رُدَّت إِلَيهِ ٱلعافِيَة.‏

تعليق على الإنجيل‎


القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة‏‎ ‎
العظة 62‏
‎«‎يا رَبّ، لا تُزعِج نَفسَكَ، فَإِنّي لَستُ أَهلًا لِأَن تَدخُلَ تَحتَ سَقفي‎»‎

في قراءة الإنجيل، سمعنا الرّب يسوع يمتدح إيماننا المقرون بالتواضع. حين وعدَ الرّب ‏يسوع قائد المئة بالذهاب إلى بيته ليشفيَ خادِمه، أجابه هذا: “إنّي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ ‏سَقْفي، لِذلِكَ لَمْ أَحسَبْ نَفْسي مُسْتَحِقًّا أَنْ آتِيَ إِلَيْك، لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَيُشْفَى فَتَاي”. فبقوله لست ‏أهلاً، أظهر ذاته أهلاً، لا ليدخل المسيحُ بيته فحسب، بل قلبه أيضًا‎… ‎

فلو دخل الربّ يسوع بيته بدون أن يلِج قلبه، فإنّه لن يكون له الكثير من السعادة. في الواقع، ‏إنّ الرّب يسوع المسيح، المعلّم في التواضع بمثاله وبكلامه، قد جلس إلى المائدة في بيت ‏فرّيسيّ متكبّر، إسمه سمعان (راجع لو7: 36). ورغم أنّه كان جالسًا إلى مائدته، غير أنّه ‏لم يكن في قلبه: ففي بيت الفرّيسيّ ذاك، لم يكن “لابنِ الإِنسان ما يَضَعُ علَيهِ رَأسَه” (لو 9: ‏‏58). أمّا هنا، فكان خلاف ذلك، إذ لم يدخل بيت قائد المئة، لكنّه ملك قلبه‏‎… ‎

هكذا إذًا امتدح الربّ إيمان قائد المئة المقرون بالتواضع. فحين قال: “لَسْتُ أَهْلاً أَنْ تَدْخُلَ ‏تَحْتَ سَقْفي”، أجابه الربّ: “أَقولُ لَكُم: لَمْ أَجِدْ مِثْلَ هذَا الإِيْمَانِ حَتَّى في إِسْرائِيل”… لقد أتى ‏الربّ إلى الشعب الإسرائيلي بحسب الجسد، لكي يبحث أوّلاً في هذا الشعب عن الخروف ‏الضّال (راجع لو 15: 4)… ونحن أيضًا، كبشرٍ، لا يُمكننا أبدًا تقييم إيمان البشر الآخرين. ‏إنّ ذاك الذي يرى أعماق القلوب، والذي لا يُضلّه أحدٌ، شهِد عمّا كان قلب ذاك الرجل، سامعًا ‏كلمته المليئة بالتواضع ومانحًا إيّاه بالمقابل كلمةً تشفي.‏