stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القديسة ماتيلدا الملكة Santa Matilde di Germania – Regina

233views

14 مارس

إعداد الأب / وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني

ولدت ماتيلدا عام 895م بمدينة “إنجر” بألمانيا، لأبٍ هو “ديترش” أمير إقليم “ﭬـستـﭬـليا” شمال ألمانيا، وأمٍ هي “راينهيد” من أصولٍ مُختلطَة بين الدانماركية والروسية.

أُرسلت ماتيلدا الصغيرة إلى دير “هيرفورد” حيث كانت ترأسه إحدى جدّاتها، لتتلقّى التعليم الروحي، والتكوين الديني به.

اشتهرت منذ صباها بأنها جميلة وحسنة الخُلُق، مهتمة بحياتها الروحية كإهتمام أساسي لحياتها.

بعمر الثامنة عشر تزوجها الملك هنري الأول ملك ألمانيا، وأنجبت ثلاثة بنين وبنتين أصغرهم هو القديس “برونو” الكبير (الأول) أسقف كولونيا – ألمانيا.

وابنها الثاني الذى أصبح فيما بعد الملك “أوتّو” الأول ملك ألمانيا

توفيَ زوجها الملك هنري الأول عام 936م، أنشأت “ماتيلدا” وابنها الملك “أوتّو” وارث العرش ديراً في منطقة “كويدلينبورج” على نيّة زوجها الملك الراحل.

عاشت الملكة الأم ماتيلدا في معيّة ابنها بالقصر الملكي، إلى أن دَبّت الخلافات بين الملك الشاب “أوتّو” وشقيقه الأصغر “هنري” كما إتهم “هنري” والدته بأنها أهدرت من مجوهرات العائلة المالكة وخزانتها المالية، ثروة طائلة في بناء الدير والأنشطة الخيرية المُستديمة التي تعهَّدت بها كل محتاج دون انقطاع.

لم يكن واضحاً موقف الملك “أوتّو” بهذا الشأن، لكن حدث بعد ذلك بقليل أن الملكة الأم ماتيلدا إنتقلت إلى مَنفىَ إختياري بعيداً عن الصراعات السلطوية والإنتقاد بسبب أعمالها الخيرية، بمسقط رأسها في “إنا”، لكنها حُرِمَت من الكثير من مخصصاتها المالية ومجوهراتها حتى لا تُهدرها.

لم يمنع ذلك ماتيلدا من الإهتمام بالفقراء بل ازدادت في العطاء بسخاء وتواضع، وبدأت تتقشَّف من اجل الوفاء بإحتياجات الأعمال الخيرية التي إعتادت الإنفاق عليها. وأنشأت خلال هذه الفترة كلية للقانون الكنسي بـ “إنا” عام 947م. بعدها عادت الملكة الأم ماتيلدا إلى القصر الملكى تحت تأثير الإلحاح الشديد من إديث زوجة إبنها الملك “أوتّو”.

تصالحت ماتيلدا مع ولديها وردّا لها كل المخصصات التي سبق ومنعاها عنها، فأنفقتها على الفقراء، وبناء الأديرة والكنائس. كما عاشت حياة التقشف والتأمل، فقضت معظم أوقاتها في الصلاة الصوم، والذهاب لزيارة الأديرة، إلى أن شعرت بالإعياء أثناء زيارتها لأول دير أنشأته في “كويدلينبورج”، وإذ شعرت بدنو الأجل، طلبت سرّ المصالحة “الإعتراف”، واعترفت لدى مطران مدينة “باينس” ويُذكَر أنها قبيل وفاتها اعترفت إعترافاً علنياً بضعفاتها وخطاياها أمام الكهنة وراهبات الدير.

ثم رقدت على ما يُشبه المسوح، وتحت رأسها رماد علامة على توبتها، كما نالت سر الإفخارستيا، ورقدت في الرب يوم 14 مارس 968م.

فلتكن صلاتها معنا.