stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكنيسة الكاثوليكية بمصرروحية ورعويةكنيسة الموارنة الكاثوليكموضوعات

الرّاعي خلال التّنشئة المسيحيّة : الكنيسة أمّ ذات قلب مفتوح

753views

نقلا عن تيلي لوميار/ نورسات

لبنان

09 يونيو – حزيران 2020, 08:00

أنهى البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي بالأمس خلال التّنشئة المسيحيّة، الفصل الأوَّل من الإرشاد الرَّسوليّ للبابا فرنسيس “فرح الإنجيل” حول “الكنيسة وتبدّلها الإرساليّ”، وتوقّف عند النّقطة الأخيرة وعنوانها: “الكنيسة أمّ ذات قلب مفتوح” (الفقرات 46-49)، فقال:

“كنيسةٌ في حالة انطلاق هي كنيسة أبوابها مشرّعة. تنطلق نحو الضّواحي البشريّة، وهمّها أن تحدّق في العيون، وتصغي، وترافق من خارت قواه وتقف إلى جانب الطّريق. وعليها أن تكون أحيانًا مثل والد الابن الضّالّ الّذي ترك لابنه الأبواب مشرّعة ليستطيع الدّخول بدون صعوبة عندما يعود (الفقرة 46).

ينبغي أن تكون الكنيسة في أمكنة بيت الآب المفتوح، حتّى إذا جاءه مؤمن أو مؤمنة منقادًا من الرّوح، وباحثًا عن الله، لا يجد نفسه أمام باب مغلق بارد. بالإضافة إلى باب الكنيسة، يوجد أبواب أخرى يجب ألّا توصَد بوجه أحد: نعني باب المشاركة في حياة الجماعة، وأبواب الأسرار، ولاسيّما بابها الأوّل أيّ المعموديّة والإفخارستيّا الّتي تعطي غذاء الحياة الأبديّة، والّتي ليست جائزة بل دواء وغذاء للضّعفاء.

لهذه القناعة نتائج راعويّة يجب اعتبارها بفطنة وجرأة، نذكر منها اثنتين: التّصرّف كأنّنا حَكَم على النّعمة لا خدّامها الّذين يسهّلون قبولها؛ وكأنّ الكنيسة جمرك فيما هي بيت الآب، حيث يوجد مكان لكلّ واحد وواحدة مع مشاكله (الفقرة 47).

إذا التزمت الكنيسة جمعاء بهذه الدّيناميّة الإرساليّة، يجب أن تبلغ إلى كلّ شخص، دونما استثناء. فإلى من تذهب أوّلاً، يجيب الإنجيل: بالطّبع ليس إلى الأصدقاء والجيران الأثرياء، بل إلى الفقير والمريض والمهمَل والمنسيّ. وبكلمة إلى “أولئك الّذين ليس لهم أن يبادلوك” (لو 14:14). اليوم وأبدأ “الفقراء هم المفضّلون الّذين إيهم يُوجَّه الإنجيل” (البابا بنديكتوس السّادس عشر). وكون الإنجيل مبشّرًا به إليهم مجّانًا، فهذه علامة مجيء الملكوت الّذي أتى يسوع ليوطّده على أرضنا. نستطيع القول بكلّ تأكيد إنّه يوجد رباط لا ينفصم بين إيماننا والفقراء. فلا يمكننا أبدًا التّخلّي عنهم (الفقرة 48).

لننطلق فنقدّم لكلّ واحد يسوع المسيح. إنّ كنيسة مجروحة ومترضّضة وملوّثة لأنّها سلكت طرقات الانطلاق، هي أفضل من كنيسة سقيمة بسبب الانغلاق ورفاهة التّمسّك بأمانها الخاصّ.

وإذا كان من شيء يقلق ضميرنا، إنّما هو رؤية العديدين من إخوتنا وأخواتنا يعيشون محرومين من قوّة ونور وعزاء الصّداقة مع يسوع المسيح، ومن جماعة إيمان تعضدهم، ومن معنى وهدف لحياتهم.

إذا كان من شيء يخيفنا، فليس أن نرتكب خطأ، بل أن ننغلق على ذواتنا في إطار هيكليّات حماية وهميّة، وفي داخل أنظمة تجعل منّا قضاة عديمي الرّحمة؛ وفي إطار عادات نشعر من خلالها بالطّمأنينة، بينما يقف خارج أبوابنا جمهور من الجياع، ويسوع يردّد لنا دونما انقطاع: “اعطوهم أنتم ليأكلوا” (مر 37:6)”.