stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القديسة مارجريتا من كورتونا

770views

الرهبنة الثالثة العلمانية الفرنسيسكانية عيدها في 16 مايو
الاب /وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني

💠الميلاد والنشأة:
إسمها “مارجريتا” وهو اسم يوناني الأصل ويعني “لؤلؤة”. وُلِدَت عام 1247م في مدينة صغيرة تتبع إقليم توسكانيا هي “لاﭬـيانو” بإيطاليا، لعائلة ريفية.
توفيت والدتها بينما كانت هي بعمر السابعة، وتزوج والدها بأخرى، كان الوِدّ بينها وبين مارجريتا قليل. مع بلوغها مرحلة المراهقة، صارت مارجريتا شديدة العناد إلى جانب الطَيش والجموح الذي جعل سمعتها بالمدينة غير حَسَنة.
💠الضياع:
بعمر السابعة عشر إلتقت شاباً هو ابن “جوليامو دي پيكورا” لورد مدينة لاﭬـيانو، فهربت معه بدافع العاطفة بعد أن أقنعها بأنه سيتزوجها، ولعدم وجود ما يجعلها ترتبط ببيتها وأهلها، فإذا بها تجد نفسها في قلعته بمدينة “مونتيبولتشيانو” الواقعة بإقليم توسكانيا .. ليس كزوجة له – كما أوهمها – ولكن كعشيقة!
عاشت معه مدّة عشر سنوات في القلعة، وخلال هذه السنوات أنجبت له طفلاً، وكثيراً ما وعدها بأنه سيتزوجها يوماً ما، وانتظرت هي ان تكون زوجة له لأنها تحبّه .. لكن هذا اليوم لم يأتي.
وذات يوم ذهب الأمير لرحلة صيد مُصطحباً كلبه، ولم يعد في آخر النهار كالمعتاد، فإذا بكلب الصيد يعود وحده إلى القلعة ويصطحبها إلى مكان الأمير لتجده قتيلاً.
💠العودة:
كانت صدمة مقتل الأمير شديدة على نفس مارجريتا، لكنها دفعتها نحو الشعور بالذنب، نحوه ونحو نفسها، وبدأت تُصلّي بتوبة صادقة وندم شديد، وبدأت بسرّ المصالحة عهداً جديداً من التوبة والصلاة والإماتات الروحية والجسدية، وتعيش تكفيراً عن خطاياها بأصوام وسهر للصلاة والتأمل، وطلباً لراحة نفس الأمير بعد أن غفرت له وأشفقت على مصيره الأبدي. ولكي تُعلِن إنتهاء عهد الخطيئة من حياتها أعادت كل ما قدَّم لها الأمير من هدايا وأموال إلى عائلته، وتركت قلعته إلى غير عودة، ولم تأخذ معها سوىَ طفلها الذي أصبح مسئوليتها. وقد عانت لفترة من إتهامات بأنها هي من قتلته لكن ثبتت براءتها.
💠حياة التوبة والرسالة:
حاولت مارجريا العودة إلى بيت أبيها لكن زوجته رفضتها، فوجدت نفسها تتوجّه نحو دير الأباء الفرنسيسكان بـ كورتونا الواقعة بإقليم توسكانيا، لتأخذ منهم المشورة وتطلب الصلاة من أجلها.
كانت مارجريتا قد ألزمت نفسها بالصوم الدائم عن اللحوم والاكتفاء بالخضروات والخبز، وكذلك فترات الصوم بالإنقطاع عن الطعام لأيام، مع الإتضاع والتمتُّع الحقيقي بحُبّ الله، وكذلك إحتمال احتقار وإهانة البشر الذين لا يصدِّقون التوبة ولا يقبلون التائب كما فعل المسيح. وقد أعربت للأباء عن رغبتها في تكريس حياتها لإلهها الحبيب الحقيقي.
