stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا: تحويل الألم إلى صرخة تعليم قداسة البابا فرنسيس خلال المقابلة العامّة

273views

17 اكتوبر 2020
نقلا من موقع zenit
كتبت ريتا عاطف من المكتب الإعلامي الكاثوليكي بمصر
عندما نقرأ الكتاب المقدّس، نجد أنفسنا باستمرار أمام أنواع مختلفة من الصلوات. ونجد سفرًا كله صلوات، وهو سفرٌ أصبح موطنًا وميدانًا وبيتًا لعدد لا يحصى من المصّلين. هو سفر المزامير.يوجد 150 مزمورًا للصّلاة.
إنّه جزء من أسفار الحكمة، لأنّه يعلّم “حكمة الصّلاة” ، من خلال خبرة الحوار مع الله. نجد في المزامير كلّ المشاعر البشريّة التي تملأ حياتنا: الأفراح، والآلام، والشكوك، والآمال، والمرارة. يؤكد التّعليم المسيحي أنّ كلّ مزمور فيه من الاعتدال ما يجعل الناس من كلّ طبقة ومن كلّ زمان قادرين أن يصلوه في الحقيقة، من خلال قراءة المزامير وإعادة قراءتها، نتعلم لغة الصّلاة. في الواقع، ألهم الله الآب، برّوحه القدّوس، قلب الملك داود ومصلين آخرين، ليعلّموا كلّ رجل وامرأة كيف يمدحونه، وكيف يشكرونه، ويتوسلون إليه، وكيف يلتمسونه في الفرح والألم، وكيف يَروُون عجائب أعماله وشريعته. باختصار، المزامير هي كلام الله الذي نستخدمه نحن البشر للحديث مع الله.
في هذا السفر لا نلتقي بأناس أثيريين مجردين، أناس يخلطون الصّلاة مع خبرة جمالية أو خبرة تخرجنا عن طبيعتنا. المزامير ليست نصوصًا وُلدت على مكتب. هي ابتهالات، غالبًا ما تكون مأساويّة، تتدفق من قلب الحياة. حتى نصليها يكفي أن نكون على ما نحن عليه.يجب ألا ننسى أنّه حتى نصلي جيدًا يجب أن نصلي كما نحن، وأن لا نتنكر. لا حاجة أن نخبئ عيوب الروح حتى نصلي. “يا ربّ، أنا هكذا”، ونذهب أمام الرّبّ كما نحن، مع كل ما فينا من أشياء جميلة أو سيئة التي لا يعرفها أحد، ولكننا في الداخل نحن نعرفها.
من خلال طرح مثل هذه الأسئلة باستمرار، تعلمنا المزامير ألّا نتعوّد على الألم، وتُذكرنا بأنه لا خلاص في الحياة إلّا إذا تم شفاؤها. حياة الإنسان نفخة، وقصته عابرة، لكن المصّلي يعرف أنّه عزيز في عيني الله، لذلك من المنطقي أن يصرخ.
صلاة المزامير هي شهادة على هذه الصرخة: إنّها صرخة متعددة الأشكال، لأنّ الألم في الحياة يتخذ آلاف الأشكال، اسمها المرض أو الكراهية أو الحرب أو الاضطهاد أو عدم الثقة، وصولًا إلى “المعثرة الكبرى “، التي هي الموت. يظهر الموت في سفر المزامير على أنّه أكبر خصم غير معقول للإنسان: ما هي الجريمة التي تستحق مثل هذه العقوبة القاسية، التي تستوجب الإبادة والنهاية؟ مصلي المزامير يسأل الله أن يتدخل حيث تعجز كلّ الجهود البشرية. لهذا، فإنّ الصّلاة، في حد ذاتها، هي طريق خلاص وبداية خلاص.
الجميع يعاني في هذا العالم: سواء كان مؤمنًا بالله أو غير مؤمن. في سفر المزامير يصبح الألّم علاقة، صلة: صرخة استغاثة تنتظر أن تبلغ أذنًا تسمع. لا يمكن أن يبقى الألّم بلا معنى وبدون هدف. حتى الآلام التي نعانيها لا يمكن أن تكون مجرد حالات معينة تخضع لقانون عام: إنّها دائمًا “دموعي”. فكروا في هذا: الدموع ليست دموع الجميع، إنّها دموعي. لكلّ واحد دموعه الخاصة به. تدفعني “دموعي” و “ألمي” أن أستمر في الصّلاة. إنّها دموعيالتي لم يذرفها أحد قبلي. نعم، لقد بكى كثيرون، كثيرون. لكن “دموعي” هي دموعي أنا، و”ألمي” هو ألمي أنا، و”معاناتي” هي معاناتي أنا.
في المزامير يجد المؤمن جوابًا. فهو يعلم أنّه حتى لو كانت جميع الأبواب البشريّة مغلقة، فإنّ باب الله مفتوح. ولو كان العالم كلّه قد أصدر عليه حكمًا، فمع الله يوجد خلاص، الرّبّ يصغي يكفي أحيانًا في الصّلاة معرفة ذلك.
#البابا_فرنسيس
#Zenit