stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعوية

البابا يوحنا بولس الثاني والحياة الكهنوتية

1.4kviews

download (89)البابا يوحنا بولس الثاني والحياة الكهنوتية- إرشاد رسولي “أعطيكم رعاة”-المطران/ يوسف ضرغام مطران الموارنة بمصر

ظهر هذا الإرشاد سنة 1992 كملحق بمجمع الأساقفة حول “تنشئة الكهنة في الظروف الراهنة” 1990. ولم يكن هذا المجمع فتحاً جديداً في تعليم الكنيسة بخصوص موضوع الكهنة وتنشئتهم وحياتهم. فالمراجع لدرس هذا الموضوع متعددة ومن أهمها ما جاء في المجمع الفاتيكاني في الدستور المجمعي “نور الأمم” الذي يخصّص صفحات للكهنة. كذلك في وثيقة ثمينة جداً انبثقت من سينودس الأساقفة عام 1970 التي هي بمثابة دستور كامل لتنشئة الإكليريكي ثم الكاهن بوجه العموم… يقسم الإرشاد الرسولي “أعطيكم رعاة” إلى ستة فصول:

1- الفصل الأول: “مأخوذون من بين الناس” 

يتكلم على تحديات العصر وصعوبات الرسالة وأهمية التنشئة ابتداء من التمييز الإنجيلي. وهو ما ينطلق من الرسالة إلى العبرانيين “كل حبر يؤخذ من بين الناس ويقام لدى الله من أجل الناس” (5/1). ثم يحلّل الوضع الحالي من أوضاع اجتماعية وحضارية وكنسية. ترى الرسالة أن هناك “وعياً لدى الإنسان المعاصر للكرامة الإنسانية وتقبلاً جديداً للقيم الدينية والإنجيل والخدمة الكهنوتية” وقوفاً إلى العدالة والسلام واحترام الطبيعة والتزماً بقضايا التضامن الدولي…

كما إن هناك انتشاراً أوسع لمعرفة الكتب المقدسة وثوقاً أعمق لعلاقة حميمة بالله… لكن الصعوبات تتمثّل في فلسفة عقلانية ترفض الوحي والسمو الإلهي، ودفاع عن الذاتية والهروب من المسؤوليات للتمتّع الأناني بملذات الحياة ونوع من الإلحاد العملي يجعل من الإنسان قطب جميع المصالح. وهناك أيضاً التفسخ العائلي وضياع معنى العلاقة الجنسية وانحرافها والجهل الديني الخ… كل هذا يكوّن عقبات في سبيل تفتّح الدعوات لدى الشبان. أضف إلى كل هذه المغريات الفهم الخاطئ للحرية الذي يقود إلى الانحلال الأخلاقي وإلى احتقار القيم الموروثة. كلها صعوبات تقف حاجزاً في وجه الدعوة إلى السمو والحياة المسيحية الحقة وبالأحرى إلى الدعوة الكهنوتية التي هي تكريس تام للخدمة المجانية. لكن كل هذا لم يمنع بعض الشبان من البحث عن الحرية الحقة والالتزام في خدمة الإخوة والتطوّع في الجماعات الشبابية للخدمة والصلاة والتأمل وقراءة الكتب الدينية…

هناك إذاً عقبات وآمال، هناك الوجه السلبي للحياة المعاصرة ولكن هناك أيضاً الوجه الإيجابي الذي ينبغي أن نكتفي منه ونربي النشء على التمييز الإنجيلي، أي تأويل الأوضاع على نور الإنجيل وبهدي من الروح القدس الذي لا يزال يعمل في العالم تماماً كما كان في بدء الخليقة.