في عام 1277م، وبعد مرور ثلاث سنوات من الملاحظة لنموها الروحي، تم قبول مارجريتا كمكرّسة من الدرجة الثالثة بالرهبنة الفرنسيسكانية. وقد اختارت حياة الفقر والاستجداء أو العمل بدون أجر مقابل الطعام فقط، مع متابعة حياة الصلاة والصوم، كما تمكنت بجهودها واتضاعها ورغبتها في تخفيف معاناة المرضى الفقراء والمُشرَّدين، من تأسيس مستشفى لهم، وقد أمّنت فريق من التمريض مكوَّن من مُكرسات ثالثيات كان لهنّ نفس الرؤية والرسالة والشوق لخدمة الله في شخص المريض الفقير والمُشرَّد. وأطلقت على مجموعة الخدمة “le poverelle” وتعني بالإيطالية “الفقيرات الصغيرات”، وترجع التسمية لكون الأخت مارجريتا قد سمعت أثناء مُناجاتها لله صوتاً يقول لها: ((ماذا تريدين أيتها الفقيرة الصغيرة؟)). فأجابت: ((لا سعي ولا تمنّي لي سواك ياربّي يسوع)). من وقتها كان اختيارها لتسمية مجموعتها الخدمية الأولى “الفقيرات الصغيرات”.
كذلك أسّست مجموعة خدمية أخرى أسمتها “سيدة الرحمة” وكانت أيضاً لرسالة التمريض وكل ما يخصّ عمل المستشفى الخيري.
كانت خدمتها الأمينة المتحنِّنة التي تمتاز بالتواضع والرحمة والمحبة شئٌ يُدرَّس لكل خادم وصاحب رسالة مع المرضى والفقراء.
كذلك في مناسبات عِدّة شاركت الأخت مارجريتا بمواقف مُضيئة في الكنيسة بإلهام من الروح القدس حيث كانت بفقرها تتحدّىَ “جوليامو أبيرتيني پاتسي” أسقف مدينة أريتسو، الذي رغم كونه من الإكليروس كان له صراعات عنيفة ومكائد وعَيْش مُتْرَف وكأنه من العالم.
💠الأيام الأخيرة والوفاة:
إنتقلت الأخت مارجريتا للعيش في الفترة الأخيرة من حياتها بكنيسة مُتَهَدِّمة ومهجورة على اسم القديس باسليوس (فيما بعد تم ترميمها وجعلها على اسم القديسة مارجريتا بعد إعلان قداستها). وقد قضت بها 22 عام حتى رقدت بعطر القداسة في 22 فبراير 1297م عن عمر ناهز الخمسين. أما عن ابنها فقد صار راهباً بدير الأباء الفرنسيكان بـ كورتونا.
💠القداسة:
تم إعلان قداستها عن يد البابا “بندكتس الثالث عشر” عام 1728م.
ترى فيها الكنيسة أملاً لكل من أخذته التجارب إلى طُرقٍ يُظَنّ أنه من المستحيل العلاج أو العودة منها، وأنها إختبرت التحوُّل من عُمق وَحل إهانة الجسد وتنجيسه، إلى الإرتقاء والإنخطاف الروحي والحديث مع الرب ومعاينة عالم الروح وروعته.
تُرسَم دائماً القديسة مارجريتا من كورتونا مُتأمِلة بالمسيح المصلوب أو مُنخطفة بالروح في رؤية، وغالباً ما يُرسَم معها كلب صغير رمزاً لكلب الصيد الذي أرشدها إلى آخر طريق ضياعها، أو تُرسًم حاملة الصليب وهي تخاطب ملاكها الحارس بينما ينزوي الشيطان فاشلاً في إعادتها غلى الخطيئة.
هي شفيعة المُتَهَمين ظُلماً، وأمهات الأطفال الغير شرعيين، والأيتام، والمشردين والمرضى والمجروحين عقلياً (المرضى العقليين) والتائبين والتائبات عن العهر، والمُحاربين بتجارب ضدّ العفّة، والمُراودات عن أنفسهن، والمُحتَقَرين بسبب خطاياهم.
شهادة حياتها وبركة شفاعتها فلتكن معنا. آمين.

#قديسين_كاثوليك