stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكنيسة الكاثوليكية بمصركنيسة الكلدان الكاثوليك

البطريرك ساكو لكهنة بغداد: بالصلاة والأمل والثقة نواجه التحديات، وليس بالخوف والقلق والإحباط

866views

13 أبريل – نيسان 2019

اعلام البطريركية

 

نظمت الابرشية البطريركية رياضة روحية لكهنة بغداد يوم السبت 13 أبريل – نيسان 2019 استعدادا للأسبوع المقدس في مقر البطريركية الكلدانية بمشاركة غبطة ابينا البطريرك مار لويس روفائيل ساكو والسادة الاساقفة المعاونين: مار شليمون وردوني، مار باسيليوس يلدو ومار روبرت جرجيس وكل كهنة بغداد.

بدأت الرياضة الروحية بصلاة افتتاحية للمطران وردوني ومن ثم تأمل بسيط في محطات الاسبوع المقدس للمطران روبرت، ثم الارشاد الروحي لأبينا البطريرك وبعده ناقش الاباء نقاط مهمة حول الارشاد. ثم  استعرض المطران يلدو التحديات التي يواجهها الكاهن في خدمته الراعوية، اعقبها رتبة الاعترافات ومن ثم الصلاة الختامية للاب نوئيل فرمان.

 واليكم نص ارشاد غبطة البطريرك ساكو:

من دواعي سروري أن أبدأ معكم هذه الرياضة الروحية، كمدخلٍ الى الأسبوع المقدس، وبمعية معاونيَّ الثلاثة الاجلاء. هذه الرياضة فرصة لكي نستعد سويةً لاستقبال عيد القيامة: في التفكير معاً، ومراجعة ذواتنا، ومواجهة  التحديات والمستقبل،  بالصلاة والأمل والفرح، وليس بالخوف  والقلق والإحباط. ان ظاهرة الانتقادات صارت رائجةً، وغدت مجرد متعة لمزاوليها. فالبعض من رعايانا يكتبون انهم غير راضين عن كهنتهم، لعدم كفاءتهم في القيادة الإدارية والراعوية، وآخرون منزعجون من اساقفتهم، وحتى من البطريرك والبابا. والبعض منهم، مهمها فعلنا  تجدهم لنا بالمرصاد، لكننا نقول لهؤلاء: ينبغي توَخّي الدقة والانصاف وعدم التعميم.

لا ننكر اننا بشر ضعفاء، ولا ندعي الكمال، وطبيعيُّ  ان تصدر منا بعض الأخطاء،  لكننا بكل تواضع  عندما تحصل،  نطلب الصفح عنها!  أتمنى ان تكون لدى الاخرين الشجاعة نفسها التي لدى الكنيسة في الاعتراف بالأخطاء! هذه العيوب لا تستدعي كل هذه الانتقادات الجارحة، ونأمل ألاَّ  تؤثر سلبياً على علاقة المؤمنين بالكنيسة. فمهما كانت عيوبنا، تبقى الكنيسة أداةَ الله لخلاص الناس. ان قوة الكنيسة هي في اعلان البشرى، والاعتراف بالأخطاء عندما تحصل، ومواجهتها بصراحة وعدم التستر عليه. هذه الحقيقة تعبير عن الاحترام والشجاعة، وتساعد على اتخاذ الوسائل  الناجعة للإصلاح. هذا ما يؤكد عليه البابا فرنسيس باستمرار، ويطالب الأساقفة بان يحذوا حذوه. لا خوف على مستقبل الكنيسة،  لان يقيناً “ابواب الجحيم لن تقوى عليها” (متى 16/ 18). وما دام المسيح  هو مؤسّسها، وحاضر فيها فهو يحميها. تأسيس المسيح للكنيسة، يعني أنها “جسم حي” بالمؤمنين الذين يعبدون الله “بالروح والحق” (يوحنا 4/16)، ويخدمون إخوتهم بمحبة، وتجرد وسخاء.  ان كنيستنا الكلدانية اليوم هي ’كنيسة الشهداء”كما كانت في القرون الأولى فهي شاهدة للإيمان الحيّ.  وهذا الاسبوع زمن جميل لكي نتقدم معا بعزم في وحدتنا وسعينا لأجل السلام في عالمنا.

من المؤكد ان الكنيسة بحاجة ماسة إلى المزيد من الكهنة الطيبين، رجال الصلاة، والقيادة والحكمة والشجاعة، والمحبة والخدمة والتضحية والرؤى المعمقة. اشخاص يفهمون المتغيرات الثقافية والاجتماعية والسياسية والتحديات الحالية، ويعيشون كهنوتهم بقناعة وتفانٍ ووفاء وابداع وفرح، وليس بتذمر وفتور ورتابة. التنشئة تتم في الجماعة، ان كانت العائلة او الجماعة الكنسية ومن نعيش معهم هم سيقولون لنا من نحن!

