stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس يفتتح أعمال الجمعية الخاصة لسينودس الأساقفة حول منطقة الأمازون

677views

7 أكتوبر 2019

“السينودس هو السير معًا تحت إلهام وإرشاد الروح القدس، لأن الروح القدس هو الرائد الأساسي للسينودس” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته مفتتحًا أعمال الجمعية الخاصة لسينودس الأساقفة حول منطقة الأمازون
افتتح قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين أعمال الجمعية الخاصة لسينودس الأساقفة حول منطقة الأمازون في قاعة السينودس في الفاتيكان وللمناسبة ألقى الأب الأقدس كلمة رحّب بها بالمشاركين في الأعمال وقال يمكننا القول إنَّ السينودس حول منطقة الأمازون يحمل أربعة أبعاد: بعد راعوي وبعد ثقافي وبعد اجتماعي وبعد إيكولوجي. البعد الأوّل وهو البعد الراعوي هو البعد الأساسي والذي يشمل كل شيء.

تابع البابا فرنسيس يقول نحن نقترب بقلب مسيحي ونرى واقع الأمازون بأعين التلميذ لأنّه لا وجود لتفسيرات محايدة وإنما هي تتأثر على الدوام بخيارات مسبقة، وخيارنا المسبق هو خيار التلاميذ والمرسلين أيضًا لأن الروح القدس قد وضع فينا دفع إعلان يسوع المسيح. إعلان نعرف جميعًا أنّه لا ينبغي خلطه أبدًا مع الاقتناص، لكننا نقترب لنقيِّم واقع الأمازون من خلال هذا القلب الراعوي وأعين التلميذ والمرسل لإنَّ إعلان المسيح يحثنا، كذلك نحن نقترب من شعوب منطقة الأمازون برفق محترمين تاريخهم وثقافاتهم وأساليبهم الصالحة في العيش، بالمعنى الاشتقاقي للكلمة وليس بحسب المعنى الاجتماعي الذي نعطيه عادة لهذا التعبير، لأن جميع الشعوب تملك كيانًا خاصًا وجميع الشعوب تملك حكمة خاصة وإدراكًا ,اسلوبًا في رؤية الواقع وتاريخًا وتتوق لتكون رائدة لهذا التاريخ بحسب صفاتها وميزاتها. ونحن نقترب بعيدين عن الاستعمارات الإيديولوجية التي تدمّر أو تخفف من ميزة وخصوصية هذه الشعوب في زمن أصبحت فيه هذه الاستعمارات الإيديولوجية أمرًا طبيعيًّا. كذلك نحن نقترب بدون أية رغبة إدارية في أن نقدّم برامج جاهزة “لتنظيم” شعوب الأمازون أو لتنظيم تاريخها وثقافاتها، أو أيّة رغبة في السيطرة على الشعوب الأصلية.

أضاف الحبر الأعظم يقول عندما نسيت الكنيسة هذا الأمر وكيف ينبغي عليها أن تقترب من شعب لم تنثقف لا بل توصّلت إلى احتقار بعض الشعوب مسببتًا العديد من الكوارث لا زلنا نتذمّر منها اليوم. لنفكّر في دي نوبيلي في الهند وريتشي في الصين والعديد غيرهم. إن المحورية المطابقة لم تسمح لأصالة وحقيقة ثقافة الشعوب بالظهور. الإيديولوجيات هي سلاح خطير، وغالبًا من نتوق لتفسير شعب ما في ضوء إيديولوجية معيّنة. إن الإيديولوجيات تنقّص وتحمل إلى المبالغة في ادعاءاتنا بأن نفهم فكريًّا ولكن بدون أن نقبل، بأن نفهم بدون أن نتأمّل، وأن نفهم بدون أن نأخذ على عاتقنا، وبالتالي ننال هكذا الحقيقة في فئات، والأكثر انتشارًا هي فئات “النماذج والمناهج”، وبالتالي عندم يُطلب منا الاقتراب من واقع إحدى هذه الشعوب نصفها بالشعوب الأصليّة، وعندما نريد أن نساعدها لكي تعيش بشكل أفضل لا نسألها بل نتحدّث عن تطوّر، جميعها نماذج تعيد تنظيم الحياة من وجهة نظر افتراضيّة.

تابع الحبر الأعظم يقول إنها شعارات بدأت تتجذّر وتنظّم الاقتراب من الشعوب الأصليّة. فعلى سبيل المثال سبّب شعار “حضارات ووحشيّة” في بلدي الانقسام والإبادة، وقد بلغ ذروته مع نهاية الثمانينات في القضاء على معظم الشعوب الأصليّة لأنّهم كانوا متوحّشين والحضارة كانت آتية من جهة أخرى. هذا هو احتقار الشعوب هذه هي الخبرة في أرضي، وهذا الـشعار “حضارات ووحشيّة” الذي سبب بالقضاء على شعوب لا يزال قائمًا في بلدي من خلال كلمات عدائيّة وبالتالي يتمُّ التحدث عن حضارات من درجة ثانية فنبتعد هكذا عن واقع شعب ما إذ نصنّفه ونضع المسافات بيننا وبينه. وبالتالي نواجه خطر أن نقترح معايير براغماتيّة فيما يُطلب منا تأملاً تجاه هذه الشعوب وقدرة على الإعجاب يولدان فينا فكرًا نموذجيًّا.