2- الفصل الثاني: “مسحنى وأرسلني لأبشر” (لو 4/18)

يبدأ هذا الفصل بمقطع في نبوءة الشعب ترد في إنجيل لوقا “روح الرب نازل عليّ لأنه مسحني لأبشر الفقراء… فأخذ يقول لهم: اليوم تمّت هذه الآية” (لو 4/18-21). الكلام يعني المسيح الكاهن والنبي والملك. فالكهنوت الرعوي هو اشتراك في كهنوت يسوع ذاته. فهو دعوة ورسالة، ينبع من سر الثالوث الأقدس. وهذه الهوية تتجلى ضمن الكنيسة حيث يندمج الكاهن سرياً في الشركة مع الأسقف وسائر الكهنة لأجل خدمة شعب الله. والكنيسة متصلة جوهرياً بيسوع المسيح كونها ملكه وجسده وعروسه. وهي الآية لحضوره الدائم وعمله في الكون. فالمسيح يسوع هو الكاهن الأعظم والأوحد للعهد الجديد لذا فالكهنوت الرعوي لا يتم إلا بارتباطه بيسوع، الرأس والراعي. ويسوع الإنسان هو ابن الله الوحيد في الوقت عينه، فهو إذن الوسيط الوحيد بين الله والناس. وهو الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن خرافه. وهو في ذبيحة الصليب يوفر لتلاميذه الكرامة والرسالة التي يتميّز بها كهنة العهد الجديد. وهو الذي دعا رسله وأقامهم لخدمة الكهنوت العام وفوّض إليهم سلطاناً به يشفون الأمراض ويطردون الشياطين. 

وخصب هذه الرسالة يظهره اتحاد الرسل بيسوع واتحادهم ببعضهم البعض وبالآب، فالكهنة مدعوون أن يكونوا امتداداً لحضور المسيح متشبهين به في حياتهم وعلاقتهم بالآب وبالناس. فهم إنما يتكرسون لخدمة الكنيسة والعالم. والكاهن هو خادم المسيح الحاضر في الكنيسة كونها سر وشركة ورسالة. إذ قد اشترك في مسحة المسيح ورسالته. لذا فخدمة الكاهن لا تتحقق إلا بمقدار ما يكون متحداً بالمسيح في الكنيسة التي يرأسها الأسقف وبإخوته الكهنة. والموهبة التي نالها بالمسحة ووضع اليد تؤهله لرسالة خلاص شاملة تمتد حتى أقاصي الأرض.

3- الفصل الثالث: “روح الرب عليّ”

حياة الكاهن الروحية لعل هذا الفصل من أهم فصول الإرشاد. روح الرب على شعب الله وعلى مسيحه. فالكاهن ليس فقط تعمّد وقبل بذلك الدعوة المسيحية والمسحة الكهنوتية التي ينالها كل مسيحي. بل يجعلهم سر الكهنوت على مثال المسيح بطريقة خاصة جديدة ليكونوا أدوات حية بيد المسيح الكاهن الأزلي لكي يواصلوا عمل التقديس العجيب. وهذه المهمة تفرض عليهم نهجاً حياتياً خاصاً وقداسة بدونها لا تستمر نعمة الكهنوت في حياتهم. بالتكريس يصبح الكاهن شبيهاً بيسوع المسيح بصفته رأس الكنيسة وراعيها ويتلقى موهبة تشركه في السلطة التي بها يسوس يسوع المسيح بروحه”.

رئاسة المسيح للكنيسة تتجسّد في الخدمة على حدّ قول السيد المسيح: 

“إن ابن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم ويفدي نفسه جماعة الناس” (مر 10/45) وهذه الخدمة بلغت ذروتها على الصليب ببذل ذاته. حياة الكاهن الروحية يجب أن يحيها هذا النمط من السلطة أي الخدمة المبذولة للكنيسة. خدمة الكاهن يجب أن تكون حرّة صادرة عن …. في سبيل الله. على مثال يسوع: الكاهن راعي النفوس، نفوس ليس فقط المعمدين بل نفوس جميع الناس. فيسوع هو الراعي وعمل رعايته يستمر في الكنيسة بواسطة كهنته. وهذه الرعاية تفرض المحبة الراعوية التي تحرّك الكاهن وتوجّه رسالته، فهي هبة مجانية من قبل الروح القدس وهي التزام ودعوة إلى جواب حر ومسئول من قبل الكاهن. وقوام هذه المحبة هو بذل الذات بذلاً كاملاً للكنيسة. هذه الحياة المبذولة تفرض على الكاهن أن يبقى على صلة بالثالوث الأقدس بالصلاة والتأمل وممارسة الأسرار وبخاصة الإفخارستيا والتوبة. وتجد هذه المحبة عبادتها الكاملة وغذائها في الإفخارستيا التي توحّد الكاهن بالله وبأسقفه وسائر أعضاء الجسم اللاهوتي وبالكنيسة والعالم.

