stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس يصلّي من أجل المشرّدين لكي يساعدهم المجتمع وتستقبلهم الكنيسة

631views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

31 مارس 2020

في عظته مترئسًا القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا البابا فرنسيس يرفع صلاته من أجل المشرّدين، ويدعونا لكي نتأمل بيسوع على الصليب، الرب الذي حمل خطايانا ليخلِّصنا

ترأس قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان رفع خلاله الصلاة على نيّة الأشخاص المشرّدين في زمن الكورونا وقال نصلّي اليوم من أجل الأشخاص المشرّدين الذين لا مكان لديهم ليذهبوا إليه لكي يتنبّه لهم رجال ونساء المجتمع ويساعدوهم ولكي تقبلهم الكنيسة.

وإذ توقف في عظته عند القراءات التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من سفر العدد ومن إنجيل القديس يوحنا ذكّر البابا فرنسيس أن يسوع قد جعل من نفسه خطيئة لكي يخلّصنا وجاء إلى العالم لكي يأخذ خطايانا على عاتقه بموته على الصليب، وبالتالي علينا أن نتأمّل يسوع على الصليب ونشكره.

قال الأب الأقدس إن الحيّة بالتأكيد ليست حيوانًا لطيفًا وهي ترتبط دائمًا بالشر. حتى في الوحي الحية هي الحيوان الذي يستعمله الشيطان ليحمل الإنسان على الخطيئة. وفي سفر الرؤيا يُدعى الشيطان الحيّة القديمة التي تلدغ وتسمّم وتدمّر وتقتل، وبالتالي فهو يقترح علينا أمورًا تبدو جميلة فنصدقها ونُخطئ. وهذا ما حصل ما شعب إسرائيل في الصحراء. يقول لنا سفر العدد: “ضَجِرَت نُفوسُ الشَّعبِ في الطَّريق. وتَكَلَّمَ الشَّعبُ على اللهِ وعلى موسى وقالوا: “لِماذا أَصعَدتَنا مِن مِصرَ لِنَموتَ في البَرِّيَّة؟ فإنَّه لَيسَ لَنا خُبزٌ ولا ماءٌ، وقد سَئِمَتْ نُفوسُنا هَذا الطَّعامَ الخَفيف”، فراحوا يتخيّلون يتذكرون الأكل في مصر، ويبدو أن الرب لم يتحمّل موقف الشعب هذا، فغضب وأحيانًا يمكننا أن نرى غضبه… فأَرسَلَ الرَّب على الشَّعبِ حَيَّاتٍ نارِيَّة، فلَدَغَتِ الشَّعب وماتَ قَومٌ كَثيرونَ من إِسْرائيل.

في هذه الحالة تابع البابا فرنسيس يقول الحية هي صورة للشر على الدوام فالشعب قد رأى في الحيّة خطيئته؛ فأَقبَلَ الشَّعبُ على موسى وقالوا: “قد خَطِئنا، إِذ تَكَلَّمْنا على الرَّبَ وعلَيكَ، فادعُ الرَّبَّ أَن يُزيلَ عَنَّا الحَيَّات”، وتابوا… فَتَضَرَّعَ موسى لأَجلِ الشَّعْب. فقالَ الرَّبُّ لِموسى: “اِصنَعْ لَكَ حَيَّةً وارفَعها على سارِية، فكُلّ لَديغٍ يَنظر إِلَيها يَحْيا”. لكن هذا الأمر يجعلني أفكّر: أليست هذه عبادة أصنام؟ إذ هناك الحية، الصنم الذي يعطيني الحياة… إنه أمر يصعب فهمه. لا يمكننا فهمه بحسب المنطق لأنّه نبوءة وإعلان لما سيحدث وهو ما سمعناه في الإنجيل: “متى رَفَعتُمُ ابْنَ الإِنسان عَرَفتُم أَنِّي أَنا هو وأَنِّي لا أَعمَلُ شَيئًا مِن عِندي بل أَقولُ ما علَّمَني الآب.
إِنَّ الَّذي أَرسَلَني هو معي لَم يَترُكْني وَحْدي لأَنِّي أَعمَلُ دائِمًا أَبَدًا ما يُرْضيه”. لقد رُفع يسوع على الصليب وموسى صنع حيّة ورفعها، وبالتالي فإن يسوع سيُرفع، كالحيّة، لكي يعطي الخلاص. لكنَّ نواة هذه النبوءة هو أنّ يسوع قد جعل من نفسه خطيئة من أجلنا، لقد كان بلا خطيئة ولكنّه جعل من نفسه خطيئة كما يقول القديس بطرس في رسالته: “هو الَّذي حَمَلَ خَطايانا في جَسَدِه على الخَشَبة لِكَي نَموتَ عن خَطايانا فنَحْيا لِلبِرّ”. لذلك وعندما ننظر إلى المصلوب لنفكّر بالرب الذي تألّم، وهذا كلّه حقيقي، لقد جعل من نفسه خطيئة، وأخذ خطايانا على عاتقه وأخلى ذاته وواضع نفسه حتى الآن. إن الصليب حقيقي وكان نوعًا من القصاص وكان هناك أيضًا انتقام علماء الشريعة وجميع الذين كانوا يرفضون يسوع وهذا أيضًا حقيقي وصحيح، لكنّ الحقيقة التي تأتي من الله هي أنه جاء إلى العالم لكي يحمل خطايانا في جسده لدرجة أنّه جعل من نفسه خطيئة.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول علينا أن نعتاد على النظر إلى المصلوب في نور هذه الحقيقة، نور الفداء. ففي يسوع الذي جعل من نفسه خطيئة، يمكننا أن نجد انكسار المسيح الذي تألّم ومات وحيدًا متروكًا… وهذا أمر ليس من السهل فهمه، وحتى إن فكرنا فلن نجد أبدًا جوابًا نهائيًّا، لذلك علينا أن نتأمّل به ونرفع إليه صلاتنا ونشكره.

وفي ختام الذبيحة الإلهية وبعد أن منح البركة بالقربان المقدّس دعا البابا فرنسيس المؤمنين اليوم أيضًا ليقوموا بالمناولة الروحية رافعًا هذه الصلاة: يا يسوعي أنا أؤمن بأنّك حاضر حقًّا في سرّ القربان المقدس. أحبُّك فوق كلِّ شيء وأرغب في ان تسكن في نفسي. وإذ لا يمكنني أن أتناولك بشكل أسراري تعال إلى قلبي بشكل روحي؛ ومتى أتيت سأعانقك وأتّحد بك بكلِّيَتي، فلا تسمح أبدًا لشيء بأن يفصلني عنك.