stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

« السّلامُ عليكِ، أَيَّتُها الـمُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ » – الطوباويّة إلياصابات الثالوث

534views

الطوباويّة إلياصابات الثالوث (1880 – 1906)، راهبة كرمليّة
السّماء في الإيمان (الرّياضة الأولى)، اليوم العاشر

« السّلامُ عليكِ، أَيَّتُها الـمُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ »

“لو كُنتِ تَعرِفينَ عَطاءَ الله”، قالها الرّب يسوع المسيح في للمرأة السامريّة (راجع يو 4: 10). لكن ما هو عطاء الله هذا، إن لم يكن هو نفسه؟ ويقول لنا التلميذ الحبيب: “جاءَ إِلى بَيتِه. فما قَبِلَه أَهْلُ بَيتِه” (يو 1: 11). قد يقول القدّيس يوحنّا المعمدان أيضاً للعديد من النفوس كلمة التأنيب هذه: ” بَينَكم مَن لا تَعرِفونَه” (يو1: 26؛ راجع لو 21:17).””لو كُنتِ تَعرِفينَ عَطاءَ الله”. هناك مخلوقة عرفت عطاء الله هذا، مخلوقة لم تُضِع أيّ جزء منه، مخلوقة كانت نقيّة ومنيرة لدرجة حتّى لَتبدو أنّها النور نفسه: “مرآة العدل”. مخلوقة كانت حياتها بسيطة جدّاً، تائهة في الله حتى إنّنا لا نستطيع أن نقول شيئاً عنها.”العذراء المُخْلِصة”: هي العذراء المُخْلِصة، إذ “كانَت… تَحفَظُ جَميعَ هذهِ الأُمور، وتَتَأَمَّلُها في قَلبِها” (لو 2: 19 + 51). كانت تقف وضيعة، خاشعة أمام الله، في خباء الهيكل، لدرجة أنّها جذبت رضا الثالوث الأقدس: “لأَنَّه عَطَفَ عَلى أَمَتِه الوَضِيعة سَوفَ تُهَنِّئُني جَميعُ الأَجيال” (لو 1: 48). أراد الآب، بنظره إلى هذه المخلوقة الجميلة جدًّا، الجاهلة لجمالها، أن تكون الأمّ الزمنيّة لذلك الذي هو أب له في الأبديّة. عندها حلّ روح الحبّ، الذي يرأس جميع عمليّات الله؛ وقالت العذراء نَعَمَها: “أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ”، فتمّ أعظم الأسرار. وبحلول الكلمة فيها، أصبحت مريم إلى الأبد غنيمة الله.