والحياة الروحية هي ممارسة الخدمة الكهنوتية. فالرسامة هدفها الرسالة، الذهاب إلى الآخرين لأجل تقديسهم وبهذا التقديس يجد الكاهن عنصرا أساسياً جوهرياً لتقديس ذاته. فهو يقدّس ذاته عندما يقدّس الآخرين. 

يقول المجمع الفاتيكاني الثاني بهذا الصدد: “بممارسة خدمة الروح والبر، يتأمّل الكهنة في الحياة الروحية شرط أن يتقبلوا روح المسيح الذي يؤتيهم الحياة ويقودهم. وإن ما يوجّه حياتهم صوب الكمال إنما هو عملهم الليتورجي كل يوم وخدمتهم بأسرها يضطلعون بها بالشركة مع الأسقف والكهنة. وإلى ذلك فإن قداسة الكهنة رمز جوهري يُخصب الخدمة التي يقومون بها” . فإذا أراد الكاهن أن ينمّي حياته الروحية في إطار الخدمة الكهنوتية، عليه أن يجدّد دوماً يقينه بأنّه خادم يسوع المسيح نتيجة تكرّسه الكهنوتي وتشبّهه بالمسيح رأس الكنيسة وراعيها. وقداسة الكاهن أساسية لإخصاب رسالته وإن كانت نعمة الله تعمل في النفوس بواسطة خدّام غير أهل. 

قبل أن يسلّم السيد المسيح رعاية الكنيسة لبطرس، سأله ثلاث مرات: “أتحبني؟” من المعلوم أنه كلما ازداد حبنا ليسوع ازداد أيضاً حبنا للكنيسة، وازداد خصب هذا الحب في النفوس الموكولة إلينا. يقول القديس أغسطينوس: “ألا فليعضدنا الرب لنتمكّن من أن نموت في سبيلكم إما بالجسد وإما بالقلب”. والكاهن هو قبل كل شيء خادم كلمة الله ومدعو للتبشير بالإنجيل وبدعوة الناس إلى طاعة الإيمان والتعمّق في معرفة سرّ الله والاشتراك فيه. وهو مدعو خاصة إلى أن يعيش ويُظهر الوحدة العميقة بين ممارسة خدمته وحياته الروحيّة عندما يحتفل بالأسرار وليتورجية الساعات… لأن الإفخارستيا تحوي كل كنز الكنيسة الروحي أي المسيح نفسه… والكاهن مدعو إلى إحياء الجماعة الكنسية وقيادتها فيجمع أسرة الله جماعة أخوية بنفس واحدة ويقودها بالمسيح في الروح القدس إلى الله الآب. وكل هذا يتطلب من الكاهن صفات وفضائل كالقوة والنبل والأمانة والثبات والفطنة ورحابة الصدر ودماثة الأخلاق والحزم والتنزّه عن الاعتبارات الذاتية والمصالح الشخصية وطول الأناة والثقة بعمل النعمة الخفية التي تتجلّى عند البسطاء والفقراء… قداسة يفيضها الروح القدس على الكاهن الذي تجاوب مع نعمة الله في كل هذه المواهب. ويشدّد النص على المشورات الإنجيلية المعروفة: الطاعة والعفة والفقر. ويتبسط في شرح كل مشورة منها. ويختتم التأمل بالتشديد على عمل الروح في حياة الكاهن.

