stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

أدبية

الفضائل الفائقة الطبيعة-الأب/ رمزي نعمة

802views

virtu

1) الفضائل الفائقة الطبيعة

أ- فضائل مُفاضة:

يفيض الله هذه الفضائل بوساطة النعمة المبررة. ويملك حتى الأطفال المعمّدون الفضائل الفائقة الطبيعة جميعها. إن الله هو مانح الفضائل الفائقة الطبيعة، إلا أنه يستخدم الوسائل، كالأسرار، لتبليغها. إن الفضائل الإلهية تغير قدرات الكائن البشري وترتقي بها فتجعلها قادرة على التصرف تصرفاً فائق الطبيعة، أي بطريقة تتناسب مع مصيرها الفائق للطبيعة. وتتأصل الفضائل الفائقة للطبيعة في المواهب البشرية مع تكثيف النعمة المبررة. وهذه الفضائل جميعها (باستثناء الإيمان والرجاء) تفقد عن طريق الخطيئة المميتة، ولكنها لا تقل أو تزول عن طريق الخطيئة العرضية. ولا يفقد الإيمان إلا عن طريق الخطيئة المميتة المعارضة لهذه الخطيئة مباشرة. ولا يفقد الرجاء إلا بارتكاب خطيئة مميتة تتعارض مباشرة مع هذه الفضيلة أو بوساطة خطيئة تزيل الإيمان.

ب- موضوع الفضيلة الفائقة للطبيعة:

الموضوع المادي (material object): وهو ما يتوجه إليه الإيمان. وهكذا فإن الموضوع المادي للإيمان (الذي ينظر إليه كفضيلة للعقل) هو الحقائق التي أوحاها الله.

الموضوع الصوري  ( formal object): هو الدافع أو الحافز الذي يقود الإنسان إلى اتخاذ موقف إيمان. فالدافع للإيمان هو سلطة الله الذي يوحي. وتحرك هذه السلطة العقل لكي يقبل حقائق الوحي حتى وإن افتقرت إلى تلك البديهية التي تتطلّب عادة موافقة العقل.4)

أنواع مختلفة من الفضائل الفائقة للطبيعة    

‌أ. الفضائل الإلهية:

يتحدث القديس بولس عن ثلاث فضائل التي تلازم الحياة الحاضرة ولهذا فهي أعظم من المواهب الروحية العابرة. وهذه الثلاث هي، الإيمان، والرجاء والمحبة، وأعظمها جميعاً هي المحبة (1قور 13:13). ويدعو علماء اللاهوت هذه الفضائل بالفضائل الإلهية أي (theological) نسبة إلى الكلمة اليونانية (Theos الله) لأنهم يفهمونها على أساس كون الله هدفها المباشر. الهدف من الإيمان هو الله الحقيقة العظمى. الهدف من الرجاء هو الله كونه خيرنا الأعظم. الهدف من المحبة هو الله كونه صالحاً بنفسه.   

‌ب.الفضائل الأدبية:

بالإضافة إلى الفضائل الإلهية هناك فضائل أدبية وهي أيضاً مُفاضة من الله بالنعمة المبررة. وهي ترقي بالفضيلة الطبيعية المقابلة. وهي معنية بالوسائل التي نحقق بوساطتها مصيرنا الفائق للطبيعة في الله. ولها الأسماء نفسها كالفضائل الطبيعية الأدبية، رغم أنها متميزة عنها تماماً. ولئن كانت الفضائل الطبيعية الأدبية يوجهها العقل، فإن الفضائل الفائقة للطبيعة الأدبية يوجهها الإيمان. فمع الفضائل الطبيعية تستقر الفضائل الفائقة للطبيعة في مواهب الشخص البشري.    ‌

ج. مواهب الروح القدس:

بالإضافة إلى الفضائل الإلهية والفضائل الأدبية المُفاضة، هناك أيضاً مواهب الروح القدس. وهذه مُفاضة مع النعمة المُبرَرَة. فبمقتضى ما ذهب إليه الأكويني، فالمواهب هي استعدادات عادية يصبح معها انقيادنا سهلاً لتأثير الروح القدس. وهي متميزة عن الفضائل. فالفضائل مبادئ داخلية للنشاط بينما المواهب هي استعدادات تفتح قلوبنا للحافز الخارجي الذي يأتي من الروح القدس. وقد شبّه لويز بيلو (1846-1931) الفضائل بمحركات السفينة والمواهب بالأشرعة المنشورة لتلقي حركة الريح. ويتعرف المسيحيون بصورة عامة على سبع مواهب من الروح القدس هي: الحكمة، الفهم، المشورة، القوة، العلم، التقوى، ومخافة الله. وهذا التعداد مؤسس على سفر اشعيا (2:11) في ترجمة التوارة السبعينية. أما ثمار الروح القدس فهي الأفعال البشرية التي تنبعث من مواهب الروح القدس. وتدعى ثمار لأنها تأثيرات المواهب وتزودنا بفرح معين عندما نقوم بها، وثمرات الروح القدس الاثنتي عشرة هي: المحبة، الفرح، السلام، الصبر، اللطف، الفضيلة، المعاناة، الرفق، الإيمان، التواضع، كبح النفس والطهارة (انظر غل 22:5-23). والتطويبات هي من تأثيرات المواهب. ويعدد متى ثمان منها (متى 3:5-10)، ولوقا أربعاً (لو20:6-22). وتدعى تطويبات لأنها بطريقة خاصة تجلب لنا السعادة (ومعنى طوبى: السعادة) على الأرض وفي السماء كليهما.

