stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

« السَّلامَ أَستَودِعُكُم، وسَلامي أُعْطيكم. لا أُعطي أَنا كما يُعْطي العالَم » – القدّيس أوغسطينُس

449views

القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
عظات عن إنجيل القدّيس يوحنّا

« السَّلامَ أَستَودِعُكُم، وسَلامي أُعْطيكم. لا أُعطي أَنا كما يُعْطي العالَم »

. لقد ترك الرّب يسوع لنا السلام قبل ذهابه إلى الآب، وسوف يعطينا سلامه عند مجيئه في نهاية العالم؛ لقد ترك لنا سلامه في هذا الدهر وسوف يعطينا سلامه في الدهر الآتي؛ لقد ترك لنا السلام الذي نتغلّب به على العدو، وإذا لازمنا هذا السلام، سيعطينا السلام عندما نملك دونما حاجة إلى أعداء نحاربهم؛ لقد ترك لنا السلام لكي نحبّ بعضنا بعضًا على هذه الأرض كما نقرأ عند النّبي إشعيا: “السَّلامَ السَّلامَ لِلبَعيدِ وللقَريب” (إش 57: 19)، وسوف يعطينا السلام عندما لا يكون هناك خصام فيما بيننا

فيه ومنه يأتي سلامنا، السلام الذي تركه لنا لحظة ذهابه إلى الآب، والسلام الذي سيعطينا إيّاه عندما يقودنا إلى الآب. ما الّذي تركه الرّب لنا إذًا عندما صعد من عندنا إلى الآب إن لم يكن هو نَفسُه بِفِعل إنّه لن يفارقنا؟ والحال، “فإِنَّه سَلامُنا، فقَد جَعَلَ مِنَ الجَماعتَينِ جَماعةً واحِدة وهَدَمَ في جَسَدِه الحاجِزَ الَّذي يَفصِلُ بَينَهما، أَيِ العَداوة” (أف 2: 14). فهو السلام بالنسبة لنا، عندما نؤمن بهذا وعندما نراه كما هو.

في الواقع،إن الرّب لم يتخلّ عنّا عند افتراقنا عنه، ونحن ما دمنا مقيمين في هذا الجسد الفاسد… ونسير بالإيمان لا بالعيان، فكم بالحريّ سيملأنا من ذاته عندما نصل إلى تلك المعاينة الواضحة؟