stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

الحجر الذى رزله البناؤون صار رأسًا للزاوية -الأب وليم سيدهم

936views

الحجر الذى رزله البناؤون صار رأسًا للزاوية

نعم، الحجر الذى رزله البناؤون صار رأسًا للزاوية، إن حضور يسوع بالجسد بصفته ابن الله وكلمته ‏الخلاقة أدهش الفريسيين وجعلهم في حيرة شديدة من أمرهم، لقد كانت صورة الله لديهم هي “الجبروت” و ‏‏”السلطان” والمنتقم من الأعداء والصارم والقاس أما يسوع فلا هيئة له ولا بهاء فقرروا أنه ليس هو المسيح ‏المنتظر.‏
إلا أن صورة العبد المتألم التى جاءت في نبوات أشعيا لم تكن ذات شأن عندهم، صورة الابن المطيع لأبيه ‏حتى الموت لم تكن حاضرة في ذهنهم وأهملوها وتغاضوا عنها واحتقروها. لقد انتقوا صورة الله الجبار، ولم ‏يُعد المتواضع والتجرد من السلطان الالهى، الوداعة، والتقرب من الإنسان الضعيف داخلة في صورة الله ‏لديهم.‏
لقد تشتت أفكارهم ووقعوا في فخ الكبرياء الذي يرفض أي شيء من خارج عقولهم التى أغلقت بالضبة ‏والمفتاح على كل فكر يخالف رؤيتهم حتى لو كان الله نفسه الذي يستمدون منه شرعية وجودهم.‏
ورغم التفسيرات والإشارات التى أتى بها يسوع ليقنعهم أن الله اتخذ استراتيجية جديدة ليخاطب بها البشر ألا ‏وهي تجسد الابن وتضامنه الوجودى مع الانسان، مازال الفريسيون ينكرون على الله قدرته على الحوار ‏الخلاق مع البشرية واعتبروا أنفسهم ألهة من دون الله.‏
لذا سقط سعيهُم ورغم حكمهم على ابن الله بالموت إلا إنه قام من بين الأموات، وتركهم بتصوراتهم المريضة ‏القاصرة عن الإصغاء لصوت الله في داخلهم.‏
جاء يسوع مبشرًا بمملكة جديدة، يجد فيها المظلوم والفقير والحقير مكانه وكرامته جاء، يسوع ليشفي ‏المرضى، ويقيم الموتى ويطهر البُرص، ويفضح تهافت دور الفريسيين في إستغلال سلطتهم المستمدة من ‏الله فحكموا على ابن الله بالموت بسبب عماهم وقلة تمييزهم وإنغلاق عقولهم.‏
ونحن في حياتنا اليومية كم من المرات نلتقي يسوع على شكل فقير أو مظلوم أو مريض ونتغاضى عنهم ‏لأنهم سقطوا من حساباتنا، فحذارى أن نغلف الله في تصوراتنا القاصرة.‏
واليوم مازالت طبقة الفريسيين والكتبة تتصدر المشهد الكنسى والدينى ومازال الكتبة والفريسيون يستغلون ‏الإيمان بالله ليجودوا على الفقراء والمظلومين والمضطهدين، إنهم يمارسون نفس جبروت اليهود في زمن ‏المسيح.‏
رغم ذلك مازال رؤساء كهنتنا يتعاملون مع النصوص على انها لا تقصدهم وانها تقصد يهود منذ الفين ‏عامًا.‏
الحجر الذى رزله البناؤون ومازالوا هو اساس البيت والأسرة والكنيسة والمجتمع هؤلاء الضعفاء لا يتركهم ‏الأب فريسة لرجال الدين ولكن يرسل لهم معونة من العلاء ليشددهم ويرعاهم من ذئاب الهيكل.‏