2) التربية الخلقية

يحاول هذا النوع من التعليم تعليم الأطفال والمراهقين، والشباب والبالغين كيف يحيون حياة فاضلة. ويسعى لجعل الإيمان المسيحي قوة حية، وواعية، وفعالة في تفكيرهم وتصرفاتهم، لا بل الأساس لسلوكهم. كما ويجب على التعليم الذي يقدمه المربون أن يستند على الكتاب المقدس، والتقليد، والطقوس الدينية (الليتورجيا)، والسلطة التعليمية للكنيسة وحياتها. وبهذه الطريقة، تزودنا الكنيسة بالأساس المتين للحياة الفاضلة. وبالنسبة إلى السلطة التعليمية للكنيسة يعلمنا المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني أن على المسيحيين “أن يتبعوا دائماً ضميرهم، ذلك الضمير الذي يجب أن يطابق شريعة الله، وليظلوا خاضعين لسلطة الكنيسة التعليمية، التي يحق لها أن تشرح هذه الشريعة على نور الإنجيل” (الكنيسة في عالم اليوم-50). لكن يجب على المعلمين ألا يقتصر اهتمامهم على تزويد طلبتهم بالمعلومات والمعرفة في ما يخصّ التعليم الأخلاقي بل الاهتمام أيضاً بالأحاسيس والشعور والمواقف. وبعبارة أخرى يجب عليهم أن يسعوا لا إلى تنوير العقل وحسب بل إلى التأثير على القلب أيضاً.

وعلى أولئك المهتمين بالتعليم الأخلاقي للآخرين ألا ينسوا أن الإيمان هو جواب حرّ لنعمة الله الملهم. وسيساعدون طلبتهم على تكوين ضمائرهم بحق واستقامة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً. ومن الواضح أن اختيار الوسائل والأساليب التربوية يجب أن ينسجم مع مقدرة الطلبة وأعمارهم وظروفهم. وقد لاحظ علماء النفس أهمية الحوافز للأفراد في المراحل المختلفة لتطورهم النفسي. ويجب تجاوز هذه المرحلة للعمل لا من أجل مكافأة بل انطلاقاً من قناعتهم. وعلى الأساتذة أن يحاولوا أن يزرعوا في النفوس الانعكاسات الاجتماعية للإنجيل. فنحن لا نستطيع أن نحيا حياة فاضلة إذا لم نفِ بالتزاماتنا الاجتماعية تجاه الآخرين، وخصوصاً الفقراء والمعوزين والمنبوذين والمضطهدين. وعلى الأساتذة أن يؤكدوا لطلبتهم أهمية متابعة التعليم الأخلاقي والديني طوال حياتهم.

صلاة لالتماس الفضائل للقديس توما الأكويني

“اللهم، يا قدير، يا عليم، يا مَن لا ابتداء له ولا انتهاء، يا مانح الفضائل وحافظها ومثبتها،

أقمني بجودك على أساس الإيمان المتين، وذد عني بدرع الرجاء الحصين، وزيّنني بوشاح المحبة الثمين،

مُنَّ عليّ بالعدل فأدين لك، وبالحكمة فأتقي حبائل إبليس، وبالقناعة فأثبت على النصف، وبالقوة فأصبر على المِحَن.

وامنحني أن أقاسم غيري ما هو لي راضياً، وأسأله ما ليس لي خاشعاً، وأن أعترف بذنب صنعت، وأحتمل شراً به أشقى، وألاّ أحسد غيري على خير ولا أنسى فضلك في خير.

وألاّ أتعدّى الحدّ في كسوتي ومشيتي وحركتي، وأن أضبط شفتيَّ عن الباطل، ورجليَّ عن الزيغ، وعينيَّ عن الشرود، وأذنيَّ عن الصخب،وأن أجثو بجسمي أمامك وأسمو بقلبي إليك، وأن أزدري ما يزول ولا أسكن إلا إليك،

وأن أقمع جسدي، وأنقّي ضميري، وأن أكرّم القدّيسين وأحمدك بما يجب لك،

وأن أسير في سبيل الصلاح وأكلل سيرتي الصالحة بميتة بارّة.

يا ربّ، ازرع الفضائل في قلبي، فأتفانى فيما هو لك، وأقتصد في ما هو للدنيا، ولا أثقل على أحد في ما هو لجسدي.

ويا ربّ، امنحني من التوبة حرارتها، ومن الاعتراف شموله، ومن الكفارة تمامها، ورتب سرّي بحُسن السيرة، فلا أعمل إلا ما حُسن وكان لي فيه أجر ولغيري مثل.

وامنحني أن لا أندفع وراء عمل لا حكمة فيه، وأن لا أعدل عن عمل لا رغبة لي فيه، فلا أشتهي ولا أعاف ما عليَّ قبل أوانه، آمين”.