لذلك أضاف البابا إن كان أحد قد أتى بنوايا براغماتية ليتلو “فعل الندامة” وليتب وليفتح قلبه على وجهة نظر نموذجيّة تولد من واقع وحقيقة هذه الشعوب. لم نأتِ إلى هنا لكي نخترع برامج تنمية اجتماعية أو برامج حفاظ على ثقافات كما ولو كنا في متحف أو أعمالا راعوية بنفس الأسلوب اللا-تأمّلي الذي يتمُّ من خلاله المضي قدمًا بأعمال أخرى معاكسة: إزالة الغابات، التطابق والاستغلال هؤلاء أيضًا يقدمون برامج لا تحترم جمال وواقع هذه الشعوب. كذلك علينا أن نتنبّه من روح العالم الذي يتسرّب على الدوام ويجعلنا نبتعد عن جمال هذه الشعوب.

تابع الأب الأقدس يقول لقد جئنا لكي نتأمّل ونفهم ونخدم هذه الشعوب؛ وسنقوم بذلك من خلال مسيرة سينودسية وفي السينودس وليس على طاولة مستديرة أو في محاضرات ونقاشات أخرى سنقوم بذلك في السينودس لأنَّ السينودس ليس برلمانًا وكذلك ليس السينودس أن نظهر من هو الذي يملك سلطة أكبر على الإعلام ومن يملك سلطة بين الشبكات لكي يفرض فكرة ما أو مخططًا ما. السينودس هو السير معًا تحت إلهام وإرشاد الروح القدس، لأن الروح القدس هو الرائد الأساسي للسينودس فلا نطردنَّه من فضلكم من القاعة. لقد قمتم باستعلامات وناقشتموها في المجالس الأسقفية، وفي المجلس ما قبل السينودس تمّت صياغة وثيقة أداة العمل التي وكما تعلمون هي وثيقة شهيدة مصيرها الانحلال لأنَّ فيها نجد نقطة الإنطلاق لما سيفعله الروح القدس فينا ولذلك ومنذ الآن نحن نسير تحت إرشاد الروح القدس وعلينا أن نسمح له أن يعبّر عن نفسه في هذه الجمعية وأن يعبّر من خلالنا وبيننا وأن يعبّر رغمًا عنا وبالرغم من مقاومتنا التي هي أمر طبيعي في حياة المسيحي.

أضاف الحبر الأعظم يقول وبالتالي ماذا سيكون عملنا هنا لكي نؤمِّن أنَّ حضور الروح القدس هذا خصبًا. أولاً علينا أن نصلّي. أسألكم أيها الإخوة أن نصلّي كثيرًا، وأن نتأمّل ونتحاور ونصغي بتواضع مدركين أن لا أحد منا يعرف كلَّ شيء. وأن نتحدّث بشجاعة وصدق حتى وإن أحرجنا هذا الأمر وأن نقول ما نشعر به ونميّز كل شيء هنا في الداخل محافظين على روح الأخوّة. في الختام، إن المشاركة في السينودس هي أن نتشجّع للدخول في عمليّة، وليست مجرّد شغر فسحة في هذه القاعة. إنه دخول في عمليّة والعمليات الكنسيّة لها حاجاتها ينبغي علينا أن نحرسها ونعتني بها ونرافقها منذ بداياتها. ينبغي العناية بها بلطف لأنها بحاجة لدفء الجماعة ولدفء الأم الكنيسة. هكذا تنمو العمليّة الكنسية. لذلك من المهم التحلّي بالاحترام والحفاظ على جوٍّ من الأخوّة والثقة، متحلّين بالفطنة في نقل المعلومات إلى الخارج.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول يمكن تدمير عمليّة كالسينودس عندما ولدى خروجي من القاعة أقول ما أفكر به وأقول رأيي وبالتالي يبدو وكأن هناك سينودسان: سينودس في الداخل وسينودس في الخارج. وفيما يتابع سينودس الداخل مسيرة الأم الكنيسة يحرّك السينودس الخارجي سوء تفاهم بسبب استخفاف أو غياب فطنة في إعطاء معلومة ما. أشكركم على كل ما تقومون به واشكركم على صلاتكم من أجل بعضكم البعض! تشجّعوا ومن فضلكم لا نفقدنَّ روح المرح والفكاهة.

نقلا عن الفاتيكان نيوز