4- الفصل الرابع: “تعالوا وانظروا”

“تعاليا وانظرا” (يو 1/19) أساس كل دعوة مسيحية اختيار إلهي أزلي “ذلك بأنّه اختارنا قبل إنشاء العالم لنكون عنده قديسين…” (أف 1/3-5) لكن هذه الدعوة لا تعطى خارج الكنيسة التي هي مدعوة أيضاً وهي أم الدعوات إذ كل دعوة هي خدمة للكنيسة غايتها بناء الكنيسة ونمو ملكوت الله في الأرض. فعلى الأسقف أن يفحص الدعوة وأهلية المرشح ثم يعلنها. وكل دعوة هي حوار يبدأ به الله ويطلب الجواب من الإنسان: هنا تلتقي محبة الله وحرية الإنسان ومسؤوليته: “ودعا الذين أرادهم فأقبلوا إليه” (مر 3/13). “اتبعاني أجعلكما صيادي بشر.. فتركا الشباك وتبعاه” (مت 4/19-20) قصة الشاب الغني الذي سمع الدعوة لكنه لم يقبلها تبيّن إلى أي حدّ يسوع يحترم حرية المدعو وكيف إن الإنسان يرفض الطاعة لصوت الله لسبب من الأسباب: “لأنه كان ذا مال كثير” (مر 10/22). فهناك إذن صعوبات ومعوّقات قد تكون اقتصادية، عاطفية، اجتماعية الخ… والكنيسة مدعوة ليس فقط للتعرّف على الدعوات والمصادقة عليها، بل أيضاً للاهتمام بها ورعايتها. وهذا هو هدف المدارس الإكليريكية حيث فريق من الكهنة والعلمانيين يرافقون المدعو ويوجهونه ويربون فيه بزار الدعوة الذي هو نعمة الله أفيضت في ضميره؛ يدربونه على الصلاة الشخصية والليتورجية. يربون لديه حب القريب والعطاء والتواضع وسائر الفضائل التي ذكرناها سالفاً. وفي الإكليريكيات كهنة تخصصوا بالإرشاد الروحي ومرافقة المدعوين ومساندتهم وحل مشاكلهم كما عليهم أن يكونوا لهم المثال الذي يجب أن يقتدي به كل مدعو إذ شهادة الحياة هي من إحدى طرق التحبب بالدعوة. وهنا لابد من تذكير الرعية والعائلة والمحيط المسيحي بواجباته نحو الشخص المدعو إذ كلنا مدعوون لذلك. الكنيسة توقظ الدعوات وتنضجها وترافقها لأنه حينما قلت الدعوات، وبالتالي عدد الكهنة، فالكنيسة صائرة إلى الضعف وقد يكون إلى الموت. 

5- الفصل الخامس: “أقام منهم اثني عشر يصحبونه” 

تنشئة المرشحين للكهنوت

“صعد الجبل ودعا الذين أرادهم فأقبلوا إليه، فأقام منهم اثني عشر يصحبونه فيرسلهم يبشرون ولهم سلطان يطردون به الشياطين” (مر 3/13-15). يفرض السيد المسيح على رسله زمن تنشئة يمثّل بينه وبينهم أوامر شركة وصداقة عميقة ويخصّهم بتثقيف ديني ملائم ويجعلهم شهود صلاته الصامتة إلى الله أبيه (يو 17/1-26- لو 22/39-45). هذه الرسالة تعالج مختلف نواحي التنشئة في أبعادها الإنسانية والروحية والفكرية والراعوية… إذ الكاهن مدعو إلى أن يكون صورة حيّة ليسوع المسيح، رأس الكنيسة وعليه أن يسعى ليعكس في ذاته، قدر المستطاع، الكمال البشري الذي تلألأ في ابن الله المتأنس… فهو بحاجة إلى صفات بشرية ضرورية للرسالة منها الاتزان والحرية وإمكانية حمل المسؤوليات. من هنا أهمية حب الحقيقة والنـزاهة واحترام كل إنسان… وهناك الناحية العاطفية التي لا تقلّ أهمية عن سواها: أي التنشئة على الحب الحقيقي ومكانته في الحياة. كما إن التنشئة الروحية ترتكز على الاتحاد بالله والبحث عن المسيح. وهذه التنشئة هي العنصر الأهمّ في التربية الكهنوتية. فالكاهن، الذي هو إنسان المحبة، يغرف المحبة من بحر حب الله لنا في المسيح يسوع.

