stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القديس زينون الأسقف San Zeno di Verona – Vescovo

176views

12 إبريل

إعداد الأب / وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني

ولد القديس زينون في موريتانيا بقارة افريقيا. فى القرن الرابع الميلادي. ومنذ صغره انصب على أعمال البر والصلاة والتقوى. وانضم الى الرهبنة وهو صغير السن. وكان يرتقي من فضيلة الى فضيلة حتى صار قدوة لجميع الرهبان.

وكان له شوق إلى الوعظ فكان يطلب دائما إلى الله أن ينعم عليه أن يكرز بإنجيله وتعليمه الى الشعب. ومن غير المعروف كيف ومتى وصل من الرمال الأفريقية إلى التلال اللطيفة على ضفاف نهر أديجي، مدفوعاً بدعوته الرسولية وكان الدير قريباً من نهر اديجي.

فذات يوم إذ كان القديس زينون على ساحل ذلك النهر إذا برجل راكب عربة يقودها ثوران قد اعترتهما أرواح شريرة فكانا يجرانه بشراسة في الجبال والأودية وكان الرجل خائفاً أن يهبط به الثوران في حفرة ويصاب بأذى أو يغرق في النهر، ولم يكن يقدر أن يوقفهما.

فلما رآه القديس زينون ورأى الخطر قد أحاق به أخذته الشفقة عليه وعلم ان ذينك الثوران كانا ممسوكين من الشيطان فقام مسرعاً ووقف أمامهما ورسم عليهم علامة الصليب فللوقت وقفا ونجا الرجل من ذلك الخطر. وبعد زمان قليل اشتهرت أعماله وفضائله وقداسة سيرته فأضحى مكرماً عند جميع الشعب.

فلما مات أسقف المدينة انتخبوا زينون أسقفاً على مدينة فيرونا عام 362م. كان هرطقة أريوس منتشرة بشدة في ذلك الوقت، فكان يحارب هذه البدعة بشراسة. وفى مدة رعايته أراد الله أن يظهر القدرة التي يمنحها لخدامه.

وذلك ان الملك غاليانس لما أثار اضطهادا على المسيحيين كان له ابنة قد اعتراها الشيطان وكان يعذبها بشدة وحتى يأس من شفائها الأطباء. أما الله فأراد بذلك ان يزداد مجده وتهدم مملكة الشيطان على يد الأسقف زينون.

فحرك الشيطان أن يشهد بنفسه بفم نلك الفتاة الممسوسة أمام جميع الحاضرين قائلاً: انه لا يقدر أحد أن يخرجني من جسد الفتاة إلا الأسقف زينون. فلما سمع الملك هذه الكلمات تعجب. ولأنه كان عدواً للمسيحيين لم يسره ذلك الكلام.

ولكن لأجل شفاء ابنته الجأه إلى استجاد هذا الأسقف. فأرسل حينئذ إليه يستدعيه إلى روما ليحل ابنته من الشيطان. فلما وصل المرسلون إلى الأسقف زينون وبلغوه رسالة الملك قام وتبعهم إلى روما، فدخل على الملك وأمر بإحضار ابنته الممسوسة.

فلما أحضرت أمامه صاح الشيطان بصوت عالي الأن اضطررت إلى الخروج من جسد الفتاة. ولما أمره القديس زينون بالخروج من جسد الفتاة وخرج مهزوماً ذاهباً على البراري. فعرف الملك عظمة الفضل الذي صار به مديوناً للقديس زينون. فمجازاة له خلع الملك تاجه وأعطاه إياه.

أما القديس زينون الذي لم يكن محباً للأموال الأرضية فاخذ ذلك التاج الثمين وباعه ووزع ثمنه على الفقراء. ونال حظاً سعيداً عند الملك وسمح له أن يبنى كنيسة في ابرشيته في فيرونا. وبعد ذلك رجع الأسقف زينون الى ابرشيته.

وفرح به شعبه الذين كانوا حزانى بسبب غيابه عنهم. وإذ كانت نار الاضطهاد لا تنطفئ عن المسيحيين، كان القديس زينون لا ينفك ينادي بيسوع المسيح ويدك الأوثان ويعمر الكنائس المهدومة. وهدى كثيراً من الوثنيين إلى الإيمان المسيحي بعظاته وبقداسة سيرته.

وكتب كتب كثيرة لتفنيد أضاليل الوثنيين والهراطقة الأريوسية ولتثبيت الإيمان المسيحي الصحيح. وبعد زمان قليل وشي به أمام الملك بانه لا يريد أن يسجد للأوثان.

أما الملك فلنسيانه الاحسان الذي عمله معه القديس زينون أرسل استدعاه ليستميله إلى عبادة الآلهة الكاذبة. فلما لم يمكنه أن يزعزعه عن إيمانه عذبه بعذابات اليمة مختلفة ثم قتله وكان ذلك يوم 12 ابريل علم 372م.

ووشحه الله بعمل آيات كثيرة تمت بشفاعته.

وبذلك تأيدات قداسته.

فلتكن صلاته معنا.