stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

كنيسة الأقباط الكاثوليك

البابا فرنسيس يدعو إلى مسيرة عاجلة لمواجهة الأزمة المناخية ويقدم اقتراحات محددة

317views
11 أكتوبر 2020
كتبت رحيل فوكيه من المكتب الإعلامي
في رسالة فيديو إلى المبادرة التي نظمتها شبكة Ted حول الأزمة المناخية أكد البابا فرنسيس على ضرورة العمل الفوري، داعيا إلى مسيرة تحوُّل مشتركة ومقدما عددا من الاقتراحات.
وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة فيديو إلى المشاركين في مبادرة عالمية نظمتها السبت 10 أكتوبر شبكة Ted عبر الاتصال الرقمي، حول ضرورة العمل أمام الأزمة المناخية وتبعاتها بعنوان Countdown (العد التنازُلي). وتحدث الأب الأقدس في رسالته عن النظام الاقتصادي الحالي والذي يضعنا أمام واجب أخلاقي ويتطلب منا بشكل مُلِحّ إعادة النظر في الكثير من الأمور، مثل: كيف ننتج ونستهلك، ثقافة الإقصاء، الرؤى قصيرة الأمد، استغلال الفقراء واللامبالاة بهم، تزايد اللامساواة والتبعية لمصادر طاقة ضارة. وتوقف البابا فرنسيس في رسالته عند الوضع الحالي الصعب ما بين الأزمة الناتجة عن وباء كوفيد 19 والأزمة الاجتماعية البيئية، وأكد أن هذا يضعنا جميعا أمام الاختيار ما بين ما يهم وما لا يهم، بين مواصلة تجاهل معاناة أكثر الأشخاص فَـقرًا وسوء معاملة بيتنا المشترك – الأرض -، أو الالتزام على كافة المستويات من أجل تغيير أسلوب عملنا. ذكَّر البابا من جهة أخرى بالحاجة المُلِحّة إلى عمل مشترك لتفادي الكوارث المنتظرة والتي يتحدث عنها العلماء، ثم تحدث عن الاقتصاد فقال إنه لا يمكنه أن يقتصر على الإنتاج والتوزيع، بل يجب بالضرورة أن يهتم بتأثيره على البيئة وعلى كرامة الأشخاص. يدعو قداسة البابا بالتالي إلى اقتصاد مُبدِع في أساليبه وطرق عمله، كما ويقترح قداسته مسيرة تحوُّل وعمل تهدف إلى أن نبني خلال العقد القادم عالما يمكن فيه الرد على ضروريات الأجيال الحالية بشكل يَشمَلُ الجميع بدون الإضرار بإمكانيات الأجيال القادمة.
هذا ويوجه البابا فرنسيس في رسالته دعوة إلى المؤمنين جميعا، مسيحيين وغير مسيحيين، وإلى جميع الأشخاص ذوي الإرادة الطيبة للسير على هذه الدرب المقترحة انطلاقا من الإيمان أو من النوايا الحسنة. وشدد قداسته على أن كل واحد منا كفرد وكعضو في مجموعة، عائلة، جماعة إيمان، شركة، رابطة، مؤسسة، يمكنه أن يقدم إسهاما هاما. وواصل الأب الأقدس مذكرا بالرسالة العامة “كن مسبَّحًا” وقدم مقترحات محددة، وأولها التشجيع على المستويات كافة لتربية على العناية بالبيت المشترك، وذلك عبر إنماء الوعي بأن المشاكل البيئية ترتبط باحتياجات البشر، تربية تقوم على بيانات علمية ومقاربة أخلاقية.
اقتراح آخر يقدمه الأب الأقدس هو ضمان توفير مياه الشرب والغذاء للجميع، وأكد قداسته على أن الحصول على مياه صالحة للشرب وآمنة هو حق أساسي شامل لا غنى عنه، وذلك لأنه يضمن بقاء الأشخاص على قيد الحياة، ما يجعله شرطا لممارسة جميع الحقوق والمسؤوليات الأخرى. ثم شدد البابا على ضرورة توفير الغذاء المناسب للجميع من خلال أساليب زراعة غير مدمرة، مؤكدا على أن هذا يجب أن يكون الهدف الأساسي لسلسلة إنتاج الغذاء وتوزيعه بكاملها.
ثم كانت الطاقة محور المقترح الثالث للأب الأقدس، حيث تحدث عن استبدال تدريجي، ولكن بدون تباطؤ، للمحروقات الأحفورية بمصادر طاقة نظيفة. وقال البابا في هذا السياق *إن* أمامنا سنوات قليلة حيث يتحدث العلماء بشكل تقريبي عما يقل عن ثلاثين سنة من أجل تقليص كبير لانبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحَراري. وواصل مؤكدا أن مسيرة التحول هذه يجب ان تكون لا فقط سريعة وقادرة على سد الاحتياجات الحالية والمستقبلية للطاقة، بل وأن تكون أيضا متنبهة إلى التأثير على الفقراء والسكان المحليين وعلى العاملين في قطاعات إنتاج الطاقة. ويشدد البابا فرنسيس على ما يصفه بأسلوب لتشجيع هذا التحول، ألا وهو توجيه الشركات نحو الحاجة العاجلة إلى الالتزام من أجل العناية المتكاملة بالبيت المشترك، وذلك من خلال استبعاد الشركات التي لا تحترم معايير الإيكولوجيا المتكاملة (أي العناية بالبيئة في كل أبعادها) من الاستثمارات المقدمة، ومكافأة تلك التي تعمل بشكل ملموس في مرحلة التحول هذه على أن تضع في مركز نشاطها معايير الاستدامة والعدالة الاجتماعية وتعزيز الخير العام.
وفي ختام رسالة الفيديو الموجهة السبت 10 أكتوبر إلى المشاركين في المبادرة الرقمية العالمية حول الأزمة المناخية التي نظمتها شبكة Ted بعنوان Countdown (العد التنازُلي)، أكد قداسة البابا فرنسيس على أن الأرض يجب العمل فيها والعناية بها وحمايتها ولا يمكننا أن نعصرها وكأنها برتقالة، ووصف العناية بالأرض بأنها حقٌّ إنساني. ثم أضاف أنه بإمكان كل واحد منا أن يلعب دورا ثمينا إن أخذنا بالسير على الطريق اليوم، لا غدا، وذلك لأن المستقبل يُبنى اليوم وذلك لا بشكل منفرد بل في جماعة وفي تناغم.