أمّا التنشئة الفكرية فتقوم على فهم الإيمان حيث يشترك المدعو في نور العقل الإلهي ويسعى لاكتساب حكمة تشدّه إلى معرفة الله والتعلّق به… والدروس الفلسفية تخلق فيه حب الحقيقة التي هي الله بالذات “أنا الحق”. واللاهوتي هو رجل إيمان ولكنه يبحث ويتساءل لكي يتوصّل إلى فهم أعمق لإيمانه الذي يخلق بينه وبين الرب يسوع علاقة شخصية أكثر رسوخاً واستسلاماً لمشيئته. والفكر اللاهوتي يتجه إلى درس “كلام الله” في الكتاب المقدس كما يتجه أيضاً إلى درس العلوم الإنسانية التي تساعده على فهم الإنسان ومشاكله ومتطلباته… ثم تأتي التنشئة الراعوية أي ممارسة محبة يسوع الراعي الصالح تجاه الرعية. فالكاهن هو خادم للنفوس على مثال يسوع الكاهن والراعي. يعي الكاهن أن الكنيسة سر عمل إلهي هو ثمرة الروح القدس وعلامة نعمة المسيح الفاعلة وحضور الثالوث في الجماعة المسيحية، فيعرف إن خدمته هي خدمة العبد البطّال (لو 17/10) الذي لا ينتظر مكافأة من الناس.

6- الفصل السادس: التنشئة الدائمة للكهنة “استحلفك أن تزكي الهبة التي جعلها الله فيك” (2طيم 1/6)

على الكاهن أن ينمو في الاتحاد بالمسيح بالصلاة والأسرار وقراءة الكلمة… كما عليه أن ينمّي البعد الإنساني بالعيش مع الآخرين بالمحبة والخدمة والإرشاد ومقاسمتهم همومهم وشجونهم بتواضع وروح أخوّة صادقة. تنشئة الكاهن الدائمة تساعده على أن يظلّ بتوافق مع يسوع الراعي الصالح. فينمو في الإيمان ويعي حقيقة هويته كاملة فينضج كل يوم أكثر فأكثر إنسانياً وروحياً وراعوياً. يفهم أنّه عضو في جسد، أخ بين إخوة، مسئول عن حياة الجسد كله. كما أنه بنوع خاص عضو في كنيسة محلية، متحد بأسقف وبإخوة كهنة يعمل معهم بمحبة ولا يستسلم للوحدة والعزلة التي تولّد الكآبة والمصاعب. فالحياة الجماعية تساعد على الخروج من الذات وصرف القوى في خدمة الآخرين. هذا التثقيف المستمر يجب أن يتبع الكاهن في سائر أطوار حياته حتى شيخوخته فيشعر إنه لا يزال نافعاً للكنيسة وإن حياته لم تفقد معناها مع ضعف قواه.

خاتمة:

“أعطيكم رعاة بحسب قلبي” (إر 3/15) نداء إلى الكهنة ليظلّوا أمناء على الوديعة؛ وإلى الشبان لينصتوا إلى صوت الروح يجلجل في أعماقهم؛ وإلى الأسر ليقدموا للرب بسخاء أبناءهم الذين هم عطية من الله للعالم. ونختتم بكلام القديس بولس، هذا الراعي الغيور: “أتمنى لكم جميعاً أن تجدّدوا كل يوم هبة الله التي أفيضت عليكم بوضع اليد” (2طيم 1/6).