الكنيسة منذ الفي سنة تواصل رسالتها بهمّة، وغالبا ما يكون ذلك عكس التيار السائد، مستمدةً قوتها من نِعم الرب، التي تعمل من خلال  خدامٍ  مثلنا. لذا نحن مدعوون الى تقديس الكنيسة، لكن علينا البدء بأنفسنا.

علينا أن نعمل بشغف وتواضع وإخلاص لكي يشع نور يسوع المسيح على كل ما نقوم به في خدمتنا اليومية.  وبكوننا نعيش في مجتمع مسلم 95 % ثمة سؤال يطرح علينا يوميا وهو: كيف نشهد لهم لمحبة المسيح الشاملة؟

فالكنيسة ام ومعلمة Mater et Magister تستقبل الناس، وتذهب ايضا اليهم وتبشرهم بإنجيل الفرح. انها تحترم حرية الانسان باختيار قناعاته الايمانية، ولا ينبغي ان تلتجيء الكنيسة الى اقتناص الناس اليها (proselytism)، أي شراءهم.

ويقودني هذا ببساطة إلى نقطة مهمة في وضعنا العراقي والمشرقي الحالي المعقد والمرتبك، وهي أن المسيح يوصينا مراراً وتكراراً بعدم الخوف. ولقد وجه توبيخاً شديداً الى  التلاميذ وهم خائفون  في المركب، وسط البحر الهائج بأمواجه قائلا : “لماذا أنتم خائفون، يا قليلي الايمان؟” (متى 8/26). واليوم وقد أصبحنا في العراق والمشرق العربي  “قلة باقية”  فيشجعنا قائلا: “لا تخف أيها القطيع الصغير” (لوقا 12/32).

وهنا اسأل ما وقع هذا الكلام علينا، ونحن على أبواب الاحتفال بعيد القيامة؟  ألا يعبِّر هذا الخوف والقلق عن أزمة إيمان وثقة؟ هل نحن بالفعل نؤمن بيسوع المسيح؟ وهل نجسد أجابتنا في كل ما نفعله على  هذا السؤال ؟ هل نعي ما ُنصليه؟ إذا كانت حياتنا ترتكز حقاً على إيماننا بالمسيح، فذلك يدعونا إلى الأمل- الرجاء، وليس الى الخوف. لأن الأمل يعتمد على الإيمان، ومن دونه، يعدُّ “الأمل” مجرد كلمة جوفاء.  اننا نأمل، لأن الله يحبنا كأبناء، ويشاركنا في حياتنا بعمق. هذا هو هدف التجسد؟ وهذا يحررنا من الشؤم واليأس مهما كانت ظروفنا قاسية.  صحيح ان الالم والتعب يحل فينا، لكن لا ينبغي ان  يستنفد حماسنا، ولا ان يضعف المُ كنيستنا تمسكنا بهويتنا وتجذرنا  بارضنا والتزامنا بوطننا. لنتذكر قول الرب لبولس: ” حسبك نعمتي فأن القدرة تبلغ في الضعف” ( 2كور 12: 9). إن سرّ المسيح الفصحي ليس “بسيطاً” بل  هو على حدّ قول الانجيل، “الباب الضيق”  (متى 7/13 )، أي انه مشروح متطلب جدا!

وامام الفقر الفكري المذهل وتراجع الروحية عند معظم مؤسساتنا،  بسبب تدني المجهود الثقافي والروحي أمام سهولة الحصول على المعلومة، عبر وسائل “التواصل الاجتماعي” وبسبب الظروف المتسارعة، أحثّكم على الدراسة المعمقة في تقليد الكنيسة الروحي واللاهوتي والليتورجي، بعقل نقدي سليم، يحلَّل ويغربل ويُخرج الجيد والملائم لنا. فقوة الإنجيل نكتشفها أكثرعندما نقرأ  كلمات يسوع، ونفهم شهادة حياته بشكل اعمق.

أدعوكم يا أحبّائي، الى قراءة نصوص الآلام وترائيات القيامة، خلال هذا الأسبوع المقدس،  فبذلك نستطيع  ان نفهم الأمور بشكل افضل وأوضح  واعمق.

وبهذه المناسبة لنجدد ثقتنا بالمسيح ورجاءنا وشركتنا ووحدتنا،  وليهتف  لسان حالنا بصوت واحد: “المسيح قام من بين الأموات هللويا”.

وفي الختام، أنني اعهدكم واعهد كنيستنا المتألمة  إلى أمنا العذراء مريم.

نقلا عن موقع بطريركية بابل للكلدان