stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

الرجل العاقل يبنى بيته على الصخر – الأب وليم سيدهم

3.5kviews

هناك نوعان من البشر – نوع حدد لنفسه أن يقهر الظروف ويتخذ كل الإجراءات المناسبة والخيرة طبعًا ‏للبلوغ إلى هدفه، ونوع آخر حدد مع نفسه أو دون وعي منه أن تقهره الظروف ويتخذها هو أيضًا مطيّة ‏لتدبير فشله وكل أخطائه بمنطق مزيف ومفضوح.‏
فإذا قلنا مثلًا أنَّ المطر والوحل والأتربة والزوابع هى موانع وصعوبات يمكنها أن تقف حائلًا أمام تنفيذ ‏خططنا في العمل والتزاماتنا نحو الآخرين فإننا نجد الفرق واضح بين من يقهرون الظروف و يتفننون في ‏تحييد مفاعيلها السلبية وبالتالي فإنه لا مطر ولا زوابع تمنعهم مثلًا من الوصول إلى أعمالهم في الساعات ‏المحددة أو الوصول إلى محطة القطار في الساعة المحددة حتى لا يضيعوا على أنفسهم فرصة إنجاز ‏أعمالهم إن كانوا اساتذة في الجامعات أو أطباء في مستشفيات أو قضاة في محاكم …إلخ.‏
وبين من يتخذون هذه الظروف سببًا لتبرير تقاعسهم وكسلهم وعدم همتهم وبالتالي سببًا في فشل سيطرتهم ‏وقهرهم لهذه الظروف ويدعونا الكتاب المقدس على لسان يسوع أن نميز من أى نوع من المؤمنين نحن؟ هل ‏مثل الرجل العاقل الذى يبني بيته على الصخر وبالتالي فإنه يضع كل إمكاناته وكل ما يجده مناسبًا لتأسيس ‏بيته على الصخر حتى يضمن عدم قدرة الأمطار والسيول والزوابع على هدم بيته. وفي هذا المثل أن يجعل ‏من كلام الله أساسًا لأعماله حتى يضمن قدرتها على الصمود ، أم نحن مثل الرجل الذي بنى بيته على الرمل ‏و طبعًا لا يمكن أن نتخيل إنسانًا عاقلًا فعلًا يبنى بيته على الرمل إلا إذا كان عقله لجأ إلى الحلول السهلة ‏المريحة التى في ظاهرها جميل وأنيق مثل جمال البيت وأناقته من الخارج ولكن لأن الحل مبنى على الكسل ‏العقلي و الفعلي فهو في الباطن – لا أساس له – وبالتالي لن يصمد طويلًا أمام الرياح والزوابع.‏
وهذا يذكرنا بالشاب الغنى الذي حفظ كل شيء منذ الصغر إلا أنه لم يستطع أن يضيف بالعمل ما طلبه منه ‏يسوع : “فحدق إليه يسوع فأحبه فقال له: واحدة تنقصك .. اذهب فبع ما تملك وأعطه للفقراء، فيكون ‏لك كنز في السماء، وتعال فاتبعنى” (مر 10 : 21).‏
إن حفظ الكتاب المقدس لا يعدو أن يكون فعل ببغاني أو جهاز تسجيل لا أكثر ولا أقل لأن هذا النوع من ‏كلمات الحياة تفقد قيمتها إن حفظناها ووضعناها في ذاكرتنا أو في ذاكرة الكترونية فتموت الحياة في هذه ‏الكلمات الحيّة إن لم تترجم إلى أفعال حيّة.‏
إن الله يخاطبنا بكل الطرق السهلة والمريحة المأخوذة من واقع الحياة حتى لا نتحجج أننا لم نفهم. فالذي لا ‏يستوعب لا تفسير لعدم إستيعابه إلا الكسل و التسويف.‏
ومثل باني البيت على الرمل أو على الصخر نجد معناه في المزمور : “إن لم يبن الرب البيت فباطلا يتعب ‏البناؤون” (مز 127 :1)، فمن بنى على الرمل خصم كلام الله وبالتالي يصبح بناء باطلًا وقابلًا للسقوط. ‏أعنا يارب أن نبني على كلمتك كل حياتنا. ‏