stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القديس جولييلمو من فرشيلي San Guglielmo da Vercelli-Abate

271views

يونيه 25

إعداد الأب / وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني

ولد جولييلمو عام 1058م بمدينة فرشيلي شمال غرب إيطاليا لأبوين نبيلين فقدهما في مطلع شبابه. بعد وفاتهما قرر أن يؤدي رحلة حج روحي إلى مزار القديس يعقوب الرسول في سانتاجو دي كومبوستيلا بإسبانيا ، رغبة منه في عيش مسيرة توبة، ولتخفيف أحزانه لفقد الوالدين. وقبيل بدء الرحلة، طلب من حداد أن يصنع له قميصاً حديدياً يرتديه تحت ملابسه،

كنوع من إثقال جسده بحمل ثقيل حتى تزداد مشقة الرحلة ، تحت المطر وشدة البرد والجوع ،حيث بقى هناك لمدة عام للصلاة وكان القديس جولييلمو ينام في جوف جذع شجرة ضخمة وذلك تعبيراً منه عن صدق توبته . ولدى عودته إلى إيطاليا،

قرر الذهاب لرحلة حج روحي أخرى، هذه المرة نحو أورشليم، وهو في طريقه توجه إلى جنوب إيطاليا وهناك تعرض للضرب والسطو من قبل اللصوص. أعتبر جولييلمو هذه الواقعة بمثابة رسالة من الله للبقاء في جنوب إيطاليا، ونشر رسالة المسيح في وسط مجتمع الجنوب الذى تسوده الجريمة وهنا الغى فكرة رحلته إلى اورشليم وقرر أن يظل في جنوب إيطاليا.

وأختار جولييلمو جبل بمدينة العذراء (مونتيفيرجين) . هناك عاش فى تأمل مستمر وتمارين التقشف الصارمة. بسبب قداسته وتجرده، بدأ يتبعه آخرين وأصبح مونتيفيرجين ديراً، وكان يعيش بروحانية وقانون القديس بنديكتوس. يذكر أنه في خلال تلك الفترة حدثت معجزات كثيرة عن يد الناسك جولييلمو. وبمساعدة روجيرو الثاني ملك صقلية، والذي كان تقياً أنشأ جولييلمو العديد من أديرة النساء داخل صقلية،

وأختار الملك روجيرو أن يبني ديراً مواجهاً لقصره، يصير هو مستقر لجولييلمو الناسك ليكون قريباً منه. وقد حدث ذلك بعد أن أراد الملك عندما كان حديث المعرفة بجولييلمو، أن يختبر ما إذا كان متعففاً حقاً أم لا ، فطلب من جولييلمو أن يقيم في ضيافته في قصر ساليرنو وهناك أرسل عاهرة في المساء إلى غرفة جولييلمو ، فما كان منه إلا أن أخذ بعض الجمر من مدفئة الغرفة ووضعه على فراشه ،

واستلقى عليه ! بهتت المرأة من المشهد وسألته عن سر الحب الذى يدفعه للحفاظ على نذره بهذه الطريقة ، فبدأ يعلمها عن الإنجيل ودعاها إلى التوبة ، فاستجابت وعاشت حياة توبة وصلاح حقيقية ، حياة جديدة في حب المسيح، والبعض يقول أنها صارت ناسكة وينت ديراً تبعتها فيه كثيرات . كان تدفق المؤمنين عاة نحو سلك الكهنوت لكونه يخدم الأسرار المقدسة ،

بينما تعرضت دعوة الحياة الديرية التقشفية التي عاشها جولييلمو لأن تصير الأقل أهمية ورغبة في الاتباع والمعايشة. حتى من أحبوا قداسة جولييلمو وأيدوها ، لم تكن لديهم الشجاعة لاتباع هذه الحياة ، لذلك غادر جولييلمو جبل العذراء ، وذهب لعيش العزلة في سهول جوليتو ، في منطقة سان أنجلة دي لومباردي ، حيث بدأ تجربة نسك جديدة ، وهناك صار له تابعين جدد، وأسس بعض الأديرة لكنه ظل مقيماً في جوليتو. وتعد هذه المعجزة هي الأشهر بين العديد من المعجزات التي تمت عن يد جولييلمو ،

ولذلك يرسم القديس جولييلمو في اليقونات واللوحات والتماثيل بصحبة ذئب. حيث يحكى أن ذئباً قام باصطياد وقتل حمار، كان يستخدمه جولييلمو في تحميل أو سحب الأغراض الثقيلة . فلما راي جولييلمو ذلك ، حول نظره نحو الذئب وأمره أن يعمل ما كان يعمله الحمار الذى قتله ، وللعجب فقد استجاب الحيوان المتوحش وأصبح يقوم بحمل وسحب الأغراض وكأنه حيوان مستأنس ،

وقد شاهد عدد من الناس ما يفعله الذئب الذى أصبح يرافق جولييلمو في تنقلاته ، ولا يصدقوا ما تشاهده أعينهم من فرط الدهشة. فرقد جولييلمو بعطر القداسة في 25 يونية 1142م ، بعمر ناهز السابعة والخمسين ، ودفن في جوليتو ، ثم تم نقل رفاته إلى جبل العذراء عام 1807م ، حيث مزاره الرئيسي حتى الأن. ومن خلال شفاعته ، تحدث البكم ، وتم إجراء العديد من المعجزات واعاد البصر الى المكفوفين وشفى كثير من المرضى .

فلتكن شفاعته وصلاته معنا دائما